مقلب قمامة أمام «حميات الزقازيق».. والمرضى: القطط تسكن المستشفى

كتب: نظيمة البحراوى

مقلب قمامة أمام «حميات الزقازيق».. والمرضى: القطط تسكن المستشفى

مقلب قمامة أمام «حميات الزقازيق».. والمرضى: القطط تسكن المستشفى

«سور قصير» لا يتجاوز ارتفاعه المترين، هو ما يفصل مستشفى حميات الزقازيق عن مقلب القمامة المجاور له، لكن لا يمنع السور الروائح الكريهة ولا الأوبئة من حصار مرضى المستشفى المحاصر بالقمامة تحت مرأى ومسمع جميع المسئولين فى ديوان محافظة الشرقية، ومديرية الصحة، فالحيوانات الضالة المنتشرة فى المنطقة المحيطة، والأدخنة المتصاعدة باستمرار من المقلب، لا يمكن لعين أن تخطئها، رغم الشكاوى المتكرّرة من السكان والمرضى.

{long_qoute_1}

«لا أحد يسمع شكوانا»، قالها «أسامة. م»، 40 عاماً، المرافق لأحد المرضى. ثم تابع «رغم أن مستشفى حميات الزقازيق أحد المستشفيات الرئيسية فى المحافظة، فإنه يعانى الكثير من الإهمال، سواء فى الداخل أو الخارج»، موضحاً «حضرت إلى المستشفى برفقة ابن أخى، بعدما أصيب بارتفاع حاد فى درجة الحرارة، وعند وصولى فوجئت بعدم وجود الطبيب المختص».

وأضاف «انتظرنا 30 دقيقة لحين وصول أحد الأطباء، الذى قرّر حجز المريض فى المستشفى، نظراً لإصابته بالحمى الشوكية، ومع حلول الليل، بدأت المعاناة، التى اكتشفنا أنها تتكرّر يومياً، حيث ارتفع نُباح الكلاب من مقلب القمامة المجاور للمستشفى، كما لاحظنا انتشار القطط فى غرف المستشفى، قادمة من المقلب، ومحمّلة بالروائح الكريهة والأوبئة»، ثم تساءل: «لماذا يتقاعس المسئولون عن نقل المقلب بعيداً عن المستشفى، حفاظاً على صحة المرضى؟». وقال عبدالباسط زين، أحد المرضى: «المشكلة ليست فى القمامة المنتشرة حول المستشفى فحسب، ولا فى تأخر الأطباء عن أداء واجبهم، أو حتى تغيُّبهم عن العمل، لكننا لا نجد أى أدوية داخل المستشفى، ونضطر إلى البحث عنها فى الصيدليات القريبة، ونشتريها على حسابنا الخاص»، فيما شكا أحد العاملين فى المستشفى، من وجود نقص حاد فى الأدوية داخل صيدلية المستشفى، بالإضافة إلى نقص أعداد الأطباء، وتغيُّبهم عن العمل. وأوضح العامل، الذى طلب عدم ذكر اسمه، «فى يوم الجمعة من كل أسبوع يُفترض أن يوجد طبيبان فى المستشفى، بالإضافة إلى إخصائى للمرور على المرضى، إلا أن ذلك لا يحدث عادة، ويقتصر الأمر على وجود طبيب واحد فى قسم الاستقبال، بينما يتابع الإخصائى سير العمل تليفونياً، دون أن يجد من يحاسبه».

صاحب السوبر ماركت المجاور للمستشفى، شوقى توفيق، 34 عاماً، قال: «لا يوجد عمال نظافة لجمع القمامة من الأهالى، الذين يضطرون إلى إلقائها فى قطعة الأرض الفضاء المجاورة للمستشفى، مما حولها إلى مقلب عمومى»، مضيفاً: «بدأت القمامة تتراكم فى قطعة الأرض المجاورة للمستشفى منذ فترة تتراوح بين 4 و5 سنوات، مما أدى إلى انتشار الحيوانات الضالة فى المنطقة، لتُصبح خطراً كبيراً على المرضى والأهالى، خصوصاً أن القطط تتجول بسهولة بين المقلب والمستشفى».

وأشار إلى أن «المقلب يتعرّض يومياً للكثير من الحرائق، سواء بفعل الأهالى الذين يحاولون التخلص منها، أو بفعل ارتفاع درجات الحرارة التى تؤدى إلى اشتعال الحرائق تلقائياً، نظراً إلى تفاعل غاز الميثان الناتج عن تحلُّل المخلفات مع درجة الحرارة المرتفعة، وعند نشوب هذه الحرائق نستدعى سيارات الإطفاء للتعامل معها، حرصاً على حياة أطفالنا والمرضى».

أما ربة المنزل، هبة عبدالعال، 28 عاماً، فقالت: «أسكن فى المنطقة منذ 8 أشهر فقط، وقبلها لم أكن أتصور أن الوضع بهذا السوء، خصوصاً أن المنطقة مجاورة للمستشفى تماماً»، مشيرة إلى مهاجمة الكلاب الضالة لطفلة أثناء توجُّهها إلى إحدى الصيدليات، كما عقر كلب آخر أحد الأشخاص، مما أثار حالة من الذُّعر بين الأهالى. وأشار محمد شحتة، العامل فى إحدى الصيدليات، إلى تقديم الأهالى الكثير من الشكاوى لمطالبة المسئولين بنقل المقلب، وتوفير سيارات وعمال نظافة لجمع القمامة من المنازل، دون أى استجابة، رغم أن جميع الأسر تدفع شهرياً رسوم النظافة المضافة إلى إيصالات الكهرباء، موضحاً أن «الأمر لا يحتاج أكثر من إرسال مجلس مدينة الزقازيق سيارة لتحميل 3 نقلات قمامة على الأكثر».

من جهته، أكد مدير إدارة الرعاية العاجلة والحرجة فى مديرية الصحة بالشرقية، الدكتور عصام فرحات، تقديم المديرية الكثير من الشكاوى إلى الجهات التنفيذية، للمطالبة بنقل مقلب القمامة المجاور لسور المستشفى، بهدف توفير بيئة صحية جيّدة للمرضى، دون استجابة من جانب هذه الجهات، على حد قوله، مشيراً إلى أن «الصحة» ليست مسئولة عن المقلب، لأن نطاق سلطتها لا يتجاوز سور المستشفى.

وأضاف أن «الحملات مستمرة لمراقبة العمل داخل جميع المستشفيات الحكومية فى المحافظة، ومنها مستشفى حميات الزقازيق، للتأكد من تقديم خدمات جيّدة للمرضى، وخلال الفترة الماضية، تلقى مدير المستشفى تكليفاً بالتحقيق فى واقعة طلب الأطباء من أحد المرضى إجراء أشعة تشخيصية من خارج المستشفى، عقب جولة مفاجئة لتفقّد الأقسام الداخلية فى المستشفى».


مواضيع متعلقة