اللى يبدأ بـ«التحذير» ينتهى بـ«النعى»: السفير البريطانى «كل حاجة والعكس»

08:31 م | الاثنين 17 أكتوبر 2016

«أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك استعجب»، مثل شعبى ينطبق تماماً على بيان السفير البريطانى فى القاهرة، جون كاسن، لنعى شهداء الجيش المصرى فى الهجوم الإرهابى على كمين «زغدان» فى منطقة «بئر العبد» فى شمال سيناء، فـ«كاسن»، الذى خرج ليؤكد وقوف إنجلترا مع مصر ضد الإرهاب، تتنافى كلماته مع تحذيرات سفارته لرعاياها قبل أيام من مخاطر أمنية.

{long_qoute_1}

مواقف «بريطانيا» من الوضع الأمنى فى مصر التى تمر بظروف استثنائية لم تقتصر على بيان السبت الماضى، بتحذير رعاياها من الوجود فى الأماكن العامة ومناطق التجمعات فى القاهرة يوم 9 أكتوبر، لوجود ما سمته بـ«المخاطر الأمنية»، رغم أن اليوم مرّ بسلام ودون أى تهديدات أمنية، وخرجت وزارة خارجيتها بتحذيرات من قبل فى يوليو 2015 باحتمالات وقوع هجوم إرهابى من قبَل تنظيم «داعش» الإرهابى فى مصر، وكذلك فى مارس 2014، عندما حذرت رعاياها من السفر إلى مصر مع 7 دول أخرى.

كلمات «كاسن» بـ«وقوف بريطانيا مع مصر ضد الإرهاب»، لم تتحقق فى حادث الطائرة الروسية بشرم الشيخ فى نوفمبر 2015، بعد إعلانها عن وجود معلومات استخباراتية لديها تؤكد حدوث عمل إرهابى على متن الطائرة، وهو ما لم تخبر به السلطات المصرية، ولكن أعلنتها بعد الحادث، لتكون أولى الدول التى تجلى رعاياها من مدينة «شرم الشيخ» وتوقف حركة السياحة الوافدة إلى مصر حتى هذه اللحظة، رغم حضور أكثر من وفد بريطانى إلى مصر، للتأكد من إجراءات الأمن والسلامة بالمطارات المصرية.

د. سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن بيان السفير البريطانى فى القاهرة يعكس حالة التناقض التى تعيشها السفارة البريطانية بعد تحذيراتها قبل أيام، مشيراً إلى أنه لا توجد مواقف مادية ملموسة من قبَل بريطانيا تعبّر عما قاله السفير عن وقوفها إلى جانب مصر ضد الإرهاب، وأن البيان هو محاولة من السفير للالتزام بالقواعد الدبلوماسية المتعارَف عليها، وتحسين صورة بريطانيا المتغطرسة فى التعامل مع مصر.