رسالة «جامع قمامة» إلى مصر: «يا أم الغلابة»
«عماد» يشير إلى «علم مصر»
عربة كارو صغيرة تقف بجوار أحد الأرصفة بمنطقة العمرانية، يعلوها جوال قديم، تملأه كراتين وُضعت فوق بعضها، تبدو للوهلة الأولى كأى عربة تتجوّل بين الشوارع لجمع القمامة، لكن بمجرد الاقتراب تظهر ملامح غريبة على العربة تعكس جزءاً من شخصية صاحبها، حيث تحمل فى جزئها الخلفى «علم مصر»، الذى تم تثبيته جيداً، وتعلوه عبارة «أم الغلابة»، مشهد يُلفت النظر، كأن صاحبه يريد أن يوصل من خلاله رسالة ما.
«عماد» خد العلم من مقلب زبالة ووضعه على «الكارو»
على بُعد مسافة صغيرة، يظهر «عماد عادل» متجهاً صوب عربته مسرعاً، وفى يديه مجموعة من الكراتين قفز بها فوق العربة ووضعها داخل الجوال، ثم هبط ومال بجسده ناحية اليمين، ليتأكد أن العَلَم ما زال معلقاً، فحكاية قديمة تجعله يحافظ على العلم إلى هذه الدرجة: «لقيته فى الزبالة من سنة، زعلت جداً، وقرّرت أعلقه على العربية، ده عَلَم بلدنا نحطه فوق راسنا مش فى صندوق الزبالة». أخذ بعد ذلك يفكر فى جملة يكتبها: «أم الدنيا، المحروسة، الكنانة»، مسميات كثيرة جاءت إلى ذهنه، لكنه انتهى إلى مسمى آخر وجده أكثر دقة وتعبيراً، «هى فعلاً أم الغلابة، معظمنا غلابة، على قد حالنا بس عايشين برضا ربنا، وبنبوس إيدينا وش وضهر».