إذاعيون: «الإذاعة» فى عهده كانت قاطرة الثقافة العربية

كتب: سحر عزازى

إذاعيون: «الإذاعة» فى عهده كانت قاطرة الثقافة العربية

إذاعيون: «الإذاعة» فى عهده كانت قاطرة الثقافة العربية

لم يقتصر دور الشاعر الراحل فاروق شوشة على إلقائه للشعر فحسب، بل اتخذ من الإذاعة المصرية بوابة للدخول لقلوب وآذان المستمعين، بصوته العذب وأدائه الرائع، وحبه الشديد للغة العربية، حيث قدّم عدة برامج أبرزها «لغتنا الجميلة»، و«فى طريق النور» على إذاعة البرنامج العام و«أمسية ثقافية» بالتليفزيون، واستطاع على مدار 48 عاماً أن تظل الإذاعة المصرية قاطرة للثقافة العربية فى المنطقة. وقالت منى المنياوى، رئيس إذاعة الشباب والرياضة، إنها تتلمذت على يديه، بداية من دراستها فى كلية الإعلام، إلى عملها بالإذاعة، لافتة إلى أنها تدين بالفضل له فى حبها للغة العربية، وارتباطها ببرنامجه «لغتنا الجميلة»، وأضافت «المنياوى» لـ«الوطن»: «كان صدره رحباً وأذنه واعية، يعرف جيداً كيف يدرِّب الأجيال ومفاتيح الوصول للمستمع ببساطة ويسر كما علّمنا كيف نحاور وطرق الأداء المميزة، لم يبخل علينا بنصيحة أو بابتسامة، وكان دائم التشجيع لنا حتى بعد ترقيتنا ليعطينا الأسس التى نتعامل بها مع زملائنا».

وتابعت: «كان عنده صدق شديد، وبالتالى كان صوته يصل للمستمع، وساهم فى الارتقاء بذوق المستمعين، حتى غير المتعلمين منهم، من خلال برامجه التى تربت عليها أجيال كثيرة».

وعبّر الإذاعى عمر بطيشة عن حزنه الشديد لرحيل «شوشة» قائلاً: «كنت وثيق الصلة به منذ الستينات، وتعاملت معه عن قرب، ولمست حسن أخلاقه ودماثة طباعه، فخلال فترة رئاسته للبرنامج العام كان حريصاً على تقاليد المحطة كإذاعة أم للإذاعات المصرية والعربية، وقاطرة للثقافة العربية فى المنطقة، فضلاً عن اهتمامه بتدريب الكوادر الجديدة من الشباب، وتلقينهم أصول اللغة بصفته خبيراً فى فقه اللغة العربية، وكان شديد العناية بإتقانها ولا يتهاون فى خطأ لغوى». وأضاف «بطيشة» لـ«الوطن»: «كان شوشة نموذجاً للإذاعى القدير الذى يعى رسالته جيداً، وعظم دور المذيع فى المجتمع وأصبح من كبار المثقفين والشعراء، ثم أميناً عاماً لمجمع اللغة العربية، وكان يتميز بالمهنية الشديدة فى عمله الإذاعى وحسن التعامل مع الزملاء والمرؤوسين، وبرنامجه الشهير لغتنا الجميلة يُعتبر من أعمدة الإذاعة المصرية الرئيسية». وتابع: «شهدت فترة رئاسته للبرنامج العام مولد عدة برنامج ثقافية مهمة على خريطة الإذاعة منها: الجولة الثقافية، وقطرات الندى، ولم ينسَ المنوعات، وكان يشجعنى كثيراً فى هذا المجال على ابتكار أفكار البرامج الرمضانية المتجددة فى هذا الشهر من كل عام، كما أعطى دفعة قوية للبرامج الخاصة، وكان يسميها المدفعية الثقيلة للبرنامج العام، وقام بإنتاج العديد من هذه البرامج التى كانت تذاع فى السابعة والنصف من مساء كل يوم». وقال: «أثناء رئاسته للإذاعة المصرية كان حريصاً على إرساء التقاليد الإذاعية وعلى حقوق الإذاعيين المالية والأدبية، وهو أول من سنَّ لائحة للأجور المتميزة بالنسبة للإذاعيين، فهو رجل عظيم فقدناه».

وقال الإذاعى محمد المدنى إن للشاعر فاروق شوشه دوراً كبيراً فى الإذاعة المصرية، فبعد تخرجه فى كلية دار العلوم، التحق بالإذاعة عام 1958 كمذيع، حيث برز دوره فى قراءة الأخبار والإذاعات الخارجية، كما كان مهتماً باللغة العربية بشكل لافت، وقدّم أشهر البرامج التى تتعلق باللغة وهو «لغتنا الجميلة» الذى ما زال يُبث يومياً حتى الآن، وتعلمنا منه فن إتقان العربية الفصحى، وقدم آخر أسبوعياً يذاع فى كل يوم جمعة وهو «فى طريق النور» قبل الصلاة مباشرة.

وأضاف «المدنى»: «فاروق شوشة قيمة وقامة إذاعية كبيرة، تدرّج فى المناصب الإذاعية إلى أن وصل إلى رئيس الإذاعة المصرية فى فترة من الفترات، حتى بعد إحالته إلى التقاعد لم يكن بعيداً عن الميكروفون، بينما ظل محباً وعاشقاً له، وكان بالنسبة لنا قدوة ومثلاً يُحتذى من حيث تواضعه وعلمه، وكان يتسم بالحياء، وله مجموعة من دواوين الشعر العربى منها: مسافر، حبيبة والقمر، وغيرها من الكتب التى كتبها على مدار حياته الإذاعية».


مواضيع متعلقة