تصاعد القصف الجوى «الروسى - السورى» ضد حلب

كتب: مروة مدحت، ووكالات

تصاعد القصف الجوى «الروسى - السورى» ضد حلب

تصاعد القصف الجوى «الروسى - السورى» ضد حلب

أكد نشطاء من المعارضة السورية أن غارات جوية مكثفة استهدفت الأحياء التى تسيطر عليها المعارضة فى مدينة «حلب». وقال مدير المرصد السورى لحقوق الإنسان رامى عبدالرحمن، إن عشرات الغارات الجوية تم شنّها على حلب، مشيراً إلى صعوبة حصر عددها، حيث بلغ عدد غارات الطائرات الروسية على الأحياء الشرقية للمدينة فى ساعات الصباح الأولى فقط أكثر من 30 غارة. وأعلنت مصادر فى المعارضة السورية مقتل 30 شخصاً فى انفجار سيارة مفخّخة بالقرب من معبر «باب السلام» على الحدود «السورية - التركية». وقالت المصادر فى تصريحات أوردتها هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، إن الانفجار استهدف نقطة تفتيش تابعة للجيش السورى الحر بالقرب من مدينة «أعزاز». وطالب الائتلاف الوطنى السورى المعارض بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل مناقشة الأوضاع الإنسانية فى محافظة حلب. وأفادت قناة «العربية» أن ممثلى أصدقاء الشعب السورى سلموا مقترحاً مفصّلاً يتناول مشروع قرار أممى لوقف إطلاق النار، والعمل على إصدار قرار فى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند «الاتحاد من أجل السلام».

{long_qoute_1}

وقال الرئيس السورى بشار الأسد، إن استعادة السيطرة على مدينة «حلب» من قوات المعارضة، ستكون نقطة انطلاق للجيش السورى، لإجبار «الإرهابيين» على التقهقر إلى تركيا، على حد قوله، وأضاف فى مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية: «ينبغى الاستمرار فى تطهير هذه المنطقة ودحر الإرهابيين إلى تركيا ليعودوا من حيث أتوا أو لقتلهم، ليس هناك خيار آخر». وتابع «حلب ستكون نقطة انطلاق مهمة جداً للقيام بهذه الخطوة». وقال «الأسد» إن تحركات تركيا فى سوريا «تمثل غزواً وتتنافى مع القانون الدولى»، مشيراً إلى أن الحرب الدائرة فى بلاده الآن هى صراع بين روسيا والغرب، وأثنى الرئيس السورى على التدخّل العسكرى الروسى فى بلاده، معتبراً أنه وراء «خسارة الإرهابيين للأراضى فى سوريا».

واعتبر الرئيس السورى بشار الأسد أن التصعيد الأخير فى سوريا، الذى جاء فى ظل مشاركة لاعبين خارجيين، بينهم روسيا وأمريكا، يمثل مرحلة من مراحل حرب «أكثر من حرب باردة وأقل من حرب فعلية». وفى مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، نُشرت بالكامل، أمس، سُئل «الأسد» ما إذا كان يخشى من أن تنجم عن الصراع السورى حرب عالمية ثالثة، أم أن حرباً عالمية ثالثة قد بدأت فعلاً، وردّ «الأسد» قائلاً: «فى ما يتعلق بالحرب العالمية الثالثة، فإن هذا التعبير استخدم كثيراً فى الآونة الأخيرة، خصوصاً بعد التصعيد الأخير فى ما يتعلق بالوضع فى سوريا، يمكن القول إن ما نشهده الآن، وما شهدناه خلال الأسابيع وربما الأشهر القليلة الماضية، هو أكثر من حرب باردة، وأقل من حرب فعلية، لا أعرف كيف أسميها، لكنها ليست شيئاً ظهر مؤخراً وحسب، لأننى لا أعتقد أن الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة أوقف حربه الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى».

وأكد «الأسد» أن «روسيا وإيران وحزب الله حلفاؤنا وأتوا إلى سوريا بشكل قانونى، إنهم يدعموننا ضد الإرهابيين، بينما تقوم الدول الأخرى التى تتدخّل فى سوريا بدعم أولئك الإرهابيين»، وشدّد، قائلاً: «بالتالى فإن المسألة لا تتعلق بالعدد، بل بالقضية الجوهرية المتمثلة فى الإرهاب».

يأتى هذا فيما عقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس، اجتماعاً مع مساعديه للأمن القومى لبحث الخيارات المتاحة فى سوريا، ومن بينها الخيار العسكرى، ويرى مسئولون أمريكيون كبار أن على الولايات المتحدة التحرّك بقوة أشد فى سوريا، وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة، ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك فى القتال ضد «داعش». وأكد مسئول أن بعض الخيارات تشمل عملاً عسكرياً أمريكياً مباشراً، مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات، واستبعد مسئولون أمريكيون أن يأمر «أوباما» بضربات جوية على أهداف للحكومة السورية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قراراً فى الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومى. وصادق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أمس، على اتفاق بين دمشق وموسكو حول انتشار قوات جوية روسية فى قاعدة «حميميم» العسكرية فى سوريا «لفترة غير محددة»، كما أعلن «الكرملين». وهذا الاتفاق الذى وُقع فى 26 أغسطس 2015 يتيح نشر قوات جوية روسية بشكل دائم فى هذه القاعدة التى تستخدمها موسكو لدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وينص الاتفاق أيضاً على إعفاء القوات الجوية الروسية فى «حميميم» من الضرائب والرسوم الجمركية، ويستفيد العسكريون الروس وعائلاتهم من حصانة دبلوماسية. ونفى متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، مساء أمس الأول، وجود أى خطط لدى بلاده للتدخُّل عسكرياً فى سوريا. وقال المتحدث للصحفيين «لا توجد خطط لعمل عسكرى، نحن نعمل مع المجتمع الدولى، للنظر فى كيفية وضع نهاية للصراع»، مشيراً إلى أن هناك مجموعة من الخيارات الأخرى المتاحة. وتابع «نحن بحاجة إلى التفكير فى عواقب أى عمل بعناية، ونجرى محادثات مع شركاء حول ما يمكن أن نقوم به أكثر، لإنهاء هذا الصراع المروع».


مواضيع متعلقة