تنوع جرائم السطو من «الصحراوى» إلى منازل «البغاة»

07:22 م | الأربعاء 12 أكتوبر 2016

مثلت الطرق السريعة والصحراوية بدائرة محافظة بنى سويف مكاناً آمناً للتشكيلات العصابية على مدار الـ5 سنوات الأخيرة لمهاجمة السيارات وسرقة السائقين تحت تهديد السلاح من متعلقات مالية وصلت إلى حد سرقة السيارات ذاتها ومفاوضتهم على مبالغ مالية نظير إعادتها، إلا أن تكثيف الحملات الأمنية وزيادة معدلات قوات تأمين الطرق باستمرار، ومداهمة المناطق الجبلية المحيطة بالطرق الصحراوية لإلقاء القبض على المشتبه بهم وضبط عناصر التشكيلات العصابية خفضت من معدلات السرقة بشكل لافت منذ 5 سنوات، إلا أن الجريمة لم تختف رغم انخفاض معدلاتها.

{long_qoute_1}

«طارق سيد قرنى»، تاجر أسمنت وصاحب سيارات نقل ثقيل، روى معاناته قائلاً: «فوجئت بسائق السيارة يخبرنى بتعرضه للسطو المسلح من قبل ملثمين بالطريق الصحراوى ناحية مركز الصف والاستيلاء على السيارة وما بها من حمولة أسمنت تقدر بأكثر من 20 ألف جنيه وحررت محضراً بقسم شرطة الصف، إلا أننى فوجئت باتصال هاتفى من مجهولين يطالبوننى بدفع مبلغ 90 ألف جنيه نظير عودة السيارة وحمولتها، وبعد مفاوضات وصل المبلغ إلى 25 ألف جنيه، وبالفعل قمت باستعادة السيارة والتوجه بها إلى منطقة صحراوية تم تحديدها من ناحيتهم بالمنطقة الصحراوية بمركز أطفيح، وعقب وصولى فوجئت بهم يطلقون عدة أعيرة نارية، واستولوا منى على المبلغ المالى، وطالبونى بالتحرك الفورى لاصطحاب سيارتى، وبعد توجهى لم أجد السيارة، إلا أننى شعرت بخداعهم لى لعدم وجود السيارة، وبعدها بساعات تلقيت اتصالاً هاتفياً منهم يفيد بضرورة إحضار 65 ألف جنيه أخرى للحصول على السيارة، فى أسرع وقت وإلا يقومون بالتصرف فيها»، وتابع: «وقتها لم أعلم كيف أتصرف خاصة أننى قمت بتحرير محضر فى قسم الشرطة ولم أجد أى تدخل منهم للبحث عن الجناة، وبعد يومين من التفاوض لتخفيض المبلغ، تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد تجار الأسمنت بمنطقة حلوان يستفسر عن سبب وجود سيارتى لأكثر من يومين بمنطقة صحراوية بحلوان بالقرب من محله التجارى، وعن سبب تعطلها، فطلبت منه التأكد من كونها سيارتى من عدمه وطالبته باصطحاب عدد من رجاله وتمكنت بمعاونته من استعادتها».

وفى مشهد آخر تعرض المطرب الشعبى سيد حلمى منذ أيام، للسرقة بالإكراه والسطو المسلح على الطريق الصحراوى بالقرب من قرية بياض العرب بشرق النيل من قبل مجهولين عقب أدائه فقرة فنية بحفل زفاف بالقرية، حيث استوقفه ملثمون مسلحون يستقلون دراجات بخارية، واستولوا على مبلغ مالى و2 هاتف محمول، وتمكنت قوات الأمن من ضبط الجناة وعرضهم على النيابة، وكشفت تحريات الرائد أحمد عبداللطيف، رئيس مباحث مركز شرطة بنى سويف، بمعاونة النقيب محمد عادل، وبإشراف العميد خالد عبدالسلام، رئيس مباحث المديرية، أن المتهمين هم أحمد محمد أحمد، 20 عاماً، وعبدالرحمن نصار محمد وهبة، 20 عاماً، ومصطفى حسن عويس، 28 عاماً، وأحمد حلفاية أنور، 28 عاماً، ومصطفى أحمد على، 19 عاماً، وجميعهم بدون عمل، ويقيمون بقرية بياض العرب بمركز بنى سويف، وضبطت القوات بندقية آلية بحوزة المتهم الأول، وبندقية خرطوش بحوزة المتهم الثانى.

وفى رواية أخرى بطلتها ربة منزل قادت تشكيلاً عصابياً لإغواء الرجال وتصويرهم عرايا وسرقتهم وابتزازهم تحت تهديد السلاح، حيث تعددت البلاغات لمديرية الأمن تفيد بقيام ربة منزل وعدد من الرجال باستدراج الرجال لمنزلها، وإجبارهم على التوقيع على إيصالات أمانة وسرقتهم تحت تهديد السلاح، فشكل مدير مباحث بنى سويف فريق بحث بإشرافه، وتحت قيادة العميد خالد عبدالسلام، رئيس مباحث المديرية، والمقدم أحمد عبداللطيف، رئيس مباحث مركز شرطة بنى سويف، لضبط المتهمين، وتبين من التحريات أن المتهمين رشا عادل نجيب، 31 عاماً، ربة منزل، ورمضان عادل سيد، 31 عاماً، عاطل، وأنور عبدالسيد أنور، 22 عاماً، عاطل، وعماد سيد حامد، 20 عاماً، عاطل، ومقيمون بقرية بياض العرب شرق النيل ببنى سويف، وبينت التحريات أن المتهمة الأولى تستدرج الرجال من خلال الاتصال بأرقام تليفونات عشوائية، وتستدرجهم إلى منزلها بمنطقة بياض العرب، شرق النيل وفور وصول الضحية إلى المنزل، تقوم المتهمة الأولى بإغوائه حتى يخلع ملابسه، وتستدعى باقى المتهمين، فيقومون بتصوير المجنى عليه فى أوضاع مخلة تحت تهديد السلاح، وسرقة ما معه من متحصلات مالية، وإجباره على التوقيع على إيصالات أمانة على بياض، لتسديد بدلاً منها مبالغ مالية. من جانبه قال اللواء محمد الخليصى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بنى سويف، إن المديرية تشن حملات مكثفة باستمرار بالمناطق الصحراوية المتاخمة للطرق الصحراوية، بالإضافة إلى نشر قوات سرية والاستعانة بالمصادر السرية فى الكشف عن هوية الجناة والتشكيلات العصابية التى تحاول السطو على المواطنين وسرقتهم بتلك الطرق، إلى جانب تسيير قوات تابعة لإدارة تأمين الطرق بشكل مستمر لتعقب الخارجين عن القانون.

وأضاف أن معدل الجريمة بالطرق الصحراوية انخفض وأن الشهرين الماضيين لم يشهدا جرائم سطو مسلح عدا جريمة واحدة بالطريق الصحراوى، وتم التعامل معها وضبط الجناة، مشيراً إلى أن القوات ضبطت خلال الفترة الأخيرة عدداً كبيراً من الخارجين عن القانون بالجبل الشرقى بالقرب من الطريق الصحراوى، شكلوا تشكيلاً عصابياً لسرقة عدد من المواطنين.