عم لويس «أينشتاين»: تصليح الأحذية أهم من اكتشاف القنبلة الذرية

عم لويس «أينشتاين»: تصليح الأحذية أهم من اكتشاف القنبلة الذرية
العلاقة بين عم لويس صاحب أشهر ورشة لتصليح الأحذية بمصر الجديدة وبين فردة الحذاء لا تعتبر فقط علاقة رب عمل بمصدر رزقه، بل الأمر يتجاوز ذلك قليلاً، حيث يؤمن لويس -دون أى مبالغة- أن صناعة وتصليح الأحذية تفوق فى أهميتها اختراع القنبلة الذرية.
غرفة قديمة متهالكة لا تزيد فى مساحتها على 12 متراً بمصر الجديدة على واجهتها «يافطة» صغيرة كُتب عليها «أحذية الحرية»، يقضى فيها عم لويس يومه بين مئات من أزواج الأحذية بمختلف أنواعها، وعلى تلك الجدران «قصقوصة» ورق صغيرة، عليها جملة مأخوذة عن أينشتاين وهى «ليتنى عملت صانع أحذية أَفـْيَد للبشرية» وذلك عندما علم أن نظريته أسهمت فى اختراع القنبلة الذرية، وهى الجملة التى يفخر بها عم لويس ويعتبرها تكريماً لمهنته.
عمل لويس فى مجال الأحذية يعود إلى أكثر من 45 عاماً مضت، وتحديداً منذ عام 1967 عندما توفى والده وهو فى سن العاشرة وجاء الدور عليه بحكم كونه أكبر إخوته ليتحمل مسؤلية إعالة أسرته المكونة من أربعة أفراد، عشق لويس المهنة ولم يعمل غيرها طوال تلك السنوات ويحمل لها الجميل فى تربية وتعليم أبنائه حتى حصلوا كلهم على شهادات جامعية بتقديرات مشرفة، ويقول: «أعشق الأحذية، وعندما أنظر إلى حذاء أى زبون أعرف على الفور مشكلته وعيبه بحكم الخبرة، وأنا مؤمن بأن مهنتى مفيدة للبشرية وتحتاج لدقة وضمير فى العمل حتى يظهر الحذاء على الوجه الأمثل».
كل المحلات المحيطة بورشة عم لويس غيرت نشاطها الأصلى وتحولت إلى محلات لبيع إكسسوارات السيارات، وبالفعل فكر لويس لفترة فى تغيير نشاطه لتوفير مقابل مادى أفضل، لكنه كان يتذكر دائماً أنه ورث هذه الورشة عن أبيه بتلك الحالة فيقرر أن يبقى الوضع على ما هو عليه.
ينتمى لويس إلى ما يسمى «الزمن الجميل»، فهو كـ«باشوات زمان»، يعشق كل ما هو راقٍ، ووسط الأحذية ورائحة الورنيش تسمع صوت فريد الأطرش ينبعث من كاسيت قديم بالورشة، وصورة قديمة للأطرش يحيطها برواز ينتمى إلى ستينات القرن الماضى، ولتلك الصورة قصة يسردها لويس: «والدى الله يرحمه كان دائم الاستماع لفريد الأطرش، وكان بيحب صوته جداً، وطول اليوم المسجل كان شغال على أغانى فريد، وواحد من زباين الورشة لاحظ حب والدى لفريد، فحصل من الفنان الكبير على صورة عليها توقيعه، احتفظ بها الوالد، وهافضل محافظ عليها طول حياتى».