فى رسالة ماجستير عن «الضاحية البعيدة»: سكانها يركبون العجل ويتنزهون فى «جروبى» و«أمفتريون»
![فى رسالة ماجستير عن «الضاحية البعيدة»: سكانها يركبون العجل ويتنزهون فى «جروبى» و«أمفتريون»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/90218_660_2578400_opt.jpg)
عاش فى مصر الجديدة سنوات عمره كلها، لذلك اختار الشاب أحمد منصور حى مصر الجديدة ليكون موضوعاً لرسالة الماجستير الخاصة بها التى حصل عليها من بلجيكا، وتدور حول منطقة الميريلاند التى كانت قديماً مخصصة لسباق الخيول قبل أن تتحول إلى واحد من أكثر شوارع الحى ازدحاماً بالسيارات والمارة.
«منصور» درس فى كلية الفنون الجميلة، قسم عمارة، وعمل عقب تخرجه على إعادة إحياء المناطق التاريخية فى الفسطاط، ثم تخصص فى دراسة حى مصر الجديدة الذى يجزم أن لسكانه صفات مشتركة تجمع بينهم، وتفرقهم عن غيرهم: «المواطنين اللى عاشوا فى مصر الجديدة عندهم ما يسمى بـ«الـ collective memory» وهى الذاكرة المشتركة التى تجمع بينهم، فأغلب السكان على اختلاف مستوياتهم، عاشوا نفس الذكريات مثل ركوب الدراجات والسير بها فى شوارع مصر الجديدة، وركوب المترو، والتنزه فى جروبى وأمفتريون، وشراء الملابس من شيكوريل، وغيرها من الأشياء التى اعتادها سكان مصر الجديدة، وإن بدأت فى الاختفاء شيئاً فشيئاً بفعل الزحام والفوضى».
عندما قرر «منصور» أن تكون رسالته عن حى مصر الجديدة حاول أن يحصل على المعلومات التاريخية من شركة مصر الجديدة التى تمتلك أرشيفاً كاملاً لكيفية تطور المنطقة من القدم وحتى الآن، لكن بسبب عدم وجود حرية فى تداول المعلومات، لم يحصل «منصور» على كل المعلومات التى أرادها، فكان الحل هو الاستعانة بفيلم «الوسادة الخالية» للفنان الراحل عبدالحليم حافظ ولبنى عبدالعزيز، حيث يعتبر «منصور» هذا الفيلم هو واحداً من أفضل الأشياء التى توثق تاريخ المنطقة بالصوت والصورة، حيث تم تصوير الفيلم فى منطقة «السبق»، ويوضح الفيلم ما كانت عليه مصر الجديدة قديماً من شوارع راقية ومساحات واسعة، وقتها لم يكن هناك أبنية عالية أو مشكلة فى أماكن «ركن »السيارات، كما هو الوضع حالياً، «منصور» عرض مقاطع من الفيلم المصرى الكلاسيكى فى بلجيكا كجزء من رسالته.
رسالة «منصور» تقوم بشكل أساسى على فكرة استغلال منطقة «السبق» لخلق مساحة ترفيهية وسياحية وأيضاً تاريخية بمصر الجديدة، حيث يرى أن ما يفتقده هذا الحى الراقى هو وجود مكان ثقافى يخدم سكانه مثل «ساقية الصاوى»، خاصة أن حى مصر الجديدة ملىء بالعديد من الأماكن التاريخية التى تصلح لذلك: «ما بقاش عندنا سبق للخيل زى زمان، لكن مدرجات السبق لسه موجودة ولم تُهدم، ولدينا أيضاً جنينة ومساحة خضراء واسعة تحيط بتلك المدرجات، ومن الممكن تحويل هذا المكان إلى مزار سياحى، واستغلال المدرجات فى عمل عروض فنية راقية، مصر الجديدة بها العديد من أماكن الجذب التى لم نعد نستغلها، على الرغم من أن البارون «إمبان» عندما بنى المدينة، اعتمدت فكرته على وجود أكثر من منطقة جذب للمواطنين مثل سباق الخيول والفنادق الراقية، كذلك أقام «إمبان» أكبر معرض للطيران فى عصره، ويتذكر «منصور» أثناء التحضير للرسالة عندما ذهب مع 16 طالباً من مختلف الجنسيات إلى مصر لدرسة تراثها المعمارى وتحديداً مصر الجديدة، وجميعهم سألوه لماذا لا يتم استغلال المكان للنشاطين السياحى والثقافى؟
أخبار متعلقة:
«مصر» التى كانت «جديدة»
عمارات الحي الهادئ "علي كل لون"..هندي ومغربي وأوروبي
بيت «جمال عبدالناصر»في منشية البكري.. حلم المتحف الذى لم يكتمل
الكوربة.. واحة على الطراز البلجيكى
مترو مصر الجديدة.. «زقزوقة» لأصحاب المزاج وطلبة المدارس
الثورة فى زيارة خاصة لـ«مصر الجديدة» والفضل لـ«مرسى»
"اللي بني الحي كان في الأصل بارون"
حديقة «الميرلاند» التى تحولت لأطلال تحتضن العشاق
من «الشهبانو» إلى «الحسين بن طلال».. ميدان «تريومف» يتحدى الحكومة