أبرز المحطات في النزاع اليمني

كتب: (أ ف ب) -

أبرز المحطات في النزاع اليمني

أبرز المحطات في النزاع اليمني

يغرق اليمن في نزاع دام متنامي الكلفة البشرية والإنسانية، بين حكومة يدعمها عسكريا تحالف عربي تقوده السعودية، ومتمردين متهمين بتلقي الدعم من طهران، يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر 2014.

في ما يأتي أبرز المحطات في النزاع بين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحكومة الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف منذ مارس 2015.

ـ التدخل السعودي ـ في 26 مارس 2015، أطلقت السعودية على رأس تحالف عربي عملية "عاصفة الحزم" لدعم "الشرعية" المتمثلة بالرئيس هادي، من خلال غارات جوية استهدفت مواقع الحوثيين وحلفائهم، في خطوة قوبلت باعتراض إيران التي تتهمها الرياض بدعم المتمردين.

وفي مرحلة لاحقة، باتت العمليات تعرف باسم عملية "إعادة الأمل".

ومنذ سبتمبر 2014، يسيطر المتمردون على صنعاء، وتابعوا التقدم للسيطرة على مناطق أخرى في الوسط والجنوب. وفي صيف 2015، وسع التحالف عملياته لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكنها من استعادة خمس محافظات جنوبية، أبرزها عدن التي أعلنها هادي عاصمة موقتة للبلاد بعيد سقوط صنعاء.

إلا أن المناطق المستعادة في جنوب البلاد بقيت تشهد وضعا أمنيا هشا، لاسيما في ظل تنامي نفوذ الإرهابيين من تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش"، والذين تبنوا سلسلة هجمات خلال الأشهر الماضية.

ـ تقدم ميداني صعب ـ في فبراير 2016، أعلنت السعودية أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على "أكثر من ثلاثة أرباع" الأراضي اليمنية.

وفي مقابل التقدم الميداني جنوبا واستعادة السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، واجهت القوات الحكومية والتحالف صعوبة في التقدم على جبهات أخرى، لاسيما تعز (جنوب غرب) ومأرب (وسط).

ومني التحالف بخسائر مكلفة في الأرواح منذ توسيع عملياته، فقد قتل اكثر من 60 جنديا غالبيتهم إماراتيون، في ضربة صاروخية تبناها الحوثيين في الرابع من سبتمبر 2015. وفقدت الإمارات، إحدى أبرز أعضاء التحالف، أكثر من 70 جنديا منذ بدء العمليات.

ـ هدنة لم تصمد ـ غير مرة، حاولت الأمم المتحدة تثبيت اتفاقات لوقف إطلاق النار توازيا مع مشاورات سلام برعايتها، إلا أن هذه المحاولات لم تجد أرضية صلبة. وزاد الملف اليمني ومحاولة حله تعقيدا، قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران منذ مطلع سنة 2016.

وأعلنت المنظمة الدولية في 23 مارس 2016 وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أبريل، قبيل انطلاق مشاورات سلام في الكويت. علقت المشاورات في السادس من أغسطس ولم يحدد موعد لاستئنافها، وشهد الوضع الميداني منذ ذلك التاريخ تصاعدا في حدته، مع استئناف المعارك الميدانية والغارات الجوية للتحالف في اليمن، وعودة المتمردين لاستهداف مناطق في جنوب السعودية.

في 25 أغسطس، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من السعودية ضرورة وضع حد للحرب في اليمن، طارحا مقاربة جديدة لحل النزاع لم تجد طريقها إلى التمظهر العملي حتى الآن.

والجمعة، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن احتمال طرح هدنة لمدة 72 ساعة في اليمن.

ـ نفوذ جهادي ـ توسع نفوذ تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" بشكل كبير منذ بدء النزاع بين الحكومة والمتمردين، خصوصا في جنوب البلاد.

إلا أن التحالف بدأ في مارس الماضي باستهداف التنظيمات الإرهابية، ما أتاح للقوات الحكومية استعادة مناطق كانت تحت سيطرتهم منذ أكثر من عام، كمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت في جنوب شرق البلاد أبريل، وزنجبار مركز محافظة أبين.

وواصلت واشنطن غاراتها بطائرات من دون طيار ضد عناصر وقياديين في "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، الفرع اليمني لتنظيم القاعدة، والذي تعده الولايات المتحدة اخطر افرع التنظيم عالميا.

وتبنى التنظيمان هجمات وتفجيرات استهدفت مسؤولين سياسيين وعسكريين خصوصا في عدن، منها تفجير انتحاري لتنظيم "داعش" استهدف وادي إلى مقتل 71 شخصا.

ـ حصيلة مدنية باهظة وظروف إنسانية ـ تكبد المدنيون الكلفة الأكبر من النزاع، أكان لجهة الحصيلة البشرية للقتلى، أو الظروف الإنسانية الصعبة التي تطال مناطق واسعة.

وتزايدت في الأشهر الماضية الانتقادات الدولية للتحالف على خلفية ارتفاع عدد القتلى المدنيين لاسيما جراء الغارات الجوية.

والسبت، قتل 140 شخصا على الأقل وأصيب 525 على الأقل، في قصف جوي استهدف قاعة في صنعاء كانت تقام فيها مراسم عزاء. وأعلن التحالف فتح تحقيق في القصف، على رغم نفيه المسؤولية عنه.

ويضاف هذا الهجوم إلى سلسلة هجمات طالت أهدافا مدنية،

ففي سبتمبر 2015، قتل 131 مدنيا على الأقل في غارة جوية استهدفت حفل زفاف في مدينة المخا الساحلية (غرب)، نفى التحالف مسؤوليته عنها. وفي مارس 2016، قتل 119 شخصا على الأقل غالبيتهم من المدنيين، ومن بينهم 24 طفلا، في قصف جوي استهدف سوقا في محافظة حجة بشمال اليمن التي يسيطر عليها المتمردون.

ومطلع أغسطس، أقر فريق تحقيق شكله التحالف، بوجود قصور في حالتين من ثمان قام بالتحقيق فيها بعد إدانة الأمم المتحدة ومنظمات دولية سقوط مدنيين فيها.

وبحسب ما أعلنت الأمم المتحدة هذا الشهر، أدى النزاع إلى نزوح ثلاثة ملايين شخص على الأقل. وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، يحتاج قرابة ثلاثة ملايين شخص إلى مساعدة غذائية عاجلة، ويعاني 1.5 مليون طفل من سوء التغذية.


مواضيع متعلقة