«الخردة» بديل المواطنين لمواجهة ارتفاع الأسعار.. «اللى اتكسر يتصلح»

كتب: فاطمة مرزوق

«الخردة» بديل المواطنين لمواجهة ارتفاع الأسعار.. «اللى اتكسر يتصلح»

«الخردة» بديل المواطنين لمواجهة ارتفاع الأسعار.. «اللى اتكسر يتصلح»

مرحلة تزيح أخرى، هكذا بكل يسر، لم يعد هناك سبيل للدعاية عن «استبدل جهازك القديم بآخر جديد وادفع الفرق»، أو التلويح بأنظمة التقسيط الميسر، الآن ومع الارتفاع المبالغ فيه فى الأسعار، أصبح الخيار الوحيد هو العودة إلى الخردة والروبابيكيا، وإصلاح كل ما تلف، تحت شعار «اللى ما ينفعكش.. ينفع غيرك».

{long_qoute_1}

هى بالنسبة لها مجرد خردة، تفننت فى جمعها بحيث تلبى احتياجات زبائنها، يعلمون مكانها ويأتونها خصيصاً للبحث فى فرشتها عن «اللقطة»، وهى غالباً أجهزة قديمة مستعملة لكنها فى حالة تسمح باستخدامها، تجلس صباح كامل على الرصيف فى سوق المنيب، تبيع من فرشتها، وترشد الراغبين فى شراء ما لا يوجد على الفرشة إلى الأماكن التى تبيعها، تفعل هذا بمنطق «الدال على الخير كفاعله»، أو بمنطق أبسط فى الفهم بالنسبة لها، تعبر عنه: «كلنا فى زنقة ولازم نشيل بعضينا».. ففى ظل سياسات ارتفاع الأسعار وقع المصريون جميعاً فى الفخ نفسه، وتقاسموا الفرشة كزبائن لها، ليس غريباً أن تبيع «صباح» خلاطاً مستعملاً بـ5 جنيهات، الغريب أن تقف واحدة من زبائنها وتفاصلها فى السعر، ما يتسبب فى حالة جدل، تنهيها «صباح» بصياح فاصل: «ده آخره يا حاجة وانا مش باغلى عليكى، هو مش محتاج غير فيشة بـ2 جنيه وهيتشغل معاكى»، ينتهى الأمر بالشراء، تترك المشترية الفرشة، فيبدأ نقاش بين «صباح» وعدد آخر من زبائنها، منهن «فاطمة حسن» التى اعتادت زيارة فرشة صباح كلما احتاجت شراء أىّ من احتياجاتها، تبرر: «كل حاجة ولعت، بقيت أشترى الحاجة اللى بحتاجها من الخردة، طبق أو كنكة أو آلة حاسبة للواد يذاكر بيها وبصلح اللى بايظ فيها وبتبقى زى الفل»، يدعمها فى الرأى «مدبولى» الذى يتردد على السوق أسبوعياً لشراء الخردة: «لو راديو بشتريه ولو هدوم مستعملة باخدها لأحفادى، أهو حاجة نمشّى بيها حياتنا أحسن من مفيش».


مواضيع متعلقة