«عبدالشافى» يعيش فى صالون حلاقة: أكل ونوم.. ومفيش زباين

كتب: عبدالله عويس

«عبدالشافى» يعيش فى صالون حلاقة: أكل ونوم.. ومفيش زباين

«عبدالشافى» يعيش فى صالون حلاقة: أكل ونوم.. ومفيش زباين

 

تشير الساعة إلى السادسة صباحاً، الشوارع خالية إلا من بعض الموظفين، المحال مغلقة إلا محلاً واحداً يفتح بابه للزبائن، لا توجد لافتة تميزه أو تشير إلى طبيعة السلعة أو الخدمة التى يقدمها، ما إن تقترب منه حتى تزداد حيرتك، فالمحل هو عبارة عن صالون حلاقة ومنزل فى آن واحد، تتوسطه كنبة مفروشة بملاءة بيضاء يجلس عليها رجل مسن يبدو أنه صاحب المحل والمنزل.

عبدالشافى لطفى، تخطى الـ75 عاماً لكنه ما زال يحتفظ ببسمة تزين وجهه، سقط المنزل الذى كان يؤويه وزوجته وأولاده الثلاثة بالسيدة زينب، فعاد إلى قريته بميت غمر بالدقهلية، مستأجراً محلاً بشبرا يمارس فيه حرفته الوحيدة «الحلاقة» ثم يعود إلى قريته فى آخر اليوم ليقضى مع أسرته بضع ساعات: «بقالى 65 سنة شغال فى الحلاقة، منهم 40 سنة فى شبرا، كنت أخلص وأروّح، دلوقتى مابقتش أروح، بقعد هنا لحد ما أنام وأصحى أفتح المحل، بقالى على الحال ده 8 سنين».

داخل صالون الحلاقة الذى يعتبر منزلاً، كنبة على اليمين هى ما تبقى من صالون ذهبى وضعها للنوم عليها، وإلى جوارها مقصات وأمشاط قديمة، وزجاجة كلونيا وفرشاة يبست من قلة استخدامها، وكرسى وتلفاز قديم لا يعمل وراديو لا يتحول عن إذاعة القرآن الكريم: «المكان ده جزء منى، ليا فيه حكايات وقصص، وماقدرش أتخلى عنه لحد ما أموت على الرغم إن مبقاش فى زباين زى الأول». يتجه نظر «عبدالشافى» إلى أدواته التى يعمل بها: «مابشتغلش بالمكنة عشان ماتعلمتش عليها، أنا شغلى كله بالمقص والمشط والموس وعشان كده محلى مابيدخلوش غير العواجيز زى حالاتى، أو اللى عايز يحلق زلبطة».

وحدة الرجل السبعينى بعد وفاة زوجته وبعض أصدقائه دفعته للبقاء داخل صالون الحلاقة، معتمداً فى طعامه وشرابه على الوجبات الجاهزة بينما يستغل أحد حمامات المسجد فى قضاء حاجته.


مواضيع متعلقة