سفير مصر الأسبق بالسودان: الرقعة الزراعية فى الخرطوم تكفى الوطن العربى كله

كتب: بهاء الدين عياد

سفير مصر الأسبق بالسودان: الرقعة الزراعية فى الخرطوم تكفى الوطن العربى كله

سفير مصر الأسبق بالسودان: الرقعة الزراعية فى الخرطوم تكفى الوطن العربى كله

قال السفير محمد الشاذلى، سفير مصر الأسبق فى السودان، إن العلاقات مع الجانب السودانى حيوية ويجب تطويرها بشكل يخدم مصالح البلدين، مؤكداً أن المهم فى المشروعات التى من المقرر أن يتم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس السودانى عمر البشير إلى القاهرة، أن يكون لتلك المشروعات عائد، وتؤثر على الحياة حتى تكون ذات جدوى وليس لمجرد التناول الإعلامى فقط، وأكد «الشاذلى» أنه لا بد من الاهتمام بوجود طرق ووسائل نقل متنوعة مع السودان، حتى يتم تعزيز التبادل التجارى بين البلدين. وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»: «التعاون الأمنى بين مصر والسودان مرضٍ إلى حد كبير، ولم نسمع إلا عن حوادث قليلة فقط للتهريب على الحدود، خصوصاً فى ظل الظروف العالمية الحالية التى تتطلب تشديد تأمين الحدود بسبب انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة».. وإلى نص الحوار.

{long_qoute_1}

■ بداية، كيف ترى زيارة الرئيس البشير وتوقيتها؟

- اللجنة العليا المشتركة انعقدت فى وقت سابق على مستوى رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس الوزراء، ودعماً للعلاقات تحولت إلى المستوى الرئاسى، ولا أعتقد باللجان المشتركة حيث لم نر لها فوائد حقيقية رغم التغطية المعمقة لها، والأفضل العمل بشكل مباشر، فمثلاً هناك حالة بطء فى تنفيذ المشروعات مع السودان، مثل معبر أرقين الذى بدأ الحديث عنه حين كنت سفيراً فى السودان قبل أكثر من 8 سنوات، والعلاقات مع السودان حيوية ويترتب عليها الكثير. وأهم شىء فى علاقتنا مع السودان هو الأمن الغذائى، ولم نستفد حتى الآن من الرقعة الزراعية المهمة فى السودان، وإذا استغللناها بشكل جيد يمكن أن تكفى العالم العربى بأكمله. وهناك أيضاً النقل مع السودان، فإن لم تكن هناك خطوط نقل لن تكون هناك علاقات تجارية، فنحن نستورد اللحوم من أستراليا والأرجنتين رغم وجود السودان إلى جوارنا. ويجب أن ننظر بجدية نحو بناء علاقة جدية وحقيقية بين البلدين. {left_qoute_1}

■ هناك العديد من المشروعات المشتركة المقرر الإعلان عنها تتضمن مناطق تجارية حدودية، فما تعليقك؟

- المهم أن نرى إنجازات تلك المشروعات وليس الإعلان عنها فقط، ولا بد أن تؤثر تلك المشاريع على الحياة حتى تكون ذات جدوى.

■ فيما يتعلق بالتعاون الأمنى، كيف ترى تطور هذا المجال بين البلدين؟

- أعتقد أن التعاون الأمنى بين البلدين مرضٍ إلى حد كبير، ولا نسمع إلا عن حوادث قليلة جداً للتهريب على الحدود بين البلدين، خصوصاً بالمقارنة مع الحدود مع ليبيا التى تشهد حالة من التشرذم الداخلى، وفى ظل الظروف الحالية فإن تأمين الحدود أمر حيوى بسبب انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، وعلى مصر أن تحمى نفسها وعلى السودان أن تعمل على تأمين حدودها، ولهذا فإن التعاون فى هذا المجال أمر حيوى يعود بالفائدة على البلدين.

■ الأمر يرتبط بمكافحة الهجرة غير الشرعية أيضاً؟

- بالطبع هذا الأمر من دواعى الأمن، فالدولة تحاول أن تحمى الضعفاء الذين يوهمهم السماسرة بأنهم سينقلونهم إلى الجنة، ولهذا فإن واجب الدول المتحضرة حماية هؤلاء المواطنين، خصوصاً أن نسبة كبيرة من الأفارقة من بين المهاجرين غير الشرعيين، بسبب القلاقل التى تشهدها دول عديدة فى أفريقيا مثل جنوب السودان والصومال والكونغو والجابون وغيرها، وهناك أيضاً الجانب الإنسانى، فعلينا حماية هؤلاء الأشخاص، أما الجانب الأمنى فهو حماية الحدود من هؤلاء المتسللين.

■ هناك أكثر من 16 لقاء جرت بين الزعيمين على مدار العامين الماضيين، فكيف تنظر إلى كثرة هذه الزيارات واللقاءات؟

- العلاقات بين مصر والسودان علاقات مصيرية، فمصير الدولتين مرتبط على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية، ومن الطبيعى أن ندرك هذا وألا نستغرب عدد الزيارات المتبادلة بين الاثنين، لأنها من أهم العلاقات، ويجب ألا ننسى أننا كنا دولة واحدة فى يوم ما، وكانت هناك مشاريع طموحة سبق التفكير فيها ولكن تم إجهاضها، مثل مشروع التكافل، ونحن الآن نحاول استعادة ما ضاع خلال الزمن من خلال الأيدى العابثة التى لم تقدر قيمة تلك العلاقة.

■ كيف ترى التعاون على المستوى العربى المشترك بين مصر والسودان، فمثلاً الدولتان تشاركان فى عملية دعم الشرعية فى اليمن، وكيف ترى التنسيق بين البلدين على المستوى الإقليمى؟

- فى الحقيقة أنا توصلت إلى نتيجة أنه ليس هناك عمل عربى مشترك، وهو ما يبرر عدم وجود عمل عربى مشترك فى قضية معينة، فهناك تباينات فى المواقف وهذا طبيعى فى الفترة الحالية.


مواضيع متعلقة