ورحلت ابنة النيل من دون قلادة النيل..
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار
فى هدوء عاشت رغم ما خاضته من معارك من أجل مصر. وفى هدوء رحلت أمس الأول بلا ضجيج بعد عزلة اختيارية فرضتها على نفسها وهى التى منحت بلادها الونس الفكرى والمدد الخلقى فى أزمات كثيرة سبقها فيها إصرارها على حماية الوطن. نعم رحلت دكتورة نعمات أحمد فؤاد يا سادة وهى من لُقبت بابنة النيل. رحلت وكنت أتمنى أن تُمنح قلادة النيل لا تكريماً لها وحسب ولكن تكريماً للمرأة فى شخصها. فهى نموذج للمصرية التى منحت سنوات عمرها لبلادها وبيتها دون أن تتنازل يوماً عن قيمة أو مبدأ آمنت به.
تحمل سيرة دكتورة نعمات أحمد فؤاد الكثير من التحدى منذ بدايتها حينما كانت أول فتاة تحصل على المركز الأول على القطر المصرى فى امتحانات التوجيهية، مروراً بحصولها على ليسانس الآداب عام 1948 ثم الماجستير عام 1952 ثم الدكتوراه عام 1959 برسالة كان عنوانها «نهر النيل فى الأدب المصرى». تقرأ سيرتها فتدرك أنها امرأة ما لبثت تخرج من معركة إلا لتدخل أخرى جديدة، لا لمصلحة شخصية، أو منفعة ستعود عليها، ولكن كانت معاركها دوماً دفاعاً عن مصر وحضارتها وحقوق شعبها، دون أن تتخلى فى أى من تلك المعارك عن شرف المواجهة فى العلن وتلقين من يفرط فى حقوق الوطن دروساً قاسية بدأب وأدب حتى ليشعر ذلك المفرط بصغر حجمه أمام تلك المصرية «ابنة النيل».
ابحثوا عنها فى كتاب «شخصية مصر» الذى كتبته فى أعقاب نكسة يونيو شارحة فيه قوة بلادنا وحضارتها وقدرتها على عبور الهزيمة بدروس التاريخ لا بمشاعر القلب. وحينما علمت أن دكتور جمال حمدان قد أرسل للمطبعة كتاباً له يحمل الاسم ذاته، حادثته وهى تصر على تغيير اسم كتابها فيرفض لاختلاف الرؤية فى الكتابين (كتبت هى عن التاريخ وهو قد كتب عن الجغرافيا وتأثيرها على الشخصية) فيجيبها بحسم: «دعيه يا نعمات سأزيد على عنوانى عبقرية المكان». ليخرج عام 1968 كتابان لمخلصين من أبناء مصر يحمل كل منهما عنوان «شخصية مصر».
ابحثوا عنها فى معركة مشروع هضبة الأهرام حينما أعلن الرئيس السادات عن إقامة مشروع سياحى ضخم لملاعب الجولف عند هضبة الهرم، فتقاوم وتعلن رفضها داخل مصر وخارجها خوفاً من تأثير المياه والرطوبة على الآثار فتقيم دعواها القانونية ضد رئيس الجمهورية وقت أن كان ذلك فى نظر البعض نوعاً من العبث، فلا تهدأ إلا مع تراجع السادات عن قراره.
وابحثوا عنها فى قضية دفن النفايات النووية النمساوية فى الصحراء المصرية وهى تكتب على صفحات الجرائد وترسل الأوراق للمحاكم الدولية رافضة المشروع الذى قبلته الحكومة المصرية، حتى تعلن حكومة النمسا التراجع عن الفكرة. وابحث عنها فى معركة السماح للآثار المصرية بالسفر للعرض بالخارج، فتكتب عشرات المقالات ضد وزير الثقافة حتى تعود كنوز مصر.
ابحثوا عن نعمات أحمد فؤاد لتجدوا أنها ما بدأت معركة إلا وأنهتها دون كلل أو سأم أو تراجع. لم تكن يوماً قابعة فى منزلها تغزل شرنقتها حول كلماتها بعيداً عن هموم الوطن والمواطن، ولذا عاشت رؤيتها فتقرأ ما كتبته من سنوات بعيدة فتشعر وكأنها كتبته بالأمس القريب. ابحثوا عنها فى ثروة من تراث الكتب والمجلدات قررت إهداءها لوطن عبر مكتبة أعدها ابنها الصديق الدكتور أحمد طاهر. سيدتى.. لا أملك لكِ إلا الدعاء بأن يمنحكِ ربى جزاءكِ فى آخرتك بما قدمتِه لوطنى دون انتظار مقابل أو تكريم أو حتى تذكر ممن حولك. دعواتى لك بأن تنعمى فى آخرتك براحة لم تمنحيها لنفسك فى الدنيا وأنت تذودين عن الوطن وإرثه، وجزاءً شكوراً لكل صنيعك بما تركتِه بيننا من مُثل وقدوة وفكر حصلنا عليه بوجودك بيننا لأجيال كثيرة. نعمات أحمد فؤاد.. مع السلامة.
كلمة أخيرة:
لم تحصل نعمات أحمد فؤاد على تكريم الدولة فى حياتها.. فهل من تكريم لاسمها بعد أن رحلت فى وطن اعتاد تناسى من منحوه أعمارهم؟
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار
- أبناء مصر
- أحمد فؤاد
- اختلاف الرؤية
- الحكومة المصرية
- الرئيس السادات
- الصحراء المصرية
- المركز الأول
- تغيير اسم
- جمال حمدان
- آثار