الطريق إلى الموت يبدأ بـ«العلاج على نفقة الدولة»

كتب: إمام أحمد

الطريق إلى الموت يبدأ بـ«العلاج على نفقة الدولة»

الطريق إلى الموت يبدأ بـ«العلاج على نفقة الدولة»

بين وطأة المرض وارتفاع تكاليف علاجه، يواجهون معاناة مزدوجة، فلا المرض يرحمهم، ولا تكاليف علاجه فى متناول أيديهم، هرباً من هذه «الكماشة» يلجأون إلى الدولة، لكن يد الدولة «مغلولة»، فيقفون فى طابور طويل آملين أن يحصلوا فى نهايته على جواب موقع بالموافقة على علاجهم بالمجان، إلا أن الجواب عادة يتأخر، يطول الانتظار ساعات وأياماً وأشهر، والمرض يزداد ويقوى وينتشر، بينما هم يقفون فى الطابور ذاته يواجهون الروتين والمرض معاً، فى معركة ثقيلة تتراجع فيها حظوظهم كلما طالت مدتها.

{long_qoute_1}

«كعب داير» ينتقلون خلاله بين أكثر من جهة، ويستخرجون أكثر من تقرير طبى، ويرفقون مع أوراقهم ملفاً شاملاً بكل البيانات، كشف صحى ثم توصية ثم تقرير ثم كشف ثم تقرير ثم ينتظرون حتى يصدر القرار سواء بالموافقة أو الرفض، تمر عليهم هذه الأوقات بصعوبة بالغة، يتوجعون خلالها من المرض ومن انتظار علاجه، فيتقدمون بشكاوى وطلبات واستغاثات لكن لا مجيب، فخطوط الاتصال مفقودة داخل تلك المنظومة التى يمتد عمرها لأكثر من 60 عاماً وباتت فى حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة كاملة، حسب تأكيد خبراء فى قطاع الصحة، فالقوانين التى كانت مجدية بالأمس لم تعد تجدى نفعاً اليوم، وبين أزمة تشريعية من جهة، وأزمة إدارية من جهة أخرى، يقف المريض المسكين يحمل جنسيته المصرية فى بطاقة الرقم القومى فقط، بينما يفقدها بين المكاتب والعيادات واللجان، حين يعامل معاملة الغريب.


مواضيع متعلقة