«مزلقانات الموت» تحصد أرواح طلاب المدارس فى أسيوط

08:33 م | الخميس 29 سبتمبر 2016

ما زال ملف حوادث قطارات الصعيد حافلاً بالمآسى، تنزف منه دماء الأبرياء بشكل شبه يومى، ورغم التصريحات المتتالية للمسئولين عن السكة الحديد بتطوير المزلقانات وتزويدها بالإشارات الإلكترونية، لم تحدث أى عمليات تطوير بها، فما زالت تعمل بالسلاسل الحديدية، إضافة إلى الظلام الحالك الذى يخيم على معظم المزلقانات، ليفاجأ الكثير من المارة والسيارات بالقطارات تداهمهم أثناء عبورهم المزلقان.

ولعل كارثة تصادم قطار أسيوط بحافلة تابعة لأحد المعاهد الأزهرية الخاصة، التى راح ضحيتها 48 طفلاً ومشرفة وسائقاً، كان بمثابة جرس إنذار لتجنب تكرار مثل تلك الكوارث مستقبلاً، إلا أن الأجهزة الحكومية المعنية وجعلت أذناً من «طين» وأخرى من «عجين»، بحسب ما أكد العديد من أهالى المدينة.

{long_qoute_1}

وفى أقل من 24 ساعة، شهدت 3 مزلقانات فى مناطق مختلفة من أسيوط 3 حوادث مأساوية، أودت بحياة 5 أشخاص على الأقل، آخر هذه الحوادث وقع أمس على مزلقان «صدفا»، حيث تلقى مدير أمن أسيوط، اللواء عاطف قليعى، إخطاراً من مأمور مركز صدفا، بمصرع طالبة بالمدرسة التجارية، تُدعى «فاطمة ف»، وإصابة «مينا ج»، موظف، نتيجة اصطدام قطار بهما، أثناء عبورهما المزلقان، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى صدفا، بينما نُقل المصاب إلى المستشفى الجامعى، حيث لفظ أنفاسه متأثراً بإصابته.

وكان مزلقان «شارع رياض» بوسط المدينة، قد شهد حادثاً مروعاً قبل ساعات، أسفر عن مصرع طالبتين، إحداهما «ياسمين عصام»، طالبة بالصف الثالث الثانوى فى مدرسة أسيوط الفنية، و«دينا أسامة»، طالبة بالصف الأول فى مدرسة «الأندلس» الثانوية الخاصة، حيث شطر القطار كلاً منهما إلى نصفين، أثناء محاولتهما عبور المزلقان، فى الطريق إلى مدرستيهما، بينما وقع الحادث الثالث على مزلقان قرية «شطب»، التابعة لمركز أسيوط، حيث لقيت تلميذة بالصف السادس الابتدائى، تُدعى ياسمين عبدالعزيز شحاتة، مصرعها تحت عجلات القطار، أثناء عبورها المزلقان.

وتسببت هذه الحوادث المتكررة، فى إثارة حالة من الغضب بين أهالى أسيوط، الذين اتهموا المسئولين بأنهم السبب فى وفاة أبنائهم، وقال «مفدى وهيب»، أحد الأهالى، إن مزلقان شارع رياض يشهد تكدساً مرورياً بصورة شبه دائمة، تتداخل فيه السيارات الملاكى والأجرة و«الكارو»، مع المارة من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات، وأكد أن الأهالى سبق وتقدموا بالعديد من الشكاوى، طلبوا فيها إنشاء كوبرى للمشاة بديلاً عن المرور عبر المزلقان على الشريط الحديدى للقطارات، للحد من الحوادث التى تتكرر بصفة دورية دون أى اعتبار.

وأوضح «عبدالرحمن»، أحد المواطنين، أن المحافظة سبق وأعلنت عن إنشاء نفق للمشاة من «عزت جلال» إلى «السادات»، وأضاف أنه «تم بالفعل إجراء المقايسات والدراسات والرسومات الهندسية الخاصة بالنفق، إلا أنه لم يتم البدء فى العمل حتى الآن»، بينما أعرب «على عمر» عن استنكاره لما وصفه بـ«تجاهل المسئولين كل هذه الحوادث»، وقال متسائلاً: «ما ذنب طالب استيقظ وحمل حقيبته على كتفه، وخرج ليطلب العلم؟»، وتابع بقوله: «عليه وقتها أن يودع أهله».

ومن جانب آخر، أكد عمال المزلقانات إنه «ما من يوم يمر، إلا ويشهد أحد المزلقانات فى المحافظة حادثاً مميتاً»، مشيرين إلى أنه لم تحدث أى عمليات تطوير، وأنها لا تزال تعمل بالسلاسل الحديدية، ولم تزود بالإشارات الإلكترونية، حسبما أعلن المسئولون، إضافة إلى تعطل معظم «السيمافورات»، التى تُشير إلى اقتراب القطار من المزلقان، وكذلك تعطل الأبراج فى العديد من المناطق.

وأصدرت مديرية التربية والتعليم بأسيوط بياناً أمس، نعت فيه الطلاب الذين فقدوا أرواحهم على «مزلقانات الموت»، أثناء توجههم إلى مدارسهم، أو عودتهم إلى منازلهم، وتوجه وكيل الوزارة، صلاح فتحى، على رأس وفد من المديرية لتقديم واجب العزاء إلى أسر الضحايا، كما أمر بتكليف شئون الطلاب ببحث كل حالة، وبيان المساعدات التى يمكن تقديمها إليهم.