الغربية: «الأوقاف» تغطى فشل البيئة والزراعة والمحليات

كتب: أحمد فتحى ورفيق ناصف

الغربية: «الأوقاف» تغطى فشل البيئة والزراعة والمحليات

الغربية: «الأوقاف» تغطى فشل البيئة والزراعة والمحليات

على مرأى ومسمع مسئولى «البيئة» و«الزراعة» و«المحليات»، ما زالت الأدخنة تتصاعد من أطراف حقول الأرز فى الغربية، مع استمرار المزارعين فى حرق القش، للإسراع فى غرس بذور المحاصيل الشتوية، مع قلة عدد المكابس المخصصة للتخلص الآمن من القش فى مراكز طنطا، والمحلة، وزفتى، وكفر الزيات، وبسيون، وقطور، والسنطة.

{long_qoute_1}

الأخطاء المتتالية فى منظومة حرق قش الأرز فى الغربية، دفعت وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، المهندس عادل العتال، إلى إصدار تعليمات عاجلة لمديرى قطاعات ورؤساء الأقسام والإدارات باستبعاد عدد من قيادات الإدارات الزراعية، بسبب إهمالهم فى منع حرق القش، وفشلهم فى التصدى لظاهرة السحابة السوداء، وردع المزارعين المخالفين.

وشملت الحركة كلاً من رئيس قسم الإرشاد الزراعى فى المحلة، المهندس محمود المصرى، ومدير إدارة طنطا الزراعية، المهندس على غراب، وبحسب تصريحات للعتال، فإن حركة الاستبعاد جاءت على خلفية الجولات الأخيرة لرئيس جهاز شئون البيئة، المهندس أحمد أبوالسعود، ورئيس الفرع بوزارة البيئة، الدكتور جمال الصعيدى، ورئيس جهاز شئون البيئة بوسط الدلتا، المهندس عصام عامر، ومدير عام الإرشاد الزراعى بالغربية، المهندس سعيد إسماعيل، التى رصدت إهمالاً فى التصدى لحرائق القش، وتدنى مستوى منظومة التدوير بالمحلة.

قرية «نمرة البصل»، التابعة لمركز المحلة، واحدة من القرى المنكوبة بسحابة كثيفة من الأدخنة الناتجة عن حرق القش، التى تغطى مسافة 30 كيلومتراً من طريق المحلة - كفر الشيخ، ما جعل نحو 40 ألف نسمة، هو عدد سكان القرية، عرضة للإصابة بأمراض الصدر، مع إصرار المزارعين فى القرى القريبة التابعة لمركزى الحامول وكفر الشيخ على حرق أطنان من قش الأرز.

متولى الشهاوى، أحد أهالى نمرة البصل، شكا من ارتفاع معدلات حوادث الطرق نتيجة انعدام الرؤية فى القرى الواقعة على الطريق السريع، لافتاً إلى سقوط عشرات المصابين فى حوادث منذ بدء موسم حصاد الأرز، ما دفع الأهالى إلى تدشين حملة جمع توقيعات لإرسالها إلى وزيرى الصحة والبيئة ومحافظ الغربية، لمطالبتهم بالتحرك لإنقاذ المواطنين، دون تلقى أى استجابة، على حد قوله.

أما حبلص محمد، عمدة قرية كنيسة دمشيت فى مركز طنطا، عضو مجلس نقابة الفلاحين بالغربية، فقال لـ«الوطن»، إن «النقابة ستدشن حملات توعية وتثقيف للمزارعين، لإقناعهم بأهمية تدوير قش الأرز، وصناعة الخشب الحبيبى والسماد العضوى»، لافتاً إلى بذل جهود كبيرة لصيانة المكابس، ورفع كفاءتها الإنتاجية، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة أعداد مصانع تدوير المخلفات الزراعية، للاستفادة منها فى إنتاج الأسمدة اللازمة لرفع خصوبة الأراضى الزراعية المهددة بالبوار بسبب نقص مياه الرى.

وقال رئيس جهاز شئون البيئة، المهندس أحمد أبوالسعود، إن الهدف من جولات مهندسى وفنيى «شئون البيئة» على الأراضى الزراعية، هو التأكد من تنفيذ القانون، وفرض هيبته على الجميع، مشدداً على أن المكابس ومصانع التدوير تعمل بكفاءة، وتطابق الاشتراطات البيئية، فيما أشار إلى توجيهه تعليمات بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على أى حرائق ناتجة عن قش الأرز فى زمام المحافظة. وكشف عن رصد 1545 مخالفة حرق قش الأرز فى قرى كفر الزيات، وبسيون، وزفتى، تم التعامل معها فوراً بالتنسيق مع إدارة الحماية المدنية، بالإضافة إلى تحرير محاضر للمزارعين المخالفين، والتنبيه على الآخرين بضرورة الالتزام وتنفيذ اللوائح والقوانين، بهدف القضاء نهائياً على أى مصادر للتلوث البيئى.

وأصدر محافظ الغربية، اللواء أحمد صقر، توجيهات إلى مسئولى «شئون البيئة» و«الزراعة» و«الرى» ومجالس المدن والأحياء، بمواصلة الجهود للحد من ظاهرة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز، عن طريق المتابعة الجيدة، كما أمر بتفعيل الحملات للمرور على الأراضى الزراعية، وتكوين غرف عمليات لاستقبال شكاوى المواطنين على مدار الساعة، بالإضافة إلى التشديد على التوعية والتثقيف البيئى.

ودخلت مديرية أوقاف الغربية على خط مواجهة حرائق قش الأرز، مع إصدار وكيل وزارة الأوقاف، الدكتور خليفة الصغير، توجيهات بتفعيل دور الأئمة والخطباء على مستوى قرى ومراكز الغربية، لتوعية المزارعين بمخاطر الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية، مشيراً إلى عقد لقاءات مباشرة وندوات تثقيفية ودينية للمزارعين وعمال الحصاد فى مواقع الجمعيات والإدارات الزراعية ومراكز الإرشاد الزراعى والمساجد، سعياً لمواجهة ظاهرة التلوث. وكشفت مصادر فى مديرية الصحة بالغربية عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الصدر فى القرى المتضررة من حرائق القش، لتصل إلى 140 إصابة خلال الفترة الأخيرة.


مواضيع متعلقة