غسان مسعود: الأمريكيون يكسبون حروبهم بـ«السينما».. وتوثيق الحرب على سوريا صعب لاختلاف الروايات

كتب: خالد فرج

غسان مسعود: الأمريكيون يكسبون حروبهم بـ«السينما».. وتوثيق الحرب على سوريا صعب لاختلاف الروايات

غسان مسعود: الأمريكيون يكسبون حروبهم بـ«السينما».. وتوثيق الحرب على سوريا صعب لاختلاف الروايات

حالة استثنائية وفريدة تلك التى يمثلها النجم السورى غسان مسعود على خريطة الفن العربى، ليس فقط لكونه صاحب أبرز المشاركات العربية فى السينما العالمية فى السنوات الأخيرة، وإنما لكونه واحداً من أهم الممثلين فى الواقع الفنى العربى، تعددت أدواره المهمة على مدار سنوات طويلة بين السينما والدراما والمسرح، ليصبح من رواد التمثيل فى المنطقة العربية، لذا جاء تكريمه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ليدل على حسن اختيار صادف أهله. فى حواره لـ«الوطن» يتحدث غسان مسعود عن التكريم، وعن أسباب ابتعاده مؤخراً عن التمثيل فى مصر، وعن رأيه فى الاختلاف بين السينما المصرية والعالمية، وكذلك الأوضاع الحالية فى سوريا.

{long_qoute_1}

■ كيف ترى تكريمك من مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته المنقضية؟

- تشرفت بوجودى فى الإسكندرية، مدينة التاريخ والأصالة والعراقة، لاستلام تكريمى من المهرجان، الذى جئت إليه رغم عدم حضورى للمهرجانات فى أغلب الأحيان، وهذه مسألة معروفة للعاملين فى المجال السينمائى، ولكنى أردت توضيحها للجمهور المصرى الحبيب، ومع ذلك لم يكن بإمكانى سوى الموافقة على حضور مهرجان الإسكندرية، لاعتزازى بمصر كحال كل عربى، باعتبارها مرجعاً شخصياً لنا، وقلباً للأمة العربية بحسب موقعها الجغرافى، حيث تشرفت بالتكريم منها للمرة الثانية، بعد أن نلت تكريماً من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 2006، وقت تولى الدكتور عزت أبوعوف لمنصب رئيس المهرجان، وها هو التكريم يتكرر مجدداً مع الأستاذ الأمير أباظة فى مهرجان الإسكندرية.

■ وما أسباب عدم حضورك للمهرجانات مثلما أشرت؟

- أسباب عدة، أبرزها كسلى فيما يخص فكرة الظهور بشكل عام، سواء كان الظهور الإعلامى أو الوجود فى فعاليات فنية، لأنى لا أظهر فى الإعلام سوى مرة أو مرتين فى العام، وربما يكون هذا الأسلوب خطأً منى، باعتبار أن الإعلام لا بد أن يحيط بالفنان، وأن يشكل جزءاً من حياته، ولكنى لا أعرف السبب وراء قلة ظهورى، إلا أن ما أعلمه جيداً أنى شخص أؤدى عملى وأعود إلى منزلى، كما أحب الاستمتاع بإجازاتى فى أماكن تخلو من البشر، حيث أستمتع بالسياحة الريفية، والصعود إلى الجبل والقرى، فيمكنك أن تقول إن لدىَّ ميولاً شخصياً باتجاه العزلة، وربما تكون هذه المسألة مضرة للفنان، وللعلم فقد اعتذرت عن عدم حضور 4 مهرجانات عربية ودولية خلال الآونة الأخيرة، لدرجة أن مسئولى مهرجان «وهران» فى الجزائر غضبوا منى، وأمنحهم الحق فى ذلك، ولكن لا أعفى بعض الموجودين فيه من إطلاقهم لشائعة قاسية نحوى.

{long_qoute_2}

■ أتقصد شائعة إصابتك بمرض خطير؟

- نعم، وهذه الشائعة تداولتها المحطات الفضائية العربية، وتسببت فى إزعاج أهلى وكل المحبين، واندهشت من إطلاقها وحاولت معرفة مصدرها، إلا أننى وجدت أن كل جهة من الجهات تلقى بالاتهام على الأخرى، ولكنى اكتشفت أن هذا الخبر الكاذب انطلق من أروقة مهرجان «وهران»، وتلقيت على أثره آلاف المكالمات الهاتفية من المحبين، وتذكرت قول الله حينها: «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، ومع ذلك لا أريد أن أوجه اتهاماً لإدارة مهرجان «وهران»، لأنى أحترمهم وأقدر الجزائر دولة وشعباً، ولكن ما علمته مثلما أوضحت أن هذه الشائعة انطلقت من أروقة المهرجان.

■ هل تداول وسائل الإعلام للشائعات أحياناً أحد أسباب قلة ظهورك فيها؟

- ربما تتسبب عدم نزاهة بعض الإعلاميين فى ابتعادك عن الإعلام كله، وهذا برأيى تصرف غير صحيح، لأن فساد أى عضو فى الجسم لا يعنى بالتبعية فساد الجسد كله، ولكنى أعانى من حساسية بالغة إزاء هذه المسألة، تدفعنى للابتعاد والتعامل بمنطق «ما بدى أقرب ولا أشوف هيك أو هيك» وربما تكون المسألة برمتها تقصيراً منى، ومن الممكن أننى لم أفهم حتى الآن مهنة الفنان كيف ينبغى أن تكون رغم بلوغى هذا العمر؟

{left_qoute_1}

■ ميلك للعزلة مثلما أعلنت ينطبق على علاقتك بالوسط الفنى أيضاً؟

- نعم، فأنا لست مختلطاً بالوسط الفنى، ولا أسهر سهراتهم ولا أجلس معهم، ونادراً ما يحدث اتصال هاتفى بينى وبين أحد الفنانين لسبب ما، وربما نلتقى على أثره لاحتساء كوب من القهوة، ثم أعود بعدها إلى المنزل، ولذلك أعتبر نفسى فناناً محباً للعزلة.

■ هل تعرضت لمواقف معينة جعلتك تميل للعزلة فى حياتك بشكل عام؟

- المسألة ليست كذلك، ولكن لكل إنسان تاريخه الشخصى، وأنا تاريخى فى المسرح، وربما أن طبيعة العمل المسرحى الذى مثلت وأخرجت فيه.. إلخ جعلتنى بعيداً عن الإعلام والوسط الفنى، لأنى كنت أنُجز عملى فى المسرح وأعود بعدها إلى منزلى.

■ ما أسباب ابتعادك عن العمل فى مصر رغم مشاركتك فى فيلمين سينمائيين وهما «الوعد» و«جوبا»؟

- «سؤالك ضغط على الوجع» نعم قدمت فيلم «الوعد» مثلما تعلم، وشاركت فى فيلم «جوبا» مع صديقى مصطفى شعبان، وأود أن أشكر الجهات المنتجة والمخرجين المصريين على تذكرهم لى منذ 10 سنوات وحتى الآن، حيث أتلقى عروضاً باستمرار وأحضر أحياناً إلى القاهرة، كان آخرها منذ شهرين تقريباً، حين تلقيت عرضاً بالمشاركة فى بطولة مسلسل «واحة الغروب» مع الصديقة المبدعة كاملة أبوذكرى والكاتبة مريم نعوم التى لا يشق لها غبار، وتلقيت 9 حلقات من السيناريو وأعجبت بها، فضلاً عن إعجابى بالرواية الأصلية للكاتب بهاء الدين طاهر، ومن ثم جئت إلى القاهرة للاتفاق على تفاصيل التعاقد، ولكن مع الأسف تسببت ظروف إنتاجية فى اعتذارى عن المسلسل، وبعيداً عنه، أتلقى أحياناً عروضاً غير لائقة فى رأيى، وأخرى يتسبب انشغالى بمشروعات فنية سواء فى سوريا أو لبنان أو أى دولة عربية أو أجنبية فى اعتذارى عنها.

{left_qoute_2}

■ ولِمَ لم تتوصل لاتفاق مادى يُرضيك بما أن فنانى بلدك يخفضون من أجورهم تلبية لرغبات المنتجين نظراً لظروف الحرب فى سوريا وتراجع الإنتاج التليفزيونى هناك؟

مقاطعاً:

- «مش أنا، ورزقى على الله» وكلامى ليس موجهاً للجهة المنتجة للمسلسل، وإنما أتحدث بشكل عام، وأقول لمن يتعامل بهذا المنطق: «اوعى تفكر تجيبنى معاك»، لأن أجرى سيظل كما هو، فأنا ممثل أعمل فى بلدان العالم، وقد أنجزت فيلمين منذ فترة قريبة، أحدهما فيلم فى أوزبكستان يحمل اسم «البارون»، وآخر فيلم عربى رائع بعنوان «كتابة على الثلج» مع المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى، وقمت بتصويره مع الفنان عمرو واكد فى تونس، ومن المقرر أن يرى النور مطلع 2017، وبعيداً عن هذا وذاك، من يتخيل أن بإمكانه ضرب أجور الفنانين السوريين مستغلاً الحرب فى سوريا فهو مخطئ، والفنان الذى يقبل التعامل بهذه الطريقة فهو مسئول عن نفسه، ولكنى شخصياً لا أقبلها وأعتبرها مزحة.

■ هل معاييرك فى اختيار أدوارك تختلف فى أعمالك العربية عن نظيرتها الأجنبية؟

- بكل تأكيد، لأن معايير الاختيار فى كل منطقة تختلف عن الأخرى، فإذا تحدثت عن مصر مثلاً، فمعايير الاختيار فيها تختلف عن بيروت أو دول الخليج أو أى دولة أجنبية، وبالتالى لا بد على الإنسان العاقل أن يفكر كيف يكون موضوعياً فى قبول أى عرض هنا أو هناك، بمعنى أن المخرجين وجهات الإنتاج فى مصر إذا اختارونى لدور ما باعتبارى فناناً قديراً، فما أكثر الفنانين القديرين والكبار، ولكن لماذا تريد التعاقد معى؟ أذكر جملة وجهتها لأحد المنتجين كان نصها: «اذهب إلى المحطات الفضائية، وأبلغهم بوجودى معك فى مسلسلك، فإذا أبدى مدير المحطة عدم اعتنائه باسمى فسأعمل معك بالمجان، ولكن إذا وجدت عكس ذلك ستدفع أجرى بكل بساطة»، فالمسألة هنا لا علاقة لها بحرب أو ما شابه، لأن هناك من يظن أن الحرب فى سوريا أسقطت كل شىء، ولكن الحقيقة أن المواطن السورى بعد 6 سنوات من الحرب ما زال واقفاً على قدميه، وأنا أؤمن بأن الحياة المهنية مرتبطة بكرامتك الشخصية، وعن نفسى كرامتى الشخصية غير مُعرضة للاغتيال، ولن أسمح لأحد باغتيال كرامتى كفنان، لأنها جزء من شخصيتى، ومن يريد أن يغتالها فليغتالنى معها، خاصة أنى أرى أن قيمتى الفنية والمادية ما زالت كما هى، وبالتالى إما أن تتعامل معى كغسان مسعود أو لا تتعامل، وإذا أردت التعامل بفكرة أن بلدى يشهد حرباً، فلا بد أن تتعاطف معى، وليس أن تقص أجنحتى أو تغتال كرامتى المهنية.

{long_qoute_3}

■ ما أوجه الشبه والاختلاف بين السينما العربية والعالمية من وجهة نظرك؟

- اختلاف كبير وشاسع، وصديقاى عمرو واكد وخالد النبوى يعلمان ذلك جيداً، وأبرز هذه الاختلافات أنك تعمل هناك بأفق بعيد المدى، لأنك تدرك أن فيلمك سيراه ملياراً أو 500 مليون مشاهد، بالإضافة إلى اختلاف التقنيات التكنولوجية التى لا يجوز مقارنتها بيننا وبينهم، وكذلك اختلاف مسألة الأجر والتريلر والحالة العامة الموجودة فى الكواليس، بما تتضمنه من نظام صارم ومحدد فى جدول التصوير، ولذلك أعتبر صناعة السينما فى أمريكا من الصناعات الثقيلة، التى لا تقل عن صناعة حاملات الطائرات، إلا أن المسئولين عندنا وتحديداً فى النواحى المادية غير معنيين بأهمية هذه الصناعة، ومدى تأثيرها فى الرأى العام، فنحن نعلم جيداً أن أمريكا غزت العالم بواسطة الصورة وسلسلة أفلام «Superhero» و«رامبو»، فهم يكسبون حروبهم من قبل خوضهم لها عبر السينما، ولكن هل نحن كحكام وشعوب معنيون بهذه الثقافة فى فهم هذه الصناعة؟ برأيى لا، فهم وصلوا بأفقهم إلى التنبؤ بنهاية الكون، ولا أجد حرجاً عندما أقول إن هناك 200 عام بيننا وبينهم، وهذه المسافة لن تتقلص إلا بفهمنا للسينما كسلاح فعال ومؤثر وقادر على قلب الموازين مع الرأى العام.

■ هل ترى أن صناع السينما فى الخارج يتعاملون مع الفنانين العرب باعتبارهم عالماً ثالثاً؟

- صناع السينما هناك من النخب الثقافية، أى يتعاملون مع الفنان كإنسان مثقف منتمٍ للمهنة، أما عن نظرة الغرب للعرب كعالم ثالث فهذا منطق سياسى ليس أكثر، ويتم التعامل به بين السياسيين لأجل مصالح عليا فى مجتمعاتهم وبلدانهم، ولكن الثقافة والسينما قادرتان على تلاقى الشعوب، ولذلك لم ألمس أن صناع الفن هناك ينظرون إلينا نظرة سطحية أو ما شابه.

■ أتقوم بدور فى توصيل صورة صحيحة لهم عما يحدث فى عالمنا العربى؟

- أراه «تحصيل حاصل».

■ لماذا؟

- لأنى أنتمى لتاريخ وحضارة أعتز بهما، ويكفى الحضارة المصرية البالغة 7 آلاف سنة من العمر، فكيف يمكننى أن أتخلى عن هذا الانتماء؟ كيف أتمكن من إلغاء هويتى؟ إذا رميتها سأكون خائناً وأنا لن أكون كذلك، وانطلاقاً مما ذكرته، فإذا أردت التحدث معهم، سأتحدث بمنطق قوة وليس ضعف، بسبب هذا الإرث التاريخى والحضارة العظيمة، الذى سيدفعنى للحديث بفخر وليس بخجل، ولكنى أتألم كثيراً بسبب أن بلادنا ما زالت متأخرة فى السينما عن الغرب.

■ فى رأيك.. ما أسباب عدم انتشار الفنانين العرب فى السوق العالمية؟

- أسباب تتعلق بالتواصل مع الغرب وإجادة اللغات، فضلاً عن وجود آلاف الممثلين الباحثين عن فرص فى هوليوود، وبعيداً عن هذا وذاك، فإن الممثل العربى لا يملك الجرأة للمغامرة والبحث، وإذا تحدثت عن نفسى، وتحديداً عندما جاءتنى فرصة تجسيد شخصية صلاح الدين الأيوبى فى فيلم «جنة السماء» للمخرج ريدلى سكوت، عدت بعدها إلى أولادى، خوفاً من الجلوس 10 سنوات من دون عمل، مما يعنى أن حس المغامرة عند الفنان العربى لا يزال ضعيفاً، وأنه يخشى إلقاء نفسه فى بحر هوليوود المتلاطم الأمواج، ولذلك من الصعب أن تجد كل يوم ممثلاً كالفنان الراحل عمر الشريف، الذى عندما اتجه للعمل بالخارج، أعتقد أنه كان متحرراً من عائلته، وصغير السن حينها، حيث لم يتجاوز عمره حاجز الـ35 عاماً، فقامر وغامر ودخل المعترك وكسب الرهان، أما أنا فاتجهت خارجياً وعمرى 45 عاماً، وكان لدى ولدان وإرث مسرحى ورصيد فنى كبير فى سوريا والبلدان العربية، ولذلك خشيت من المقامرة بهذا الإرث والبدء من جديد.

■ وهل وجدت نفسك خائفاً من تجسيد شخصية سيدنا «أبوبكر الصديق» فى مسلسل «عمر»؟

- نعم، وقد اعتذرت عن عدم تجسيدها 3 مرات، لما لها من هالة عظيمة تجعل أى ممثل يتردد فى تقديمها، ولكنى وقعت تحت ضغوط المخرج حاتم على، الذى حدثنى قائلاً: «بدى تسوى الشخصية» فرددت: «لا أجرؤ» فسألنى: «ألا تريد أن تعمل معى؟» فأجبت: «على الإطلاق، وكى أثبت لك حسن نيتى فأنا مستعد للظهور كضيف شرف بأى شخصية تريدها» فرفض وأصر على شخصية «أبوبكر»، فأخذت السيناريو وقرأته فى المنزل، وعدت إليه فى اليوم التالى، وقلت له: «لن أقدمها» فرد: «أنت جبان وخائف» فنظرت إليه وقلت: «أنا لست بجبان أو خائف وسأقدم الدور»، وبعدها سألت نفسى: «كيف سأقدم الشخصية؟ أى نوع من الإيمان سأقدمه؟ كيف سأتوحد مع هذه الشخصية كى أكون مقنعاً للجمهور؟ فتوصلت إلى ألا ألجأ إلى تقنيات التمثيل أو التعامل باحترافية مع الدور، وقررت ألا أمثل على الإطلاق، وأن أصل بأدائى إلى أقصى درجات العفوية والتلقائية، والحمد لله أن الجمهور والنقاد اعتبروا أن هذه الشخصية كانت حالة استثنائية فى أدائها.

■ كيف ترى الأوضاع حالياً فى سوريا؟

- ما تشهده سوريا حالياً لم يشهده التاريخ عبر عصوره، ومن يعتقد أن الأوضاع هناك تختصر فى كلمة «ثورة» أو «حراك» أو هناك نظام يريد قتل شعبه فهذا كلام فارغ، وعن نفسى أرى أن الأمم الكبرى ترسم خرائطها بدماء الشعب السورى والليبى والعراقى واليمنى.. إلخ، فما يحدث حالياً يستحق أن نقف كثيراً عنده.

■ وهل توافق على قيام الدراما السورية بتوثيق أحداث الحرب الطاحنة فى بلدك؟

- توثيق الأحداث فى سوريا أمر يصعب تحقيقه، لوجود آلاف الروايات على أرض الواقع، والأحداث المتتالية أكبر بكثير من اللحاق بها يومياً أو كل ساعة، وانطلاقاً من هذا الكلام، لا بد أن نأخذ مسافة من الزمن كى نقرأ ما حدث ونتأمل لماذا حدث؟ ومن كان وراء حدوثه؟ الخبر اليوم أقوى بكثير من الدراما، ودعنى أتساءل: «أى دراما تستطيع أن توثق مثلاً ما أحدثه القصف الأمريكى فى الجيش السورى؟ أنا أعرف التفاصيل وآخرون غيرى، ونعلم أن الجيش الأمريكى قام بأربع عمليات استطلاع قبل أن يقصف مواقع الجيش، وبعدها عاد ليلاحق العساكر بالرشاشات عبر المروحيات، فكانت جريمة شنعاء، وهذه الجريمة وحدها تستحق أفلاماً، إذن ما يحدث فى سوريا أكبر من الدراما وأشد هولاً، وبالتالى يصعب عليها أن تلحق بالأحداث هناك.


مواضيع متعلقة