بالصور| "زعفران كفرالشيخ" حزينة على "الذين خرجوا ولم يعودوا" من رشيد

كتب: كرم القرشى

بالصور| "زعفران كفرالشيخ" حزينة على "الذين خرجوا ولم يعودوا" من رشيد

بالصور| "زعفران كفرالشيخ" حزينة على "الذين خرجوا ولم يعودوا" من رشيد

اتشحت قرية "الزعفران" في كفرالشيخ بالسواد، حزنًا على فقدان 3 من أبنائها، في غرق مركب الهجرة غير الشرعية، على شاطئ البحر المتوسط، أمام رشيد بالبحيرة، وتحولت القرية لسرادق كبير لتلقي العزاء.

والقرية من أشهر قرى محافظة كفرالشيخ، ويتبعها 16 تابعًا، كانت ملكية أراضيها تعود للملك فاروق وأشقائه، وتم تسليمها لأهلها في فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي زارها مرتين، ومع كثرة السكان، قلت المساحة التي تملَّكها الأهالي، وتفتت المساحات الزراعية، وأصبح حُلم الهجرة لبلاد أوروبا، يراود العديد من الشاب، وخاصة الصغار، لا سيما بعد أن نجح العديد منهم للوصول لدول إيطاليا وفرنسا، ومن ثم تغيَّرت أوضاعهم أسرهم الاقتصادية، وظهرت آثارها في مبانيهم، وتملكهم الأطيان والعقارات، وتشير المؤشرات والشواهد لوجود أكثر من 200 شاب في دول أوروبا من تلك القرية، وصلوا إليها بهذه الطريقة.

واستيقظت القرية على خبر غرق المركب، وأُعلنت أسماء المتوفين، وكان من بينهم 5 شباب، تم إنقاذ اثنين منهم، بينما لقي 3 مصرعهم غرقًا، وتم دفنهم بمقابر القرية.

التقت "الوطن" بعضا من أهالي الضحايا، وقال عبدالله نصر عبدالسلام (51 عاما، عامل باليومية)، والد "فوزي" (15 عامًا، طالب بالصف الثالث الإعدادي) وأحد ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية الغارقة: "إنني لا أملك أرضا زراعية وأقيم بعزبة (فريال) تبع الزعفران، ولديَّ من الأبناء ثلاثة وبنتان، وأسكن في منزل مشترك مع أشقائي الثلاثة"، مضيفًا: "أن ابنه لم يسافر من قبل، ولكنه قال له (أنا عايز أسافر أكوّن نفسي، مثلما سافر الكثير من أهالي القرية من زملائه، ويعملون هناك)، فوافقت على رغبته، ولم أدفع نظير ذلك أموالًا، واتفقت أن أدفع للوسيط المبلغ بعد وصول ابني، ولكن ابني راح، ولم أتوقع أن تكون الرحلة بهذه الخطورة، وعلمت من أحد أصدقاء ابني أنه قال له (احتمال نغرق، ولكنني توكلت على الله، وهسافر)، وربنا عليه العوض".

وأوضح الأب قائلا: "كان أملي كبيرا في ابني، يسند معايا شوية، ظروفنا على قد حالنا، ومدينون، وليس لنا مصدر دخل غير اليومية، وربنا موجود، ويعوضنا عنه".

وأكمل الأب، الذي يعمل مزارعًا في أراضي الغير: "اضطررت لقبول سفر ابني، علشان الدولة خربت، ومفيش فيها مستقبل، ولو وجد الشاب فرصة عمل محترمة، لم يكن يخرج مهاجرًا، ويترك أهله".

أما عبدالحميد عبدالعاطي عبده عريضة (40 عامًا، مزارع، معاق)، والد "محمد" (16 عامًا) أحد الضحايا، فقال: "لديَّ 3 أولاد، وابني سافر مع مجموعة من الشباب زملائه، وقال لي (أنا ها أسافر، علشان أساعدك في تربية إخواتي)".

وأشار الأب إلى أنه لا يملك من حطام الدنيا سوى 6 قراريط، ويسكن في منزل مع 5 أشقاء، وأنه نادم، قائلا: "نفسي أنتقم من اللي سفَّر ابني، وأمسكه بيدي وأقطعه وأخنقه، زي ما حرق قلبي على ابني"، بينما طالب "عادل عريضة"، جد المتوفى "محمد"، بمساعدة شهرية لوالد المتوفى، لأنه معاق، ولا يستطيع العمل.


مواضيع متعلقة