«على الحلوة والمرة».. الفلسطينيون يتقاسمون الحياة مع المصريين

كتب: محمد سعيد

«على الحلوة والمرة».. الفلسطينيون يتقاسمون الحياة مع المصريين

«على الحلوة والمرة».. الفلسطينيون يتقاسمون الحياة مع المصريين

أكد عدد من الفلسطينيين المقيمين داخل مصر أنهم يعيشون حياة كريمة فى ظل اندماج مجتمعى مع المصريين حتى أصبحوا نسيجاً واحداً يتشاركون معاً فى الأحزان والأفراح، كما أصبحت مشاكلهم وأزماتهم واحدة باستثناء بعض الأزمات التى يواجهها الفلسطينيون، على حد قولهم، ومنها فى فترة الدراسة ومعاملتهم كأجانب عند التقدم للماجستير والدكتوراه، وأيضاً فى الحصول على موافقة لتجديد الإقامات، التى تستغرق شهوراً طويلة، ولكنهم جميعاً اتفقوا على أنهم يحبون مصر وشعبها ومقدرون دور مصر الجليل فى استقبالهم. المهندس محمد عياد، 27 عاماً، يمتلك شركة هندسية ويعيش مع والده ووالدته الفلسطينيين فى منطقة المقطم بالقاهرة، يوضح «عياد» أن باقى العائلة فى غزة، وأصل أسرته من حى الشجاعية بقطاع غزة، وُلد فى مصر والتحق بكلية الهندسة جامعة العاشر من رمضان، وأنه يحمل جواز سفر سلطة فلسطينية ومقيم داخل مصر. ويستكمل «عياد» حديثه قائلاً: «أعيش فى مصر زى أى حد مصرى عايش ومشاكلنا هى نفس مشاكل الشعب المصرى، لأنى اتولدت هنا فى مصر من 27 سنة ودراستى بالكامل كانت فى مصر وتخرجت من كلية الهندسة وأصبحت صاحب شركة هندسية على نفس الأرض دى، واحنا مش غرباء على البلد دى لأننا بنعتبرها بلدنا، ويكفى أن مصر عملت لنا إقامات ولا نُعامل كلاجئين كباقى الجنسيات، ومعاملة الشعب المصرى معانا كويسة جداً وغالبية المشاكل شخصية».

{long_qoute_1}

ويوضح «عياد» أنه خلال المرحلة الدراسية واجهته بعض المشكلات، ومنها أن أى فلسطينى يريد الالتحاق بالجامعات الحكومية عليه أن يأتى بورق الوافدين أولاً كى يلتحق بها، وتلك الأوراق تحتاج وقتاً طويلاً فى استخراجها، وبعض الأشخاص من الممكن أن يفوتهم وقت التقديم بالجامعة وتضيع عليهم السنة الدراسية، وأثناء الماجستير والدكتوراه يُعامل معاملة الأجنبى 100% ويدفع المصاريف بالعملة الصعبة وهى الجنيه الإسترلينى، وهناك أزمة أخرى وهى أنه منذ عام ونصف تقريباً بدأ تجديد الإقامات يتأخر ويحتاج إلى فترة زمنية طويلة تصل إلى 7 أشهر حتى نحصل على موافقة، وبالتالى تحدث بعض المشاكل بسبب تأخرها، لأننا طوال تلك الفترة نسير فى الشوارع دون إقامات، مضيفاً: «رغم كل المشاكل دى بس ده مايمنعش إن دى بلدنا وعايشين فيها وبنحبها وكل ده مش بيأثر فى قيمتها».

ويتمنى «عياد» أن يحصل على تأمينات ومعاشات مثل المواطنين المصريين، لأنهم يدفعون الضرائب فى مصر مثل باقى المواطنين، وأن يكون لهم الحق فى الحصول على إقامات دائمة». {left_qoute_1}

فائق أبوعوكل، 40 عاماً، يعمل مدير مشتريات لفرع مكتبة سمير منصور فى القاهرة، يوضح «فائق» أنه وُلد فى سوريا وانتقل مع والده الذى كان يعمل بالجيش فى فترة التنقلات إلى لبنان واستشهد والده فى لبنان فى عام 76 ثم عاد مع والدته وأشقائه إلى مصر، تزوجت أخواته البنات وسافرن إلى غزة وشقيقه الأكبر سافر إلى الجزائر والتحق بالبحرية، ثم تزوج فائق من مصرية وأنجب ولداً وبنتاً، ويعيش حالياً فى منطقة «عين شمس»، وأنه فى الأساس من قرية «برير» وهى تبعد عن قطاع غزة بمسافة 25 كيلو، ومعه وثيقة سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين تُجدد كل 5 سنوات كما تُجدد الإقامة كل 3 سنوات له ولكن فترة تجديدها تختلف من شخص إلى آخر.

ويضيف «فائق»: «التعامل الشعبى داخل مصر يختلف عن التعامل الرسمى، لأن الشعب المصرى مش بيحسسنا إننا فى غربة بالعكس بنحس مع الجيران والأصدقاء إننا أهل مع بعض، عشنا واتعلمنا ودرسنا مع بعض ومشاكلنا واحدة ونشارك بعض فى الأحزان والأفراح، وممكن تكون فيه بعض الاختلافات فى الرؤى والتوجهات السياسية، ولكن مهما اختلفنا لا يؤثر فى العلاقات الحميمة بيننا، لأن المصريين لا يضعون الاختلاف السياسى شرطاً رئيسياً فى التعامل، كما يصور البعض من الإعلام»، ويتابع: «احنا مش عارفين احنا لاجئين ولا مقيمين، حياتنا دايماً مختلفة ومش ماشية على وتيرة واحدة ومتقسمة على فترات، قبل 67 وبعدها وقبل اتفاقية أوسلو وبعدها، ومش بنعرف نشتغل فى الوظائف الحكومية زى ما كان بيحصل فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأنها كانت أفضل فترة وكنا ساعتها بناخد تموين لحد سنة 1984 وكنا بنتعامل كأننا مصريين بالظبط، ولكن بدأت الأوضاع تختلف بعد ذلك، واحنا سافرنا إلى مصر بسبب التهجير القسرى فى بلدنا، لكننا بنحب مصر وبنعتبرها بلدنا والشعب المصرى قيمتهم أكبر من الإخوات لأننا أخوة والمعاملة فى مصر أفضل من المعاملة فى لبنان وليبيا والإمارات».

ويؤكد «فائق» أنه تزوج من مصرية وأنجب ولداً وبنتاً، وحمل أبناؤه الجنسية المصرية طبقاً للقانون الذى صدر عام 2004 الذى ينص على إعطاء أبناء المواطنة المصرية التى تتزوج أجنبياً الجنسية المصرية، وأنه يوجد بعض الفلسطينيين الذين أنجبوا أطفالاً قبل ذلك التاريخ ينتظرون منح الجنسية لأبنائهم، مضيفاً: «آخر مرة سافرت فيها إلى فلسطين من معبر رفح كانت فى عام 2012 وجاءت ظروف إغلاق معبر رفح بقينا نخاف نسافر لأننا بنقعد فى الجهة الأخرى من المعبر فترات طويلة تصل إلى شهور حتى يتم فتح المعبر مرة أخرى ويتم الموافقة على عبورنا، وبقينا بنتواصل مع أهلنا هناك عن طريق السوشيال ميديا، ولكننا نُقدر الظروف الأمنية فى سيناء فى الفترة الأخيرة ومدى صعوبتها فى تلك المنطقة ولكن نتمنى فتحه باستمرار». وشكا «فائق» قائلاً: «أنا بشترى رغيف العيش بالسعر السياحى والعلاج الخاص كمان غالى جداً، رغم إننا بنقبض بالعملة المصرية، ومصر طول عمرها شايلة الناس فوق راسها لكن بعض الفئات الفقيرة من الفلسطينيين حالتها فعلاً صعبة وأنا أقدر أشترى وأجيب لنفسى لكن فيه ناس تانية ماتقدرش». 


مواضيع متعلقة