الفلسطينيون يقاومون محاولات سلطات الاحتلال لتهويد بلدة "سبسطية"

01:20 م | الخميس 08 سبتمبر 2016

يقاوم أهالي بلدة سبسطية الفلسطينية الواقعة في شمال غرب مدينة نابلس خطر التهويد الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي لبلدتهم التي تعاقبت عليها حضارات مختلفة تركت آثارًا تشهد على تاريخها، ومنها جامع النبي يحيى، والمسرح الروماني.

وتصطدم الجهود المحلية والرسمية باستهداف قوات الاحتلال للبلدة وبتصنفيات الأراضي الفلسطينية وفق اتفاق "أوسلو"، الذي وضع المواقع الأثرية بالمنطقة "ج" الخاضعة تحت السيطرة الإسرائيلية، وهو ما تسبب في منع الفلسطينيين من ترميمها.

وقال رئيس بلدية سبسطية، معتصم عليوي، لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إن مطلبنا هو ترميم المواقع الأثرية واستعادتها من السيطرة الإسرائيلية لإبراز مكانة البلدة التاريخية وتحويلها لموقع جذب سياحي إلا أن جميع جهودنا في هذا الجانب تبوء بالفشل مجرد الحديث عن المنطقة "ج".

وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تسمح ببناء المرافق السياحية في البلدة، وهدمت مؤخرًا 3 منشآت بحجة أنها بنيت في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أجرت عمليات ترميم وتسييج للمواقع الأثرية، وخاصة منطقة البلدة الرومانية، وفرضت غرامات مالية على كل من يجري عمليات تنظيف للمواقع الأثرية.

وذكر عليوي أن المستوطنين يقتحمون القرية، وخاصة خلال فترة الأعياد اليهودية، ويؤدون طقوسًا تلمودية فيها، مضيفا أن هذه أرض عربية فلسطينية كنعانية يدعي الاحتلال علاقته بها منذ 3 آلاف عام إلا أن الكنعانيين كانوا قبل هذا التاريخ وأقاموا حضارتهم وغيرها من الحضارات.

وقال إن الآثار الموجودة في البلدة نقبت عنها بعثة آثار من جامعة "هارفرد"، وتمثل نسبة 20% من الآثار التي لم يتم التنقيب عنها حتى الآن، وعملت البلدية وبالتعاون مع مؤسسات دولية مختلفة على ترميم عدد من البيوت القديمة والمسجد العثماني، ومقام النبي يحيى، وتقع في المنطقة "ب" الخاضعة إداريًا لسيطرة السلطة.

وللإضاءة على القيمة التاريخية للبلدة، وما تتعرض له من أخطار نظم نشطاء فلسطينيون جولة للصحفيين في البلدة ضمن حملة أطلقوها تحت شعار "سبسطية شمس الحضارات" زاروا خلالها المواقع الأثرية.

وقال المتحدث باسم الحملة والمرشد السياحي، زيد الأزهري، إن الإسرائيليين يغلقون المواقع الأثرية 10 أيام كل عام بهدف إقامة احتفالاتهم ويزورنها بشكل متكرر بحماية من جيش الاحتلال، ويهدم الجيش منشآت سياحية لأهالي البلدة.

وعن مواجهتهم لسياسة الاحتلال ذكر الأزهري، نحن نحث المواطنين على زيارة البلدة التي نسعى لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" بهدف تأكيد وتثبيت هويتها الفلسطينية إلى جانب التعبير عن رفضنا للقرارات الإسرائيلية.

وأوضح الأزهري، أن جامعة "أرائيل" في مستوطنة أرائيل المقامة على أراضي الضفة الغربية أعلنت نيتها إجراء حفريات أثرية في الموقع التاريخي التي تعادل مساحته 115 دونما لعزل المنطقة الأثرية، وفرض رسوم دخول من قبل سلطة الطبيعة والحدائق العامة الإسرائيلية.

وقالت المشرفة على حملة "سبسطية.. شمس الحضارات"، بثينة حمدان، "أردنا من خلالها إبراز القيمة التاريخية للبلدة ودحض الرواية الإسرائيلية ولنحذر من مخاطر المشروع التهويدي الذي يتهددها".

وأضافت أن إسرائيل تسرق التراث الفلسطيني من البلدة التي تعد البلد السياحي الثالث في فلسطين بعد مدينتي القدس والخليل، ويجب أن يكون لسبسطية حضور ثقافي وشعبي وسياسي.

كانت سلطات الاحتلال أعلنت في العام 1978 بلدة سبسطية جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، وتضم البلدة إضافة إلى جامع النبي يحيى، والمسرح الروماني مواقع أثرية منها معبد أغسطس، وكنيسة الرأس، وكذلك العديد من الأعمدة التاريخية.