طابور أمام مستودع الأنابيب.. وآخرته «فوت علينا بكرة»

08:52 م | الثلاثاء 20 سبتمبر 2016

الطابور ليس جديداً عليهم، ولا طول ساعات الانتظار، ولا الزحام والتكدس وتجاهل مسئولى المستودع الرد عليهم، كل هذا اعتادوه مرة تلو الأخرى، من فرط تكراره، لكن الجديد بالنسبة لهم كان فى النتيجة التى يحصدونها بعد كل هذا، إذ يفاجأ أهالى عين الصيرة ومصر القديمة بأن أنابيب المستودع فارغة، ما يعنى بالنسبة لهم العودة من جديد وتكرار الزيارة بنفس خطواتها المملة.

{long_qoute_1}

«على الأقل كنا بنستنى فى الآخر بناخد أنبوبة، دلوقتى تستنى بالساعات وفى الآخر يقول لك الأنابيب فاضية، فإما تروح وتيجى تانى، أو تخرج على باب المستودع تلاقى اللى يبيعها لك بـ60 جنيه».. صحيح أن الحديث على لسان محمد عبدالحميد، أحد «سكان» طابور مستودع عين الصيرة، لكنه حال أغلب ضحايا الطابور، يؤكد: «بقالنا أسبوعين على الحال ده، أول أسبوع كان فى المستودع أنابيب بس قليلة واللى كان بيلحق، لكن فى الأسبوع التانى الأزمة زادت وما بقاش فيه خالص، بقينا نقف على الفاضى بالطابور وعندنا أمل ناخد أنبوبة لكن مفيش جديد»، معاناة يومية أصبح العجوز وأهالى المنطقة رهائن لها «كل يوم بنقف الوقفة دى، وفى الآخر الموظف يقول لنا الأنابيب فاضية، وعرضنا عليهم يغلوها بس يوفروها رفضوا، وأكدوا إنه فيه أزمة فعلاً، وإحنا لسَّه بنقول يا هادى، وما دخلناش فى الشتا».

اللهفة التى خرجت بها «أم محمد»، حاملة أنبوبتها الفارغة، تأمل فى استبدالها بأخرى ممتلئة، تلاشت مع الكلمة الصادمة «مفيش أنابيب.. المستودع كله فاضى»، فى البدء كانت السيدة البسيطة تصدق العبارة، لكنها مع مشاهدات بائعيها فى السوق السوداء بأسعار تصل إلى 60 جنيهاً، أيقنت أن ثمة تلاعباً بالحصص الرسمية، وهو ما نفاه أحمد مصطفى، موظف بقسم التحصيل بمستودع عين الصيرة: «مفيش عندنا تلاعب»، لكنه لم ينفِ وجود الأزمة نفسها «طول ما فيه سوق سودا وتهريب لأنابيب البوتاجاز، طول ما الأزمة هتفضل مستمرة».