بروفايل: بيريز.. غيبوبة سفاح

كتب: الوطن

بروفايل:  بيريز.. غيبوبة سفاح

بروفايل: بيريز.. غيبوبة سفاح

له أيادٍ سوداء فى كل الأحداث التى شهدتها المنطقة، هو آخر بناة دولة الاحتلال الأوائل، يبدو بطلاً قومياً فى أعينهم، بينما يراه كل عربى «سفاحاً» ضمن قائمة طويلة للقتلة فى الكيان الصهيونى البغيض، هو آخر من تبقى من مؤسسى إسرائيل، وأحد أقوى رجالاتها التى حل عليها رئيساً، يدخل الآن شمعون بيريز فى غيبوبة قد تطول بعد إصابته بجلطة دماغية.

«بيريز»، المولود فى بولندا عام 1923، مهدد بأن يلقى نفس المصير المحتوم لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق آريئيل شارون، الذى قضى سنوات طويلة فى غيبوبة سريرية أفضت إلى موته فى النهاية، رغم أن أطباء الرئيس الإسرائيلى يجزمون بأن حالته مستقرة وأنه لم يتعرض لسكتة دماغية حتى الآن. غادر الرئيس الإسرائيلى بولندا برفقة أسرته إلى الأراضى الفلسطينية عام 1934 بينما كان يبلغ من العمر 11 عاماً فقط، لينشأ ويتربى فى «تل أبيب» قبل أن ينضم إلى قيادة تنظيم عصابات «الهجاناه» الإرهابى الذى مارس أعمال قتل وحشية ضد الفلسطينيين، وعمل إلى جانب دافيد بن جوريون وليفى أشكول اللذين يعدان من أبرز السياسيين الإسرائيليين وكبار زعماء الدولة بعد تأسيسها، وبات «بيريز» بمثابة «الابن الروحى» لـ«بن جوريون» وتلميذه سياسياً حتى اليوم. دهاء «بيريز»، البالغ من العمر 93 عاماً، كان كفيلاً بأن ينقله سريعاً من منصب إلى آخر.

خبرات الرجل الذى يلقبه العرب بـ«القاتل والسفاح»، لا تتوقف عند حد المجالين العسكرى والسياسى، فقد كان ضابطاً بجهاز الاستخبارات الإسرائيلى، وكان المسئول الرئيسى المكلف بالتعامل مع الجاسوس المصرى الشهير أحمد الهوان والمسئول عن تدريبه فى الفترة ما بين 1967 وحتى عام 1977، كما كان له دور كبير فى العدوان الثلاثى على مصر، من خلال التعاون العسكرى الذى نظمه مع فرنسا وأدى إلى الهجوم على مصر عام 1956. اليوم، يحبس الساسة الإسرائيليون أنفاسهم تحسباً لما قد ينتهى إليه مصير «بيريز» الذى حصل على جائزة «نوبل» للسلام عام 1994 بالمقاسمة مع الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحاق رابين، خصوصاً أنه تعرض لوعكتين صحيتين فى غضون 10 أيام فقط فى يناير 2016، قبل أن تسوء حالته ويتعرض لجلطة فى الدماغ يوم الثلاثاء الماضى.


مواضيع متعلقة