قتيل مصرى جديد فى إيطاليا.. وأسرته تطلب تدخل الرئيس

10:06 م | الجمعة 16 سبتمبر 2016

تسود حالة من الغضب داخل قرية «ميت الكرما» بالدقهلية، بعد مقتل عبدالسلام السيد المنجى الدنف، 54 عاماً، دهساً، على يد سائق شاحنة تابعة لشركة توزيع المنتجات والمواد الغذائية، التى يعمل بها بمدينة «بياتشينزا»، شمال إيطاليا. {left_qoute_1}

وكان «عبدالسلام» قد التحق للعمل بالشركة، منذ فترة، لكن الفترة الأخيرة شهدت خلافات بين العمال والإدارة، أصدرت على أثرها الأخيرة قراراً بفصل 13 منهم، فوجد نفسه مجبراً على إعلان تضامنه مع زملائه وشارك فى مظاهرة للتنديد بإدارة الشركة، إلا أنه لم يعرف أن دفاعه عن حقوق زملائه سيكون نهاية حياته، حيث أمر رئيس المخازن أحد سائقى الشركة بدهس من يقف أمام السيارة أثناء خروجها محملة بالبضائع، فنفذ السائق الأمر بكل بساطة لينهى حياة عبدالسلام السيد المنجى الدنف، 54 عاماً، أمام أعين زملائه ونقابة العمال بالمصنع.

وفى منزل صغير متواضع بقرية ميت الكرماء جلست فتحية حامد محمد، 70 عاماً، والدة المجنى عليه، ترتدى الملابس السوداء وحولها عدد كبير من نساء القرية وبناتها وزوجات أبنائها، دون أن يتوقفن عن البكاء حزناً على فقيدهن، حاولت الأم المكلومة استرجاع ما تبقى من شيخوختها، لتروى مأساة نجلها قائلة: «قالوا لى ابنك اتخبط ومات بكيت ومش عارفة أعمل إيه، وهو الكبير بتاعنا، مفيش فى إيدى حاجة أعملها، وشفت صورته وهو جثة مرمى على الأرض، ربنا ينتقم من اللى عمل فى ابنى كده، ابنى عبدالسلام هو ابنى الكبير وهو اللى كان بيصرف عليا ويراعينى ويراعى إخواته السيد ومحمد وأحمد ووداد وعمره ما تخلى عن أى حد وهو عنده 3 أبناء أحمد وإلهام توأم وعمرهم 25 عاماً، ومحمد 18 عاماً، وكان يعمل مدرس ثم ترك التدريس وسافر إيطاليا من 15 سنة زى كل شباب بلدنا وأخد زوجته وأولاده معاه وكان بينزل إجازة كل سنة بزوجته وأولاده وآخر إجازة ليه كانت من سنة».

واستكملت الأم حديثها لـ«الوطن»، مشيرة إلى أنها كانت تنتظر زيارته مثل كل عام، إلا أنها فوجئت بخبر وفاته، وأضافت: «قتلوه غدر، واعتبره ابنك يا ريس عبدالفتاح السيسى عاوزينك تتدخل وتجيب حقه ودم ابنى فى رقبتك يا ريس زى ما كانوا بيطالبوا بحق ابنهم اللى مات فى مصر إحنا عاوزين حق ابنى واللى قتله معروف».

وقالت وداد الدنف، شقيقة المجنى عليه، إن الفقيد التحق بالشركة للعمل بالمخازن منذ 10 سنوات، وعمال الشركة قرروا الإضراب عن العمل ومنع جميع سيارات الشركة من الخروج، لفصل 13 عاملاً من بينهم، ونظموا تظاهرة سلمية حضرت على أثرها نقابة العمال للتفاوض مع الشركة، فيما وقفت الشرطة تشاهد ما يحدث بهدوء، إلا أن رئيس الوردية طلب من سائقى الشاحنات الدخول بالقوة ودهس أى عامل يقف أمامهم واعتبر العمال أن ما يقوله مجرد تهديد لن ينفذه، وسرعان ما تحرك السائق الإيطالى ليدهس «عبدالسلام» الذى مات فى نفس اللحظة بعد أن أصيب بكسر فى القفص الصدرى والجمجمة.

ووصفت موقف السفارة والخارجية المصرية بالمتخاذل، مضيفة: «أخاف أن يكون دم أخى مقابل دم (ريجينى)، والعمال المصريين فى إيطاليا غاضبين وعملوا مظاهرات ودعوا لاحتجاجات هناك، ولكن أنا أريد حق أخى من دولتى، أريد أن تحافظ على دم أخى، فهو دم مصرى ودم المصرى مش رخيص»، وطالبت بإعادة جثمان شقيقها إلى مصر ولن يحدث هذا إلا بتدخل الجهات الرسمية المصرية لإعادة جثمانه.

وأوضحت شريهان مكرم، زوجة شقيق الضحية، أن زوجها أيضاً يعمل فى إيطاليا، مشيرة إلى أنه فى حالة صدمة منذ سماعه الخبر ولا يكف عن البكاء، مطالبة بسرعة إنهاء إجراءات نقل الجثمان إلى مصر، فيما أكد خالد محيى وفا، من أهالى القرية ومقيم فى إيطاليا، أنه بعد تظاهر العمال، عقدت الشركة اتفاقاً مع مسئول حقوق العمال إلا أن الشركة خانت الاتفاق ولم تنفذه، ومن المعروف أن إضرابات العمال فى إيطاليا تستلزم إيقاف العمل تماماً حتى تكون وسيلة ضغط على الإدارة، إلا أن أحد المسئولين أمر بدهس من يقف أمام سيارات الشركة، مضيفاً: «فوجئنا بأن الشرطة أخلت سبيل السائق، وإذا لم يتحرك السفير ووزير الخارجية ورئيس الجمهورية حقه هيضيع مثل الكثير ممن ضاعت حقوقهم، الدولة يدها طويلة وتستطيع الحفاظ على حقوق أبنائها وعندنا والحمد لله رئيس قوى».

وأشار إلى أن التحرك الرسمى حتى الآن لم يكن على المستوى المطلوب، والمصريون هناك جميعاً متضامون معهم، ودعوا لوقف العمل غداً، وحتى النقابات العمالية هناك أعلنت تضامنها، للحفاظ على حقه، لأن الحادث وقع أمام أعين العمال والمسئولين، وأوضح أنه لو لم يتم تحرك رسمى مصرى قوى سيكون دم أى مصرى مباحاً فى العالم كله، وتضيع حقوقهم وهيبتهم أمام جميع الجنسيات الأخرى، لافتاً إلى أن جيهان جمعة أحمد، زوجة الضحية، سافرت إلى إيطاليا لحضور إجراءات تسليم الجثة وتوكيل محامٍ للدفاع عن حقوق زوجها.