نفوق أسماك بحيرة مريوط.. و«الصيادين»: الصرف الصناعى السبب

10:16 م | الأربعاء 14 سبتمبر 2016

عادت ظاهرة نفوق الأسماك إلى بحيرة مريوط بالإسكندرية، وطفت الأسماك النافقة على سطح المياه، بالقرب من الطريق الصحراوى بمنطقة القبارى، أمس، الأمر الذى أثار غضب الصيادين من استمرار إلقاء الشركات والمصانع الكبرى للصرف الصناعى فى البحيرة، مؤكدين أن نسبة التلوث فاقت قدرة الكائنات الحية على التحمُّل، مما يتسبّب فى نفوقها.

{long_qoute_1}

وأوضح إبراهيم حلموش، صياد، أن المسئولين سمحوا بإقامة المصانع على ضفاف البحيرة وفى محيطها وتغاضوا عن إلقاء مخلفاتها فى المياه ومنعوا الزريعة، وحاربوا الصيادين، متهماً المسئولين بتدمير المصادر الطبيعية للثروة السمكية لحساب رجال الأعمال من أصحاب المزارع السمكية. وأشار إلى أن المستثمرين يحاربون أى مبادرة لإصلاح أحوال البحيرة وعودتها إلى سابق عهدها. وقال محمد رزق، صياد: «لو حد وضع إيده فى الميه، الجلد بتاعه ممكن يُصاب بحكة شديدة، غير أنه فى بعض المناطق من الممكن أن يُصاب الجلد بحروق طفيفة، نتيجة كم مخلفات المصانع الكيميائية التى تصبها المصانع فى مريوط، دون رقابة من المسئولين». وأضاف السيد سعيد، أحد صيادى بحيرة مريوط: «كنا زمان بنطلع 10 طن فى اليوم، ولو قعدنا طول اليوم هنطلع سمك، دلوقتى ممكن نقعد يوم كامل ومانكملش كلنا طن سمك على بعضه». ولفت إلى أن التلوث قتل الزريعة، وتسبب فى هلاك أكبر مصدر للثروة السمكية فى مصر، التى كانت تصدّر أسماكها إلى خارج المحافظة.

محمد الفار، نقيب الصيادين بالإسكندرية، أكد أنهم أرسلوا مئات الشكاوى إلى المسئولين لمواجهة أزمة اختلاط مياه البحيرة بالصرف الصحى ومخلفات المصانع، إلا أن الحكومة ومسئوليها تعمّدوا تجاهل شكاوى الصيادين، وباتت البحيرة مصباً لمخلفات المصانع المحيطة بها، ومياه الصرف، والنتيجة نفوق الأسماك وضياع الثروة السمكية، وتشريد مئات الصيادين وأسرهم. وأردف محروس أبوإيمان، أحد شيوخ الصيادين العاملين ببحيرة مريوط، قائلاً: «منذ ما يقارب 10 سنوات كان كل منا يستطيع ملء قاربين كاملين من الأسماك، سعة كل منهما تزيد على ٧٠ كيلوجراماً، وكانت الإنتاجية الكلية للبحيرة فى اليوم الواحد تبلغ ما يزيد على ٢٠٠ طن من أفضل أنواع الأسماك». فى المقابل، أعلن المهندس سلامة أبونعمة، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية بالإسكندرية، عن تشكيل لجنة لفحص شكاوى نفوق الأسماك، والتأكد من صحتها والتعامل معها باهتمام شديد، مؤكداً حرص الهيئة على تطهير البحيرة بشكل دورى، والحفاظ عليها من أى تلوث، ومعاقبة أى شركات أو مؤسسات أو أفراد يثبت تورطهم فى إلقاء الصرف الصناعى أو أى مواد مضرة بالبيئة، فى مياه البحيرة.