الميريلاند: «أرض السعادة» تحولت لخرابة كبيرة

كتب: إمام أحمد

الميريلاند: «أرض السعادة» تحولت لخرابة كبيرة

الميريلاند: «أرض السعادة» تحولت لخرابة كبيرة

حديقة واسعة تمتد مساحتها لنحو 50 فداناً فى قلب واحد من أرقى أحياء القاهرة، يسمونها «رئة» مصر الجديدة، لكن اسمها الأشهر هو «أرض السعادة» كما أطلق عليها الرئيس جمال عبدالناصر عام 1963.. أكثر من 65 عاماً مرت على تأسيس الحديقة منذ افتتاحها فى عهد الملك فاروق 1949، شهدت خلالها أكثر من تحول، من أرض لسباقات الخيل فى العهد الملكى إلى حديقة عامة واسعة للترفيه عن المواطنين فى الحقبة الناصرية وصولاً إلى وضعها الحالى كمجرد «خرابة» واسعة، وأرض مهجورة، تتردد بشأنها قصص وحكايات لا يعرف أحد مدى صحتها.

«هيشيلوا الحديقة خالص؟ ويعملوا مكانها جراج؟.. لا مشروع استثمارى كبير؟.. رجل أعمال وراء القصة؟ يمكن الحكومة؟.. طب ليه سايبينها على الحال ده؟»، علامات استفهام عديدة يطرحها كثيرون دون أن يجدوا إجابات لها، لكن الواقع الذى يطالعونه كل يوم يزيد من الأسئلة والاستفسارات، فالحديقة الشاسعة تبدو مثل أرض مهجورة، والأرض الخضراء تحولت إلى طين وتراب وبرك مياه طافحة، والأشجار والنباتات بلا أى مستوى من الرعاية، فيما تتحول بعض أركانها ليلاً إلى أماكن لممارسة الأعمال المنافية وتعاطى المخدرات، بحسب شهادة أنور محمد، أحد سكان حى مصر الجديدة، الذى يقيم فى عمارة مواجهة للبوابة الرئيسية للحديقة: «متعود أتمشى على رصيف الحديقة ساعة على الأقل يومياً، بنزل الصبح بدرى فى يوم الإجازة، أما أيام العمل بتمشى بالليل، أكتر من مرة أشوف حاجات غلط بتحصل، وشباب بيعدوا من السور ويدخلوا الحديقة بالليل، وقبل كده سمعنا عن ناس مسكوا شاب وفتاة جوه كانوا فى أوضاع مخلة»، مشاهد وحكايات تثير غضب الرجل الأربعينى عند استدعائها، يتساءل: «إزاى سايبين حديقة بالحجم ده، والأهمية دى كده.. لا رعاية ولا اهتمام ولا أى حاجة خالص؟ لو حد خطف حد وقتله جوه ماحدش هيحس بيه»، يتذكر وضع الحديقة حتى التسعينات والألفية الجديدة، موضحاً أنها كانت من أرقى الأماكن فى مصر الجديدة، إلا أن السنوات الأخيرة تعرضت خلالها إلى إهمال قد يكون مقصوداً لشرائها من جانب أحد رجال الأعمال حسب قوله: «سمعنا كده، واللى بنشوفه قدامنا بيأكد اللى سمعناه، والحكومة كانت عايزة تدبح كل الأشجار وبعد ضغط من السكان وتواصل مع الإعلام توقفوا، يا عالِم بكرة ناويين يعملوا إيه»، لدى الرجل الأربعينى 3 أبناء، أوسطهم فتاة فى الثالثة عشرة من عمرها، يمنعهم من المرور بجانب أسوار الحديقة ليلاً كى لا يتعرضوا لأى أذى: «المكان بقى مخيف، كان اسمه زمان أرض السعادة، ودلوقتى أرض الخوف».

لا يوجد فى الحديقة من الداخل إلا بقايا تتآكل شيئاً فشيئاً، مقاعد غير صالحة، ودورات مياه قديمة، ونجيلة تبدو كأن قطعان من الماشية والخراف والماعز مرت عليها، وأكوام أتربة موزعة بين جنبات الحديقة التى تحولت إلى بيت رعب واسع بعد أن كانت ساحة للترفيه والمتعة، يتابع «أنور» حديثه قائلاً: «إحنا جيران المكان أكتر ناس متأذية من الوضع ده، وقدمنا شكوى واتنين وتلاتة علشان يطوروها لكن مفيش حد بيسمع، وبيمر يوم ورا التانى والوضع زى ما هو».


مواضيع متعلقة