عمال المنيا العائدون من ليبيا: "حرمنا نسافر تاني وتعرضنا لضرب وإهانة وتجويع"

كتب: اسلام فهمي

عمال المنيا العائدون من ليبيا: "حرمنا نسافر تاني وتعرضنا لضرب وإهانة وتجويع"

عمال المنيا العائدون من ليبيا: "حرمنا نسافر تاني وتعرضنا لضرب وإهانة وتجويع"

عاد، أمس، 9 عمال من أبناء قرية تندا، التابعة لمركز ملوي، بجنوب محافظة المنيا، والذين كانوا محتجزين بمدينة مصراته الليبية علي يد قوات مسلحة يرجح أنهم تابعين للجيش الليبي، ولذلك لعدم حملهم جوازات سفر، فيما يزال العامل العاشر محتجز هناك في ظروف غامضة.

وقال العائدون، إنهم قضوا 25 يوماً فى السجون الليبية، بعد أن تم إلقاء القبض عليهم لعدم حملهم جوزات سفر، أو وثيقه تثبت دخولهم للأراضي الليبية بطريقة شرعية، وأنهم تعرضوا للإهانة والسرقة والتعذيب، وأسئلة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال أيمن عشري على عبد الرحمن، إنه أثناء عودته من ليبيا إلى القاهرة لحضور عيد الأضحى، أتفق وباقي زملائه وعددهم 11 بينهم أثنان من محافظة الدقهلية، مع سائق ليبي، لتوصيلهم إلى الحدود المصرية، وقرب بوابة "مصراته"، قال لنا السائق "اللي يسألكم قولوا أنكم جايين هرابى وهما هيعدوكم على طول"، وبالفعل عند دخولنا إلى البوابة سألنا أحد المجندين أين جوازات السفر فقلنا له "أحنا مش معانا جوازات أحنا جايين هرابى"، فتم احتجاز 10 وإخلاء سبيل 2 أخرين ممن كانوا يحملون "وثيقة"، والوثيقة تعتبر بمثابة جواز سفر فى ليبيا يتم استخراجها بـ 500 دينار ليبي من جهات حكومية ليبية.

وأضاف علاء أحمد على عبد الرحمن، 26 سنه، نجار مسلح، بعد إلقاء القبض علينا من قبل الجيش الليبي تم تحويلنا لمكتب الهجرة غير الشرعية، وقبل دخولنا إلى المكتب تم تفتيشنا تفتيش ذاتي وتم أخذ جميع هواتفنا المحمولة، وجميع ما نمتلكه من حقائب وأموال وملابس بحجة وضعها فى الأمانات، ولم تعود هذه الممتلكات لنا مره أخرى، وتم اصطحابنا وكنا 10 أشخاص إلي السجن عدا "محسن " أحد أصدقائنا والذى لم يتم الإفراج عنه حتى الآن دون أى أسباب وتم الإفراج عنا جميعاً.

وأشار علاء، واجهنا في مكتب الهجرة غير الشرعية عدة أسئلة منها، أنت تبع السيسي ولا القذافي، وفي حالة الإجابة بأننا مصريين نتبع السيسي يتم تعذيبنا، كما أن السجن الذي مكثنا فيه عباره عن مدرسه  محاصره بقوات أمن مكثفة، والغرف مساحتها لا تزيد عن 30 متر وكل متر ونصف يتم وضع مرتبة من الإسفنج مخصصة للنوم لفردين أو ثلاثة، والطعان قليل جداً، مكون من طبق أرز أو مكرونة لعدد 6 أفراد طوال اليوم.

ولفت "علاء"، طوال الفترة التي قضيناها داخل السجون الليبية، كنا نتعرض كل 3 ساعات للتعذيب، بالخرطوم ومواسير المياه البلاستيكية، وإهانة وألفاظ بذيئة على المصريين، وعندما يأتى الماء تبدء الحفلة يقوموا بعض الجنود باستدعاء مجموعه من المصريين يسألونهم، أنتم تحبون الرئيس السيسي، واذا كانت الإجابة بنعم تبدأ حفلة التعذيب.

وقال محمد عشري على عبد الرحمن، 16 سنه، وجدنا فى السجون الليبية قمه الاستغلال، فبين الحين والأخر يدخل علينا أحد المجندين بسجن طرابلس، ليعرض علينا الاتصال بالهاتف المحمول الخاص به بأسعار خيالية علشان نطمأن الأهل فى مصر، وكان سعر الرنة فقط بـ 25 دينار وليس المكالمة أو المدة أو الدقيقة، بمجرد أنك ترن فقط بـ 25 دينار يقول لك "رن على أهلك وهما يعاودوا الاتصال عليك"، وعندما نتلقى اتصال من أقاربنا فى مصر تكون الدقيقة أيضاً بـ25 دينار، ناهيك عن قص الشعر الإجباري مقابل 35 دينار، لم يكن الهدف من قص الشعر هو النظافة فى السجون ولكن الاستغلال فقط.

وقال أحمد السيد فؤاد، كانت تأتى زيارات من منظمة الهلال الأحمر وحقوق الإنسان فى السجون، وقبل هذا اليوم يتم التنبيه علينا، بأن نقول أن الطعام والملابس جيده، والمعاملة حسنة للغاية، وأن لا يوجد ضرب أو إهانة، واذا حاولت أن تجاوب عكس ذلك سيتم تعذيبك، والمدهش أن تلك المنظمات عندما تأتى لزياره للسجون قبل أن ترحل تترك "مؤن طعام" لنا، من جبن وعيش ومرابات وحلاوة، وبعد مغادرة هذه الوفود تختفى تلك المؤن، وتعود المعاملة السيئة مره أخرى، وتابع أنا حرمت أسافر ليبيا تاني".

وقال محمود عبد الفتاح خميس جمعه، 18 سنه، لولا تدخل الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي، والخارجية المصرية، لم نعود إلى أرض الوطن مره أخرى، خاصة أن الجيش الليبي كان دائماً يقول لنا لا تفكروا فى العودة إلا بعد عامين "ونحمد ربنا على العودة"، لافتاً أن المعاملة التى كانت من قبل الجيش الليبي للمصريين كان هدفها الأول والاخير إخفاء عجزهم فى الوقوف أما رئيس مصر القوى الرئيس عبد الفتاح السيسي فنحن فى أى دولة وأي مكان نفتخر بالرئيس ونفتخر بالمخابرات الحربية والعامة والخارجية المصرية.

وناشد العائدون من الاحتجاز، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتدخل للإفراج عن أبن قريتهم محسن أمين عبد العزيز أحمد 23 سنه، حداد، والذي مازال محتجزاً هناك.


مواضيع متعلقة