مواطنون لكن لا يأكلون اللحمة: العيد «فرخة»

09:39 م | الأربعاء 07 سبتمبر 2016

لا يعرفون شيئاً عن حملات مقاطعة اللحوم، لكنهم مقاطعون بالفطرة، لا تطأ أقدامهم محال الجزارة إلا فى عيد الأضحى، لكن يبدو أن أقدامهم هذا العام لن تتجاوز عتبات المحال، فاللحوم التى ارتفعت أسعارها لتتجاوز المائة جنيه فى بعض المناطق أجبرتهم على مواصلة المقاطعة، ولسان حالهم: «بلاها لحمة.. ناكل فراخ».

{long_qoute_1}

كان الأب يسير مع ابنه أمام أحد محال الجزارة فى فيصل، وقف الابن جاذباً يد والده نحو اللحوم المعلقة قائلاً له: «اللحمة أهى يا بابا»، فنظر والده إلى لافتة الأسعار «95 ضانى و89 كندوز»، وواصل السير بينما يلح عليه الصغير لشرائها مثلما وعده، مشهد صادم يرويه «أحمد رفعت»، صاحب محل الجزارة، حدث أمام عينيه، أصابه بإحباط وكاد أن ينادى على الصغير ليمنحه كيلو من اللحم الذى يشتهيه: «مش قادر أنسى منظر الأب لما بص على الأسعار وخد ابنه ومشى، حاجة تقطّع القلب».

إدراكه لحجم الأزمة التى يعيشها المواطنون خاصة سكان المنطقة القريبة منه جعله يكتفى هذا العام بالمعروض من اللحوم: «كل سنة كنت بجيب عجول قدام المحل وأبدأ أدبح كل يوم قبل العيد مباشرة، السنة دى معملتش كده لأنى شايف الإقبال ضعيف، والعجول لو اتركنت عندى هتخس وهخسر فيها، يبقى بلاها أحسن». ضعف الإقبال دفع «رفعت» إلى خفض الأسعار إلى 85 جنيهاً، على أمل جذب الزبائن: «مفيش شغل خالص، وفيه ناس مش هتشترى خالص، الناس ماشية بالزق، باضطر أنزل السعر عشان أبيع، الكيلو بـ85 جنيه وأحط عليها حتة ملبسة تعوض فرق السعر».

لم يتردد وليد حسن فى إعلان مقاطعته للحمة بعد ارتفاع أسعارها: «العيد جاى مع المدارس ودخلة الشتا، هنجيب إيه ولا إيه، ليه أجيب كيلو لحمة بـ90 جنيه، ومش هيكفى العيال، الحمل تقل على الواحد وربنا يكون فى عون الناس كلها».

أمام جزارة أحمد ماهر، تجمع عدد من المواطنين لشراء اللحوم، التى يبيعها أقل من المحال الأخرى: «مش كل اللى واقف بيشترى لحمة، فيه ناس جاية تاخد مواسير، بنبيع الكيلو بـ5 جنيه، وفيه ناس بتشترى لحمة بالنص والربع كيلو».