مجند صاعقة رفض القفز من القطار لينقذ زملاءه

08:13 م | الأربعاء 07 سبتمبر 2016

كان فى طريقه لمحافظة قنا فى صعيد مصر، مسقط رأسه، لقضاء إجازة عيد الأضحى بين أسرته بمدينة قفط، وبصعوبة بالغة حصل المجند صاعقة «أشرف العبادى»، 23 سنة، على سبعة أيام إجازة، كان يتمنى أن يقضيها بين أسرته، لكنه لم يتخيل أن يستقر به الحال فى مستشفى العياط بين المصابين، بعد أن أنقذ عدداً من ركاب قطار العياط، الذى انقلب، صباح أمس، بينما مات اثنان آخران بين يديه، ده طبعاً بخلاف وفاة ثلاثة آخرين وإصابة 27 مواطن فى إنقلاب القطار الذى أصبح سمة حوادث الأعياد فى مصر، وخاصة عند مدينة العياط.

{long_qoute_1}

رقد «العبادى» ببدلة سلاح الصاعقة العسكرية، على سرير بمستشفى العياط، يتلقى العلاج من الإصابات التى لحقت به فى حادث القطار، وحكى: «حسيت بالخطر وقت ما القطر اتهز جامد، وقتها جريت على أقرب شباك عشان أنط أنا وزمايلى، وننجى نفسنا من الموت، لكن شفت واحد مصاب، فوقفت وغيرت اتجاهى له، وقدرت أنجيه وأنجى كام واحد من المصابين من الموت بفضل الله، بس للأسف شفت 2 منهم بيموتوا بين إيديا وما عرفتش أعمل لهم حاجة». وبينما كان «العبادى» يحاول بكل قوته إخراج أحد الأجساد الممزقة من داخل عربات القطار المحطمة، فوجئ بتحرك قطع من حطام القطار، لتسقط قطعة كبيرة منها على رأسه، ويسقط هو مغشياً عليه، وينقل للمستشفى مصاباً فى يديه وساقه اليمنى، وحين حاول بعض الأهالى أن يساعدوه على الاتصال بأهله، رفض، خوفاً من إزعاجهم بذلك الخبر وما جرى له خلال رحلة العودة، وراح يلح على الممرضة لتخرجه من المستشفى على مسئوليته الشخصية ليستكمل طريقه نحو أسرته فى الصعيد، ليقضى معهم ما تبقى من وقت فى إجازته القصيرة: «كفاية الوقت اللى ضاع»، دون مبالاة بإصابته، فتحرك والدماء تلطخ بدلته الميرى، مقسماً أنه لن يعود لركوب القطار مرة أخرى فى طريقه لأهله. ورغم إصراره على مغادرة المستشفى، إلا أن إدارتها تصر على بقائه لتلقى العلاج حتى الشفاء التام.