الجيش السوري يحتوي "غزوة مروان حديد" ويستعد لمواجهة "جيش حماة"

كتب: الوطن

الجيش السوري يحتوي "غزوة مروان حديد" ويستعد لمواجهة "جيش حماة"

الجيش السوري يحتوي "غزوة مروان حديد" ويستعد لمواجهة "جيش حماة"

إثر انشقاقه عن "جيش الفتح" قبل عام لرفضه القتال ضد تنظيم "داعش"، عاش تنظيم "جند الأقصى" عزلةً تعززت لاحقًا.

وقد تمثل سبب هذه العزلة بامتناعه عن المشاركة في العمليات العسكرية في جنوب - غرب حلب.

لكن العزلة لم تمنع التنظيم، المتهم من قبل الفصائل الأخرى بميوله "الداعشية"، من الظهور مرة أخرى وبقوة على الساحة عبر معركة حماة، التي أطلقها التنظيم ضد الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، والتي حقق فيها في الأيام الأولى خروقًا مهمة في دفاعات الجيش السوري.

 فقبل ثمانية أيام، وتحديدًا في 29 أغسطس الماضي، بدأ تنظيم "جند الأقصى" وبعض الفصائل المتحالفة معه هجومًا كبيرًا، ليتمكن لاحقًا من السيطرة على مناطق واسعة في ريف حماة الشمالي، مقترباً من مدينة حماة، حتى أصبح على مسافة أقل من 12 كيلومتراً منها.

ولقد أراد مسلحو "جند الأقصى"، الذين أطلقوا على معركتهم اسم "غزوة مروان حديد"، وهو مؤسس "الطليعة المقاتلة" في جماعة "الإخوان المسلمين"، توسيع دائرة سيطرتهم في مناطق ريف حماه الشمالي عبر التمدد نحو قرية صوران؛ ما جعل قضم المناطق نحو مدينة حماه أمرًا قابلًا للتحقق.

وبالفعل، فقد نجح التنظيم وحلفاؤه خلال اندفاعتهم في السيطرة على نقاط عدة في خط الدفاع المتقدم عن مدينة حماة، أبرزها حلفايا والبويضة وطيبة الإمام وصوران ومعردس، لتصل بعدها الاشتباكات إلى محيط محردة.

واعتمد المسلحون في هجماتهم على مزيج من الهجمات "الانغماسية" والقصف الصاروخي المركز على مناطق وجود القوات السورية؛ الأمر الذي دفع قوات الجيش السوري إلى الانسحاب تحت الضغط الناري الكبير، وكذلك بسبب استخدام منظومات حديثة للدفاع الجوي، بينها صواريخ "إف إن-6" صينية الصنع.

وكان لافتًا أيضًا في الهجوم الأخير اعتماد "جند الأقصى" على انتحاريين من الجنسية السورية، علمًا أن التنظيم تألف أساسًا من المقاتلين العرب والأجانب من غير السوريين، وأسسه أبو عبد العزيز القطري، وكان تابعا لـ"جبهة النصرة" قبل أن ينشق عنها إثر خلافاتها مع تنظيم "داعش".

 ولأن مدينة حماة تمثل قلب سوريا ومركز الوصل بين خطوط وجود وانتشار القوات السورية على كامل جبهات القتال، فإن القيادات العسكرية السورية تنبهت إلى أن سقوطها سيعرقل جميع خطوط التواصل البري بين القوات، ولذا كان القرار سريعًا باحتواء الهجوم، واستعادة السيطرة على المناطق التي خسرها الجيش سريعًا، فوصلت لهذه الغاية وحدات من قوات النخبة في الجيش السوري إلى مدينة حماة لتعزيز خطوط الدفاع عن المدينة، وخاصة في مدينة محردة، وفي جبل عبد العزيز، وفي قرية خطاب ورحبتها العسكرية، وحدة لتخزين وصيانة الأسلحة.

 وبدأت القوات بعد ذلك عملية الهجوم المعاكس، وقالت مصادر ميدانية لموقع "آر تي" إن البداية كانت من معردس، التي استُهدفت بصليات متواصلة مدفعية وصاروخية وبغارات جوية، تبعها تقدم خاطف لقوات المشاة من محور قمحانة؛ حيث تمت استعادة القرية وتأمين قرية الإسكندرية المحاذية.

و أضافت المصادر، أنه إثر سيطرة الجيش السوري الكاملة على قرية معردس، تم اتخاذها منطلقًا لعمليات باتجاه بلدة طيبة الإمام، أقرب البلدات التي لا يزال يسيطر عليها المسلحون، إلى مدينة حماة، وبدأ هدف الجيش الواضح هو الهجوم على طيبة الإمام؛ ما يعني قطع التواصل بين المسلحين المتمركزين في بلدتي صوران وحلفايا، إضافة إلى إشراف القوات على قرية البويضة التي ستمكّن السيطرة عليها من تفكيك قوس السيطرة الذي عمل المسلحون على تشكيله، بين ريف حماة الشمالي-الغربي باتجاه الشرق، للإشراف على المدينة من الشمال.


مواضيع متعلقة