من «أبوالهول» إلى تحت الكوبرى: «أحمد» وقع مع «السياحة»

كتب: عبدالله عويس

من «أبوالهول» إلى تحت الكوبرى: «أحمد» وقع مع «السياحة»

من «أبوالهول» إلى تحت الكوبرى: «أحمد» وقع مع «السياحة»

يملأ كل صباح حقيبته بمجسمات نفرتيتى وكليوباترا وأبوالهول وغيرها من تماثيل الفراعنة، ظل لسنوات يتجه بها إلى محيط أهرامات الجيزة ليبيعها إلى السياح والزائرين، لكنه منذ وقت قريب قصد مكاناً مختلفاً تماماً، تحت أحد كبارى شبرا الخيمة، المدينة الصناعية المكتظة بالسكان، وقف أحمد سعودى، يعلن عن القطعة بجنيه واحد، بدلاً من 10 جنيهات كانت حداً أدنى يبيع به للزبون الأجنبى قديماً. «كل حاجة اتغيرت».. هكذا عبّر الشاب العشرينى، مدققاً النظر عن يمين الكوبرى ويساره خوفاً من رجال الأمن الذين يزورون الكوبرى بشكل مباغت: «أنا عندى مصنع بتاعى أنا وأخويا بنصنع فيه القطع دى من الجبس ونبيعها بالتجزئة والجملة، وكنت زمان ببيع فى محلات تبعنا وكنا مشغلين شباب كتير، ويومياً كنت بنزل أبيع فى الهرم وساحة أبوالهول». أزمة كبيرة ضربت السياحة فى مصر وأثرت على الجميع، من بينهم هذا الشاب العشرينى الذى ينتمى لعائلة ظلت لعقود طويلة تعمل فى سوق البازارات والتحف: «السياحة لما اتضربت ضربتنا معاها وشردت بيوت كتير».

{long_qoute_1}

عدد من الكراتين الفارغة ضمها أحمد إلى جوار بعضها واضعاً مجسماته فوقها، يجلس إلى جوار بضاعته ويعود بذاكرته إلى الوراء: «من 5 سنين كده كنت ببيع القطعة بـ10 جنيه، وكنت ممكن أبيع فى اليوم بـ600 جنيه دلوقتى لو بعت بـ50 أو 70 جنيه أبقى بطل، كانوا السياح يجروا على القطعة ويبقوا مبسوطين بيها، دلوقتى بتحايل على المصرى ياخدها بجنيه ويفاصلنى»، مبيناً أن إنتاج المصنع الذى يتعامل معه تغير من 5 آلاف قطعة إلى ألفين فقط، وأغلب العمالة التى كانت لديهم بحث أصحابها عن أعمال أخرى: «عندى ولد وبنت ملزمين منى ومفروض أوفر لهم حياة كريمة، وأخويا عنده 3 أولاد وكنا زمان عندنا محلات مأجرينها بـ10 آلاف جنيه فى الشهر وسبناها عشان مبقاش فيه شغل».

رغم بساطته، يضع «أحمد»، الذى لم يكمل تعليمه، ما يشبه «روشتة» لعودة السياحة إلى مصر، فهو حسب رأيه لا يرى أن الأخبار المتعلقة بالقضاء على الإرهاب والقبض على العصابات الإجرامية تفيد السياحة فى شىء: «الإعلام مش لازم يصور للعالم إننا بنحارب الإرهاب، لازم نشتغل على حملات ترويج فى الخارج».


مواضيع متعلقة