«محمد» يرسم على الحبوب وورق الشجر واللبان والكاجو.. «عاش يا فنان»

كتب: معتز حسن

«محمد» يرسم على الحبوب وورق الشجر واللبان والكاجو.. «عاش يا فنان»

«محمد» يرسم على الحبوب وورق الشجر واللبان والكاجو.. «عاش يا فنان»

تتعدد أسباب وظروف تنمية المواهب داخل الشخص منذ طفولته، وأحياناً يكون اهتمام الأسرة سبباً، وأحياناً أخرى الأصدقاء، أو ربما صدفة، ولكن مع محمد طارق كان الأمر مختلفاً، فالشاب بدأت موهبته بسبب وزنه الزائد الذى أدى لإهمال أصدقائه له، ففى حين اعتاد أصحابه فى الصغر أن يلعبوا كرة القدم بالمدرسة وأيضا بالشارع «عشان كنت تخين صحابى ماكانوش بيلعبونى معاهم، وأخرى كانوا بيوقفونى جول»، لذلك اتجه «محمد» للبعد عن أصدقائه وبدأ فى تعلم الرسم، حيث وجد فى الورقة والفرشاة خير صديق ومعين له «فى الزعل وأوقات الفرح الورقة والفرشة هما أصحابى مش بيسيبونى ولا أنا باسيبهم» حيث أصبحت هواية الرسم تأخذ معظم وقت «محمد» بدلاً من قضائه مع أصدقائه، اتخذ «محمد» هذا المنوال طيلة حياته وتحولت هواية الرسم إلى عمل يكسب منه رزقه، حتى دخل فترة الجامعة بعد أن أتقن هواية الرسم بشكل عام، وبعد هذه السنوات تدخل الوزن الزائد مرة أخرى ليلعب دوراً مهماً فى حياته، بعد دخوله الجامعة، لاحظ محمد وزنه الزائد فأخذ على عاتقه أن يقلل وزنه «لأنى كنت تخين حبتين قررت أعمل رجيم، وأختى جابت لى كيس إم & إم شيكولاتة صغيرة على شكل دائرة»، وأكمل أن الرجيم فى بدايته كان أمراً صعباً عليه، «فتحت كيس الشيكولاتة وطلعت حباية وعشان ماكولهاش مسكتها رسمت عليها»، ومن هنا جاءت لمحمد الفكرة أن يقوم بالرسم على الأشياء الصغيرة «بعدين خرجت كل الحبوب اللى فى الكيس ورسمت عليها، ولقيت أن الفكرة كويسة جداً»، وهكذا بدأ «محمد» مساراً جديداً فى الرسم، وبعدها بدأ يرسم على الأشياء ذات الحجم الصغير التى يجدها أمامه، «عرضت الحاجات دى بعد الرسم ووريتها لقرايبى وأصحابى وأعجبوا بها جداً»، وبدأ «محمد» بالبحث عن الفكرة على الإنترنت ليزيد من موهبته وتعلمها، ووجد أن هناك غيره من يقوم بالرسم على الأشياء الدقيقة حول العالم، ولكن عددهم محدود جداً، ولكن «محمد» يزيد عنهم أنه يقوم بالرسم دون الاستعانة بأى وسائل أو معدات مثل عدسة مكبرة «أنا مش باستخدم معدات يعنى برسم بعينى الطبيعية»، وعن الأشياء الدقيقة التى بدأ بالرسم عليها كانت (ورقة شجرة ولبان وفاصوليا وكاچو وحبوب ضغط وحبوب قهوة وكبريت على العود نفسه وعلى رأس العود وعلى رز وعلى لب وعلى لوز، وعلى القطعة المعدنية اللى بنرميها من الكانز بعد ما تتفتح، وعلى حبة المكرونة)، وأصبح لمحمد معجبون ومنهم من يطلب منه رسومات على الأشياء الدقيقة، واختتم كلامه بأن «الرسم دلوقتى مش مجرد هواية، الرسم بالنسبة لى بقى كل حياتى ومصدر رزقى».


مواضيع متعلقة