السياسة على مائدة البرامج الساخرة: «همّ يضحّك»

كتب: إنجى الطوخى

السياسة على مائدة البرامج الساخرة: «همّ يضحّك»

السياسة على مائدة البرامج الساخرة: «همّ يضحّك»

بعد مرور عامين على الثورة لم تعد البرامج التليفزيونية الساخرة مجرد حدث إعلامى عابر، بل ظاهرة تتنامى وتحظى بشعبية ضخمة، ظاهرة أعادتنا إلى عادة كانت مرتبطة بفترة السبعينات، وهى التفاف أفراد الأسرة حول شاشة التليفزيون وخلوّ الشوارع من المارة وقت إذاعة تلك البرامج، وأكثرها شهرة برنامج «البرنامج» للإعلامى باسم يوسف. بعد النجاح الذى حققه باسم يوسف على قناة «cbc» سارت قناة «الحياة» على هذا النهج بتقديم البرنامج الساخر «زلطة شو»، وقدمت موسماً جديداً من برنامج «بنى آدم شو» للفنان أحمد آدم، كذلك تقدم قناة «mbc» برنامج «الليلة مع هانى»، لتسيطر البرامج الساخرة على الشاشة الصغيرة، وتسحب البساط من برامج «التوك شو». حرية الإعلام بعد الثورة أعطت المواطن الجرأة فى التعبير عن مشاكله، وتوقعاته من السلطة والرموز السياسية، وهى كانت الدافع بحسب د. نائل السودة، أستاذ علم الاجتماع، لظهور البرامج السياسية الساخرة، ولكن أهم سبب هو محاولة القضاء على فكرة «الهيبة» التى أحاطت بالحاكم والمسئولين فى النظام السابق ليصبحوا مجرد مواطنين عاديين مثل غيرهم فى الدولة، معلقاً: «نعيش مرحلة ثورية، ولدى الشعب رغبة جارفة للتغيير حتى لو كان من خلال البرامج الساخرة». «تضرب عصفورين بحجر».. هكذا وصف مصطفى ياسين، مدير تحرير برنامج «الليلة مع هانى»، البرامج الساخرة؛ فهى تناقش الواقع السياسى، ولكنها فى نفس الوقت تقدمه فى قالب مختلف مضحك بعيداً عن جدية برامج التوك شو، معلقاً: «الضحكة مهمة فى حياة المواطن وسط الضغوط التى يعيشها، وهنا يأتى دور البرامج الساخرة، لأنها تضحكه حتى لو كان الضحك على مشاكله».