«القومى الإسرائيلى»: مصلحة «تل أبيب» فى تعزيز قوتهم

08:26 م | الخميس 01 سبتمبر 2016

فى ظل حالة الترقب والمخاوف التى تثيرها فكرة إقامة دولة كردية فى الوطن العربى، فإن إسرائيل ترى فى تأسيس دولة كردية جديدة فرصة يجب أن تستغلها بقوة فى الشرق الأوسط، حيث ترى تلك الدولة صديقاً محتملاً يمكن أن يسهم إلى حد ما فى فك حالة العزلة العربية الرسمية المفروضة على إسرائيل فى محيطها الإقليمى.

{long_qoute_1}

وبحسب دراسة أعدها المحلل الإسرائيلى عوديد عيران، ونشرها معهد أبحاث «الأمن القومى» الإسرائيلى، فإن «إسرائيل لديها مصلحة كبيرة فى تعزيز قوة المكونات الكردية، خصوصاً أنهم فى الغالب يشكلون عنصراً صديقاً ومستقلاً»، مشيراً إلى أنه فى أغلب الحالات حافظت الأحزاب الإسرائيلية على علاقات جيدة وقريبة مع أقاليم الأكراد شبه المستقلة فى العراق وسوريا وتركيا، وتم تعزيز تلك العلاقات بشكل كبير، تحديداً مع أكراد العراق.

«عيران» أكد أنه فى هذه المرحلة، ستظل طبيعة ونوعية العلاقات بين إسرائيل وبعض المكونات الكردية سرية إلى حد كبير، بسبب طبيعة الحكومة الإقليمية وعدم رغبة إسرائيل فى خلق حالة من الصراع مع جيرانها، وتحديداً الدول العربية وتركيا وإيران. وتابع المحلل الإسرائيلى: «من المفيد والجيد فى الوقت الحالى الحفاظ على العلاقات مع الأكراد، وعلى إسرائيل أن تمهد الطريق والبنية التحتية لعلاقات جيدة مع الأكراد حتى تتحسن الظروف السياسية فى المنطقة بشكل يجعل إعلان تلك العلاقات أمراً طبيعياً».

المحلل الإسرائيلى قال إنه فى سبيل تحقيق الهدف الإسرائيلى، وفى ظل التداعيات المستمرة للحرب فى سوريا والعراق، فإنه يمكن لـ«تل أبيب» أن تصبح وسيطاً لدى الولايات المتحدة لإقناعها بإظهار المزيد من التعاطف نحو فكرة إقامة دولة كردية مستقلة، خصوصاً أن الأكراد غالباً يحصلون على الدعم الغربى وسبق أن أظهروا ولاءهم للولايات المتحدة فى أوقات سابقة.

وتابع: «ويمكن للأكراد فى العراق تحديداً أن يستغلوا نفوذ إسرائيل فى واشنطن لمحاولة التأثير على الولايات المتحدة لدعم الجهود الكردية فى الحصول على استقلال رسمى، والتحول من حالة الأمر الواقع إلى حالة الدولة الحقيقية المستقلة بشكل كامل، إلا أن تلك العملية ستكون طويلة بعض الشىء». وبحسب ما يشير إليه «عيران»، فإنه سيكون على «تل أبيب» أيضاً أن تعمل على إقناع تركيا بأن دعمها للأكراد لا يعد تحركاً مضاداً أو معادياً للحكومة التركية، وإنما يهدف أساساً إلى دعم الأكراد فى مواجهة إيران.

وتابع «عيران»: «أحد السيناريوهات المحتملة فى سوريا هو أن تتحول الدولة السورية إلى دولة فاشلة، ومن الواضح حينها أن مصلحة إسرائيل ستكون فى تعزيز علاقاتها مع الأقلية الكردية بشكل كبير، حيث يمكن لـ(تل أبيب) أن تستفيد كثيراً من علاقاتها مع الأكراد فى سوريا، لتحصل على المعلومات الاستخباراتية والدعم التكتيكى، وستكون هناك مصلحة متبادلة، حيث تستفيد إسرائيل على المستوى العملى على الأرض من الأكراد، فى حين يستفيد الأكراد من وجود إسرائيل كداعم دولى لهم ووسيط محتمل لدى الولايات المتحدة».