من إينونو إلى أوغلو.. تاريخ اغتيالات زعماء المعارضة التركية

من إينونو إلى أوغلو.. تاريخ اغتيالات زعماء المعارضة التركية
شهد التاريخ السياسي لتركيا العديد من محاولات الاغتيال التي استهدفت قيادات الأحزاب السياسية، وكانت دائما تستهدف زعماء المعارضة باستثناء محاولة اغتيال تورجوت أوزال عام 1988.
وحسبما أفادت صحيفة "زمان" التركية، في تقرير لها، بأن حزب الشعب الجمهوري المعارض يعد أكثر الأحزاب المستهدفة في عمليات الاغتيال، بينما يُعد رئيس الحزب الديمقراطي اليساري بولنت أجاويد أكثر رؤساء الأحزاب تعرضا لمحاولات اغتيال.
وأعادت الحادثة التي تعرض لها موكب كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري في أرتفين شمال شرق تركيا الأسبوع الماضي فتح ملف محاولات اغتيال المعارضين في تركيا.
- إصابة إينونو في الرأس:
في 29 أبريل عام 1959 انطلق رئيس حزب الشعب الجمهوري عصمت إينونو في رحلة شملت مدن منطقة إيجة وصفها الحزب بـ"الحملة الكبيرة".
وكانت أول محطات الجولة أوشاك التي أسر فيها إينونز الجنرال اليوناني تريكوبس.
وعند وصول القطار إلى محطة أوشاك وعلى متنه وفد حزب الشعب الجمهوري هاجمته قلة تابعة للحزب الديمقراطي.
وبعد فترة من الوقت اصطدم أنصار الحزبين ببعضهم البعض، في تلك الأثناء أصاب حجر رماه أحد أنصار الحزب الديمقراطي رأس إينونو فسقط على الأرض.
- وابل من الحجارة في توب كابي على إينونو:
أثناء توجه إينونو من أنقرة إلى إسطنبول هاجمته مجموعة من أنصار الحزب الديمقراطي أيضاً على متن شاحنات بالحجارة، وما جعل مهمة المعتدين أسهل هو قطع إحدى سيارات الشرطة الطريق أمام سيارة إينونو التي تم قصفها بالحجارة في منطقة توب كابي.
وفي آخر لحظة فتحت وحدة تابعة للشرطة الطريق وأنقذت إينونو من أيدي المعتدين.
- أجاويد أكثر زعماء المعارضة التركية تعرضا للاعتداءات:
تعرَّض بولنت أجاويد لأول هجوم في عام 1975 في بلدة جارادا بمدينة بولو، فخلال اللقاء الجماهيري الذي عقده في جارادا بعد مرور أسبوعين على تشكيل حكومة الجبهة القومية الأولى قُطع الطريق على أجاويد في مدخل البلدة وتعرض لوابل من الحجارة.
اكتفت قوات الشرطة بمشاهدة الأحداث وعندما انسحبت من ساحة اللقاء استغل المعتدون الفرصة وبدأوا برمي أحجار على الكرسي الذي يجلس به أجاويد، غير أن تدخل قوات الحماية الشخصية أنقذ أجاويد، الذي احتمى بدار ضيافة الحكومة، دون أي إصابات لكن الأحداث أسفرت عن سقوط 70 مصاباً، اثنان منهم عانوا من إصابات خطيرة.
- تعرض أجاويد لهجوم مسلح أثناء زيارته للولايات المتحدة:
أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في 23 يوليو عام 1976 اضطر أجاويد لعقد لقاء جماهيري مضعر أثناء مغادرته الفندق الذي أقام به في مدينة نيويورك بسبب الحشود التركية التي تجمعت، وأثناء كلمته سمع "أجاويد" هتاف سيدة يونانية تقول "اقتله" وعند رؤيته شاباً يونانياً خلفه يدعى ستافروس يسحب السلاح من حول خصره ويصوبه نحوه تراجع "أجاويد" في رد فعل مفاجئ ليقوم بعدها الحرس الشخصي بقتل الشاب اليوناني.
- تعرض أجاويد لوابل من الرصاص في نيفشهير:
في 17 يونيو عام 1980 قُتل النائب السابق لحزب الشعب الجمهوري عن مدينة نيفشهير ورئيسها زكي تاكينر على يد عصابات قومية، وشارك أجاويد ونحو 100 نائب برلماني في مراسم العزاء التي أقيمت بعد يومين، وأثناء العزاء أطلقت النيران من قمة مبني يوجد به مقر جمعية "أولكو يولو".
واستقرت الرصاصات التي صُوبت على رأس أجاويد في التابوت.
- أحداث إلازيغ:
بعد مرور شهرين ونصف على اللقاء الجماهيري في بلدة جارادا تعرض أجاويد لهجوم مسلح من قبل القوميين خلال لقاء جماهيري في مدينة إلازيغ وحمى الحرس الشخصي والنواب رئيس حزبهم بإلقائهم أنفسهم فوقه.
وبعد قطع "أجاويد" كلمته ومغادرة المدينة استمرت الأحداث طوال الليل، ما أسفر عن إصابة أحد أعضاء الحزب في وجهه وتخريب مبنى البلدية ومنازل العلويين ومقار أعمالهم.
- تعرض أجاويد لمحاولة اغتيال في إزمير:
محاولة الاغتيال التي وقعت في منطقة تشيغلي بمدينة إزمير هى إحدى محاولات الاغتيال التي استهدفت أجاويد مباشرة، ففي 29 مايو عام 1977 تعرض أجاويد لمحاولة اغتيال في إزمير بسلاح أحد عناصر الشرطة الرسمية.
وأصابت الطلقة النارية ساق محمد إسفان، الشقيق الأكبر لرئيس بلدية إسطنبول أحمد إسفان الذي كان يقف بجوار أجاويد أثناء محاولة الاغتيال.
- مقتل زعيم قومي عقب سقوط مروحيته بصورة مشبوهة:
توفي محسن يازيجي أوغلو، زعيم حزب الوحدة الكبرى القومي المعتدل مع أربعة أشخاص من حزبه إثر حادث تحطم مروحية كانوا يستقلونها في 25 مارس عام 2009 بمنطقة جبلية بالقرب من ولاية قهرمان مرعش، قبيل أيام قليلة من الانتخابات المحلية التركية.
منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تتبين ملابسات الحادثة ولم تصل التحقيقات المفتوحة إلى نتيجة.
واتهم أقارب يازيجي أوغلو وأنصاره السلطات التركية تعمد التعتيم على الحادثة ونشروا عديداً من الوثائق ومقاطع فيديو تكشف عن تعرضه لعملية اغتيال من قبل شبكة أرجينيكون، حيث كانت التحقيقات الخاصة بها جارية على قدم وساق.
وكان يازيجي أوغلو معروفاً بنزاهته ومعارضته الشديدة لممارسات الفساد داخل أجهزة الدولة ودعمه الصريح لقضية أرجينيكون التي كانت تستهدف تطهير العناصر والعصابات الإجرامية من أجهزة الدولة.
- التفجير الانتحاري الذي استهدف اللقاء الجماهري لحزب الشعوب الديمقراطي:
في الخامس من يونيو عام 2015 وقع انفجاران متتاليان في موقع المحول الكهربائي على الجانب الأيمن من المنصة أثناء انتظار كلمة لرئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش خلال لقاء جماهري.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص.