مواطنون يبحثون عن «حتة لحمة»: «كلنا أحمد»
![صورة «أحمد» التى أشعلت مواقع التواصل](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/18242030761472500835.jpg)
صورة «أحمد» التى أشعلت مواقع التواصل
صورة لطفل يتشبث بقطعة لحم محمَّلة على سيارة نصف نقل، هزت مشاعر المصريين، ودفعت بعض المسئولين لمحاولة الوصول إلى الطفل «أحمد»، ومساعدته بشتى الطرق لإشباعه من اللحوم التى يبدو أنه محروم منها.. خطوة جيدة يرد عليها البعض بسؤال مُلح: فيه كام طفل زى أحمد فى مصر، يبحثون عن لقمة فى صناديق القمامة أو يتسولونها فى إشارات المرور أو ينتظرون العيد كل عام لتذوّقها؟.
«الجزار الشجاع»: فيه ناس بتيجى تشترى حتتين بـ«10 جنيه».. و«العسقلانى»: هناك خطة بدأنا فيها لبيع اللحوم المدعمة فى المنصورة ونتمنى تعميمها
«بنشوف كل يوم 100 طفل زى أحمد، لأننا فى منطقة شعبية والناس غلابة، بيتلموا على باب الجزارة، اللى يقول لك عايز حتة لحمة بـ5 جنيه، واللى يقول طب خد 10 جنيه وادينى حتتين، ولما بقول لوالدى الحاج حسن بيقوا لى اديهم نص كيلو وساعات أكتر»، يقولها «ناصح حسن»، جزار فى شارع «أبوهريرة» بالجيزة.
مع اقتراب حلول عيد الأضحى، تسعى جزارة «حسن الناصح»، الملقب بـ«الجزار الشجاع» إلى مساعدة الفقراء وإدخال السرور على قلوبهم، رغم صعوبة تحقيق ذلك فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم المبالغ فيه: «بنحاول نرخص الأسعار عن باقى السوق، يعنى كيلو الأضحية الصاحية اللى بتتباع بـ42 جنيه وأكتر بنبيعه بـ38، والضانى بـ37، وحتى اللحم البلدى اللى وصل لـ95 جنيه بنبيعه بـ80 وأقل».
5 أطفال حالهم لم يكن يختلف كثيراً عن «أحمد»، كافحت «نجية محمد» من أجلهم، واضطرت للعمل فى الشارع منذ سنوات طويلة لسد جوعهم: «ببيع فراخ فى منطقة ناهيا، وكنت بعانى عشان أجيب لقمتهم والحكومة مش بتساعدنا بحاجة، لحد ما كبروا وبقيت بساعد الناس زى ما ربنا وقف جنبى».
«هياكل فراخ» تبيعها «نجية» مقابل 6 جنيهات للفقراء لإشباع حاجة أطفالهم، وإدخال السرور على قلوبهم فى العيد فى ظل ارتفاع الأسعار: «مين قال ده عيد لحمة.. اللحمة مش للغلابة.. وهياكل الفراخ نواية تسند الزير».
«الصورة على الفيس بوك من 4 شهور، وتعبت لحد ما وصلت لأحمد، لكن الأهم فين وزيرة التضامن الاجتماعى؟»، سؤال يطرحه محمود العسقلانى، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، مؤكداً أن الوزيرة لم تحاول الوصول للطفل رغم أنه ينتمى لشريحة من المفترض أن تشملها رعاية الدولة.
محاولة «العسقلانى» للوصول للطفل صاحب الصورة فسرها بأنها أحد أشكال الدعم، الذى تقدمه الجمعية، مؤكداً أنه فى ظل غياب دور الدولة فى دعم الفقراء، نجحت الجمعية فى تنفيذ تجربة فى المنصورة تتمنى تعميمها فى باقى أنحاء الجمهورية: «عملنا مركز لتوزيع اللحوم بأسعار مدعمة بعد الاتفاق مع الجزار التعاونى، وقدرنا نوصل لقرى معدمة، ونبيع لحمة بـ55 جنيه للكيلو، وخطتنا نوصل لمناطق الصعيد، لأنها تعانى من نسبة فقر مهولة».
صورة أخرى تم تداولها بشكل ساخر