الرئيس الكولومبي وزعيم فارك من عدوين إلى صانعي سلام

كتب: أ ف ب

الرئيس الكولومبي وزعيم فارك من عدوين إلى صانعي سلام

الرئيس الكولومبي وزعيم فارك من عدوين إلى صانعي سلام

جازف رئيس كولومبيا، المحافظ القادم من عائلة ثرية، وزعيم فارك، حركة التمرد الماركسية المنبثقة عن الحركة الفلاحية، بمستقبلهما السياسي للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي ينهي النزاع الذي يمزق هذا البلد منذ أكثر من خمسين عاما.

وسيبقى العدوان السابقان الرئيس خوان مانويل سانتوس، وزعيم "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) في التاريخ، صانعي سلام توصلا اليه أخيرا بعد اربع سنوات من المحادثات بعد الفشل ثلاث مرات في عهد حكومات سابقة.

وقال الرئيس خوان مانويل دوس سانتوس، في تغريدة، اليوم، "في هذا اليوم 29 أغسطس يبدأ تاريخ جديد لكولومبيا، لنسكت أصوات الرصاص، الحرب مع فارك انتهت"، وذلك تكريسا لدخول وقوف اطلاق النار حيز التنفيذ.

وسانتوس، القادم من يمين الوسط الذي انتخب في 2010 واعيد انتخابه في 2014، وزير الدفاع من 2006 الى 2009، قاد من قبل معركة بلا رحمة ضد متمردي "فارك" في عهد سلفه الرئيس ألفارو أوريبي المعارض الشرس لعملية السلام.

واعترف سانتوس، 65 عاما، عند توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الثنائي في يونيو الماضي، "طوال حياتي كنت خصما ثابتا لمتمردي فارك، لكن الآن سأدافع بالتصميم نفسه عن حقهم في التعبير عن رأيهم ومواصلة كفاحهم السياسي بالطرق القانونية وان لم نكن يوما متفقين".

وقال ماوريسيو رودريغيز، أحد أقرب مستشاري سانتوس، ان الرئيس "خاض الحرب ليتوصل" الى السلام. واضاف انه "اضعف متمردي فارك ليجبرهم على الجلوس على طاولة المفاوضات".

والتصميم نفسه عبر عنه رودريغو لوندونيو (57 عاما) المعروف باسمين حركيين هما تيموليون خيمينيز وتيموشنكو.

ويقود "تيموشنكو" حركة التمرد منذ 2011 وهو ثالث زعيم في تاريخ حركة التمرد هذه، وقال، أمس، "آمر (...) كل المقاتلين الى وقف اطلاق النار والاعمال القتالية بشكل نهائي في الدولة الكولومبية".

وأضاف "تيموشنكو"، في يونيو، ان "الاتفاق النهائي سيسمح لنا اخيرا بممارسة العمل السياسي بشكل سلمي وديموقراطي"، مشيرا الى انه في 1964 "كان الامر عبثيا نظرا للسلطات والاحزاب التي كانت موجودة حينذاك".

وتمكن "تيموشنكو" من اقناع رجاله البالغ عددهم حوالى 7500 بضرورة السلام لانه "احد الرجال المحبوبين في فارك" نظرا لقربه من الزعيم التاريخي الراحل مارولاند المعروف باسم "تيروفيخو"، كما قال الخبير ارييل افيلا من مؤسسة السلام والمصالحة.

ينتمي خوان مانويل سانتوس لعائلة ميسورة في بوغوتا. وهو حفيد شقيق الرئيس الاسبق مانويل سانتوس (1938-1942). وقد درس الاقتصاد في الولايات المتحدة وبريطانيا والتحق بفريق صحيفة "ال تيمبو" وتولى عدة حقائب وزارية الى ان وصل الى الرئاسة.

اما "تيموشنكو" فهو من بيئة اكثر تواضعا وولد في منطقة لانتاج البن. وقد ناضل في صفوف حركة "الشباب الشيوعي" قبل ان يدرس الطب في الاتحاد السوفياتي. في 1979 انضم الى "فارك" في 1979 بعد عودته وصعد فيه بسرعة: فبعد ست سنوات اصبح احد قادة امانتها العامة الهيئة القيادية العليا لحركة التمرد.

وعلى الرغم من تعارض شخصيتيهما، التقى الرجلان على هدف واحد. مطلع 2012 كتب تيموشنكو لسانتوس داعيا الى اقامة "طاولة حوار". بعد ذلك تعهدت حركة التمرد التخلي عن خطف المدنيين، بطلب من رئيس الدولة.

في إبريل، افرجت "فارك" عن اقدم رهائنها وهم عشرة شرطيين وعسكريين. اعترف سانتوس حينذاك بان حركة التمرد قدمت مبادرة جدية لحسن النية، لكنها غير كافية.

ومع ذلك بدأت مفاوضات سرية اسفرت عن بدء محادثات سرية في كوبا في نوفمبر 2012. وهذه المفاوضات افضت الى اتفاق تاريخي في 24 اغسطس.


مواضيع متعلقة