المصحف الملون.. صادره «البحوث» ويباع على عتبة «الأزهر»

09:45 م | الاثنين 22 أغسطس 2016

خطوات تفصله عن بوابات الأزهر الشريف والمشهد الحسينى، يقف وغيره عشرات من الباعة، على الأرصفة وأمام المكتبات، لبيع السلعة الأكثر رواجاً، منذ شهر رمضان وحتى عيد الأضحى، يظل المصحف على رأس الكتب المطلوبة، ليس بشكله المتعارَف عليه، بل بالموضة التى عرفت طريقها إليه، فرغم مرور 11 شهراً على قرار الأزهر تحريم وتجريم ومصادرة المصاحف، الملونة، فإن الأصفر والفوشيا والبمبى ما زالت تتصدّر أغلفة «القرآن الكريم».

{long_qoute_1}

إلى جوار بعض هذه المصاحف يقف «محمد»، أحد أصحاب تلك المكتبات، مشيراً إلى أن المصحف يبلغ سعره 40 جنيهاً فى الأيام العادية، لكنه يصل فى المواسم إلى 70: «إحنا سمعنا عن القرار ده، بس مفيش حاجة حصلت، والمصاحف معروضة، والناس مبسوطة بيها، والأزهر كله والحسين مليان بيها، وفى كل المكتبات هتلاقيه»، مشيراً إلى أن الألوان المبهجة للغلاف والمجلدات تكون سبباً فى جذب الأطفال للمصحف.

المصحف المعدّ للقراءة تحوّل لدى البعض إلى كتاب ملون حسب تفضيل البعض للون معين، فبالقُرب من الحسين بحثت فاطمة السيد عن مصحف ملون تضعه داخل شقتها كنوع من البركة والجمال فى آن واحد: «بادور على درجة بيج علشان يليق مع البنى، وحابة شقتى يكون فيها مصحف، فجاية أجيب مصحف لونه يبقى متناسق مع ألوان الشقة عندى»، لكنها لم تجد اللون الذى تريده لتبحث عنه عند بائع آخر: «المصاحف دى موجّهة لناس معينة، زى الأطفال اللى الألوان دى بتشدهم وتحبّبهم فى المصحف، والأجانب بيحبوا شكلها برضه، والعرب والخلايجة، لكن علشان الموضوع جديد علينا، فإحنا بنحاربه فترة بس بعد كده خلاص الناس هتاخد على وجوده»، يقولها أحد الباعة إلى جوار الحسين الذى عرض المصحف إلى جوار مجموعة من الكتب الدينية والمصاحف ذات الغلاف العادى، مشيراً إلى أن سعره بلغ فى أول ظهوره 150 جنيهاً.

د. محمد الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أشار إلى أن قرار المجمع بمصادرة المصحف الملون كان سبباً فى قيام شرطة المصنّفات بمصادرة الكثير من تلك النسخ، إلا أنها تراخت بعد ذلك: «للأسف المصحف هيبقى ديكور وزينة للبعض، ودى حاجة خطيرة، وإحنا بنطالب الشرطة بتنفيذ قرار المصادرة اللى أصدره المجمع»، مشيراً إلى أن المطابع تزوّر ختم الأزهر لإيهام الناس بأن المصحف مصرح به، ولا حُرمة فيه، مضيفاً: «من المؤسف أن تلك المصاحف تُباع أمام الأزهر دون تدخُّل من أحد».