طرق أسوان «الصحراوية».. «مصائد للموت» تحصد أرواح الأبرياء

كتب: عبدالله مشالى

طرق أسوان «الصحراوية».. «مصائد للموت» تحصد أرواح الأبرياء

طرق أسوان «الصحراوية».. «مصائد للموت» تحصد أرواح الأبرياء

تحولت الطرق الصحراوية من وسيلة آمنة للتنقل، إلى مصائد للموت، فى غياب كامل للأجهزة الأمنية، خاصة الطريق الرابط بين محافظات أسوان والأقصر وقنا، سواء بالحملات المرورية لضبط المخالفين، أو المتابعة اليومية للحوادث ودراسة تفاصيل وأسباب وقوعها، وطرق خفض معدلاتها حفاظاً على أرواح المواطنين، إلا أن الحكومة تكتفى بتحرير المحاضر بعد لملمة الجثث، وتوجيه تهم القتل الخطأ لمن نجا من حادث سير على تلك الطرق الخطرة. {left_qoute_1}

تسيل الدماء على الطريق الصحراوى الرابط بين محافظات أسوان والأقصر وقنا، بصورة شبه يومية، وخلال أيام قليلة فقدت أسوان عدداً من شبابها فى أكثر من حادث أولها حادث تصادم بين سيارة ملاكى يستقلها 3 أشقاء وابن عمومتهم وشاحنة مواد بترولية كبيرة مما أدى لمصرع 4 من أسرة واحدة على الطريق الصحراوى الغربى، كما لقى شابان من أسرة واحدة مصرعهما أمام مدخل مدينة «إدفو»، فيما تفحمت جثث 3 أصدقاء على الطريق الصحراوى الجنوبى عقب اصطدام سيارتهم بسيارة نقل.

الدكتور حسن أمين الشقطى، وكيل كلية التجارة بأسوان، أكد أن الحوادث تتكرر يومياً على الطرق الصحراوية دون أن تلفت انتباه المسئولين عن المحافظات الثلاث، ولتقليل احتمالات الموت على «الصحراوى الغربى» يجب على المحافظين الثلاثة فى أسوان والأقصر وقنا اتخاذ بعض الإجراءات العاجلة ومنها تشكيل لجان مرور للكشف على المخدرات بالطريق الصحراوى، واستكمال وضع إشارات الخطر للمنحنيات والمطبات والمرتفعات على الطريق، ومراجعة شهرية للحفر الجديدة ومعالجتها فوراً، ووضع أجهزة رادار وتغليظ العقوبات على المخالفين. وقال على قورتى، من أبناء قرية بلانة، إن الطريق الجنوبى «أسوان- أبوسمبل» يعد طريقاً دولياً يربط بين مصر والسودان وهو الطريق الرئيسى وبوابة مصر الجنوبية لأفريقيا، ومنذ عامين تقريباً شهد الطريق ارتفاعاً رهيباً لعدد الشاحنات والناقلات العملاقة والأوتوبيسات السياحية التى تمر منه بسبب افتتاح معبرى «قسطل وأشكيت» جنوب مدينة أبوسمبل، ويصل أيضاً أسوان بمنطقة توشكى، ورغم ذلك يفتقد الطريق للخدمات حيث يصل طوله إلى نحو 280 كيلومتراً ولا يمر يوم إلا ويشهد الطريق حادثاً مروعاً يفقد فيه الأهالى ذويهم، إلا أن تعدد الحوادث وارتفاع معدلاتها لم يلفت نظر المسئولين، مضيفاً: «نطالب بأبسط حقوقنا وهو ازدواج الطريق حتى لا تقع كوارث حقيقية قد يندم عليها الجميع خاصة أن السائقين أطلقوا عليه الطريق إلى الآخرة لدرجة أنهم يودعون أبناءهم وذويهم فى حال فرضت عليهم الظروف السفر مستخدمين هذا الطريق». {left_qoute_2}

وأشار عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق فى أسوان، إلى أن إهمال الصعيد تجاوز مرحلة التهميش ووصل إلى مرحلة التجاهل والنسيان، منتقداً إنشاء 5 آلاف كيلومتر من الطرق ضمن الخطة القومية للدولة دون أن يكون لمحافظة أسوان نصيب فيها، وأضاف: «نشعر وكأن الصعيد منطقة غير تابعة للدولة، أبناؤنا يموتون يومياً على الطريق الصحراوى الغربى وطريق أبوسمبل الصحراوى، والحكومة لا تعير تلك الحوادث التى تحولت إلى ظاهرة أدنى اهتمام، وبالطبع دائماً هناك ضحايا فارقونا إلى العالم الآخر ومصابون يقضون بقية أعمارهم يعانون من عاهات وإصابات بالغة».

وأضاف «صابر»: «منذ سنوات طويلة ونحن نطالب بازدواج هذا الطريق ليس من أجل السياحة فقط ولكن من أجل الأرواح التى تزهق على هذا الطريق، فضلاً عن أن إمكانيات الطريق تؤهله للفت نظر الحكومة لتطويره حيث يبلغ طوله 280 كيلومتراً وتوجد على جانبيه مشروعات زراعية عملاقة وهى التى رفعت نسبة تشغيل الطريق، فضلاً عن أنه أصبح الوسيلة الوحيدة لنقل البضائع بين مصر والسودان عن طريق منفذ قسطل بالإضافة إلى حافلات المسافرين بين البلدين، ويعتبر طريقاً دولياً لأنه يربط بين مصر وأفريقيا عن طريق السودان؛ فعلى الدولة أن تسمع نداءنا حتى لا تقع فاجعة كبرى وحادث جديد كما حدث منذ سنوات من مصرع 8 أجانب أمريكيين كانوا يستقلون أوتوبيساً سياحياً فى طريقهم إلى معبد أبوسمبل». ولفت المهندس أدهم دهب، رئيس غرفة السلع السياحية بأسوان، إلى أن طريق أبوسمبل هو شريان اقتصادى كبير سيربط المنطقة قريباً بالبحر الأحمر مروراً بأسوان عن طريق «أسوان- برنيس»، بعد الانتهاء من إنشاء ميناء برنيس على البحر الأحمر، لخدمة المحاجر، حيث يخدم الطريق أيضاً مصنع أسمنت ضخماً إلى جانب المشروعات الزراعية ومزارع البرسيم الضخمة التى تصدر منتجاتها إلى السعودية والخليج، وفى يوم من الأيام ستعود السياحة، طالت المدة أو قصرت، وعند عودتها فهناك حركة سياحية كثيفة بين أسوان وأبوسمبل ولا تقل عدد المركبات فى تقديرى الشخصى عن 500 مركبة أسبوعياً ما بين أوتوبيس وليموزين وكان هذا هو المتوسط الأسبوعى قبل أحداث 25 يناير وفى موسم السياحة.

وتساءل «دهب»، أما كان من الضرورى إدراج الطريق ضمن الخطة القومية للطرق وإذا كان قرار إدراجه فى الخطة قد تأخر فالدولة تمتلك الصلاحيات الكافية لتطوير الطريق خاصة أن الشهور المقبلة ستحمل حركة نقل كثيفة بين أسوان والسودان فى حالة تشغيل معبر «أرقين البرى» فعلياً وستتضاعف أعداد المسافرين وكذلك حركة نقل البضائع، وازدواج الطريق هو الحل الوحيد.

 

 

سيارات النقل أبرز أسباب حوادث الطرق


مواضيع متعلقة