«البنهاوى».. من «الفنون المسرحية» إلى السعودية

كتب: إمام أحمد

«البنهاوى».. من «الفنون المسرحية» إلى السعودية

«البنهاوى».. من «الفنون المسرحية» إلى السعودية

ربما كان يحلم بأن يكون فناناً أو مخرجاً سينمائياً عقب قرار دراسته بمعهد الفنون المسرحية، وربما أيضاً راودته الأمانى لأن يصبح كاتباً صحفياً كبيراً أو مذيعاً مشهوراً مع قراره الثانى بدراسة الإعلام، لكن أياً من هذه الأحلام والأمانى لم يتحقق، وبعد صراع مع الأوضاع والظروف التى تواجهه، قرر الشاب العشرينى السفر إلى السعودية، كخطوة أولى فى طريق قراره الثالث الذى اتخذه، وهو الهجرة لإحدى الدول الأجنبية.

{long_qoute_1}

أحمد البنهاوى، شاب بسيط نشأ فى مدينة ميت غمر بالدقهلية، لكن مع بداية دراسته الجامعية قرر الانتقال إلى القاهرة والإقامة فى حى المطرية، ليجمع بين دراسته والعمل الذى يوفر منه نفقاته، سنوات بين الجامعة و«هدة حيل الشغلانة» أفضت إلى لا شىء: «محققتش حاجة، وبمرور الوقت حسيت إنى مش عايش حياتى، كأنى طاحونة لكن مفيش طعم للحياة»، رغبته فى السفر للخارج بدأت قبل 25 يناير، لكنه بعد ذلك تحولت الرغبة إلى قرار لا بديل عنه للهروب مما سماه «الحياة غير الصالحة»، وجد السعودية فرصته التى أتيحت فى ذلك الوقت، فسافر فى خطوة أولى لجمع المال اللازم الذى يساعده فى الهجرة وبداية حياة بإحدى الدولة الأجنبية المستقبلة لمهاجرين، مثل كندا أو ألمانيا أو أستراليا أو السويد، يضيف: «عايز أعيش فى بيئة مناسبة ومؤهلة للحياة، لأن للأسف مجتمعاتنا العربية مجتمعات موت، وليست مجتمعات صالحة للحياة، لا أخطط أبداً للاستمرار فى السعودية، أنا بحاول أوفر الحرية المادية حالياً وبعتبر عملى فى السعودية خطوة للهجرة».

ربما كان يحتاج «البنهاوى» مزيداً من العمل والإصرار وتحمل الأوضاع داخل بلده ليفتح له أحد أبواب النجاح، سواء فى التمثيل أو الإعلام، المجالين اللذين قرر دراستهما، إلا أن الأمر بالنسبة له لا يتعلق بالرغبة فى النجاح فقط، لكن بحثه عن حياة مختلفة فى مجتمع خارج المنطقة العربية التى تعانى من صراعات وأزمات عديدة، فيقول: «المشكلة بالنسبة لى مش نجاح بقدر ما هى حياة، أنا بدور على حياة طبيعية وحقوق بديهية، لكن فى منطقتنا العربية كلها الحياة جريمة، وتحديداً فى الأعوام الأخيرة مشاهد القتل فى المنطقة العربية بقت شىء عادى وطبيعى، وحتى فى مصر مرينا بأحداث صعبة أثرت عليّا نفسياً وأكدت عندى الرغبة فى السفر»، يرى أن سوء الحكم فى الدول العربية إلى جانب الخطاب الدينى المتشدد والمتطرف، هما السببان الرئيسيان وراء ما آلت إليه الأمور.

العديد من النماذج فشلت، وأخرى نجحت، فى تجربة الهجرة، يعرف الأمر جيداً، ولا يدرى أى من السيناريوهين ينتظره، لكنه بحسب كلماته لن يكون أسوأ من استمراره فى الإقليم العربى على أى حال: «التغيير مطلوب وأعتقد فى أسوأ الظروف مش هتكون أسوأ من الحياة هنا، بالإضافة إلى أن غالبية اللى سافروا فى أوروبا مرجعوش، حتى لو أوضاعهم صعبة»، يضيف «البنهاوى» متحدثاً عن أحلامه بعد السفر الذى يقدر له فترة من 6 أشهر إلى سنة قائلاً: «لو ربنا أكرمنى وقدرت أحقق حلم الهجرة هيكون أول أهدافى هو دراسة الفنون البصرية، إضافة للزواج والاستقرار، أنا متابع معظم أخبار السفارات اللى فى خطتى، وأوراقى جاهزة، وهبدأ فى الإجراءات مع أول فرصة مناسبة».


مواضيع متعلقة