أطفال ورش «الشعراء»: ظروفنا صعبة وباب الرزق بيقفل

أطفال ورش «الشعراء»: ظروفنا صعبة وباب الرزق بيقفل
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
بوجوه خمرية، وعيون سوداء، امتهن أطفال منذ نعومة أظافرهم حرفة صناعة الأثاث، فنانون ينحتون قطعاً خشبية بأشكال متنوعة ورسومات بديعة، فمنهم من قرر البقاء فى حرفته دون تعليم، ومنهم من قرر ألا يستمر فى حرفته حتى لا تستمر معاناته فى مهنة تتراجع يوماً تلو الآخر بعدما كان يفتخر بها أبناؤها بين البلدان جميعها، وذلك بسبب سيطرة الحيتان على المشهد واستنزاف طاقة الصانع الصغير.
يقف ماجد التابعى، 12 سنة، يستند على البنك ممسكاً بأدوات الأويما ينحت قطعة خشبية ليخرج منها لوحة فنية بمهارة، وبجواره والده الذى علمه فنون الحرفة التى شربها منذ أن كان لا يتجاوز الثمانية أعوام. يقول ماجد «بدأت فى مهنة صناعة الأثاث بالعمل كأسترجى، ولكن لم أتمكن من الاستمرار فى المهنة بسبب البويات والدهانات المستخدمة فى الصناعة لإصابتى بحساسية الصدر قبل سنوات عدة، وحينما بدأت العمل فى صناعة الأثاث قررت إتقانها جنباً إلى جنب مع دراستى، وقررت ذلك حتى أتحمل المسئولية منذ صغرى وأساعد والدى». ويضيف «ماجد»: «قررت لما أكبر أصبح أويمجى كوالدى حتى لو أكملت تعليمى، لأننى أحب المهنة دون غيرها»، بينما يرى والده الرجل الخمسينى ضرورة استكمال أبنائه جميعهم دراستهم، وعقب ذلك لهم مطلق الحرية يقررون العمل بالمهنة التى يرغبونها. {left_qoute_1}
بنظرة حزينة يقف محمد هشام، 15 عاماً، طالب بالصف الأول الثانوى، بورشة والده يصنع قطعاً فنية بأشكال مختلفة وأحجام متنوعة من الخشب، يتعلم فنون النجارة يوماً تلو الآخر، ورغم الصعاب التى يواجهها قرر ألا يحيد أو يفكر فى العمل بحرفة أخرى. يقول «محمد»: «دى مهنة والدى ومهنتى من بعده فقد بدأت بالحرفة منذ نعومة أظافرى منذ أن كان لا يتجاوز عمرى العشرة أعوام، وقررت العمل جنباً إلى جنب مع الدراسة، والآن أحصل على أجرة أسبوعية 150 جنيهاً تساعدنى فى شراء بعض متطلباتى سواء الشخصية أو الدراسية». ويضيف «محمد»: «رغم عملى 12 ساعة يومياً إلا أننى أتحصل على مائة وخمسين جنيهاً فى الأسبوع حالياً، ففى الماضى كنت أحصل على مائتين وخمسين جنيهاً، ولكن مع ارتفاع أسعار الخامات وتدهور المهنة والركود الاقتصادى الذى تشهده المحافظة، قرر والدى تخفيض الأجرة فى محاولة منه للاستمرار فى المهنة بقدر الإمكان»، ويطالب «محمد» المسئولين بالتدخل لإنقاذ صناعة الأثاث وخفض أسعار الخامات، خاصة بعد سيطرة التجار لسنوات وغياب الرقابة. ويرى «محمد» عدم مقدرته الاستغناء عن أى من الاثنين، سواء الحرفة التى تعلمها منذ نعومة أظافره، أو الشهادة المقرر له التحصل عليها والعمل بها.
يقف على أطراف أصابع قدميه، يفرد ذراعيه بإحكام، ممسكاً قطعة «صنفرة»، يقوم بمهمة تسمى «التصفية»، وهى إزالة زوائد «البوليستر»، وهى مادة مستخدمة فى صناعة الموبيليا، وخلف تلك الهالة الضخمة من الغبار الأبيض الناعم الناتج عن عملية «الصنفرة»، تختبئ ملامح طفل صغير، عيناه بهما بريق، ينمان عن ذكاء، لم يتجاوز عمره 6 سنوات.. كريم محمد، أحد أبناء قرية الشعراء بمحافظة دمياط، التى غلبت عليها حالة تامة من الهدوء، حيث توصد معظم ورش النجارة أبوابها، ويصطف معظم شبابها على المقاهى المنتشرة بامتداد القرية، أما عن الورش القليلة، التى لا تزال تعافر لبقائها، يقف فيها رجال وشباب وأطفال على حد سواء، يعملون عدد ساعات طويلة يومياً، فى ظروف صحية خطيرة. يقول «كريم»، إنه جاء لمساعدة عمه أحمد، الذى يعمل بدوره فى الورشة منذ أكثر من 10 سنوات، حيث يأتى معه ليتعلم منه أصول مهنة صناعة الأثاث، كما يحصل على يومية منه نحو 30 جنيهاً يومياً، وذلك لتشجيعه على العمل. وعن عناء العمل يقول «كريم»: «كل الأولاد بيشتغلوا فى الورش، اللى بيدرسوا واللى ماكملوش تعليم، علشان كله يساعد أسرته»، يضيف «كريم» أنه لم يقبل على العمل مع عمه فى ورشة النجارة من أجل المال فقط، ولكنه أراد أن يتعلم أصول الصنعة كما نصحه الجميع فى عائلته.
أما عن رغبته فى التعليم والاستمرار فى الدراسة، يقول «كريم» بينما يواصل عمله، صانعاً هالة أكبر من الغبار الأبيض الذى يغيم الهواء تماماً، إنه لا يعرف إلى أى مدى سيصل بالمراحل التعليمية، ولكنه يرغب فى أن يكون «صنايعى» كبيراً مثل عمه، على حد قوله. ويقف بجواره فى ورشة النجارة، شاب طويل القامة، يغطى الغبار الأبيض شعره بالكامل، تشوبه علامات الإرهاق والتعب، يقف مرتدياً قميصاً ممزقاً، يعمل باجتهاد، حركة يديه أثناء «تصفية» مادة البوليستر من فوق الخشب، تبدو سريعة وواثقة، لا يرفع رأسه أثناء الكلام إلا قليلاً، ليعود مرة أخرى للتركيز فى عمله.
محمد ماهر، طفل عمره 14 سنة، الأخ الأكبر لولدين، أحدهما لم يتجاوز عمره الـ10 سنوات، والآخر عمره 13 سنة، وجميعهم يعملون فى صناعة الأثاث فى ورش متفرقة فى قرية الشعراء فى دمياط. يقول «محمد» إنه يعمل فى ورشة نجارة منذ 4 سنوات قريباً، وذلك بعد أزمة صحية تعرض لها والده، حيث يعانى من مرض صدرى، ولم يعد يحتمل العمل لساعات طويلة يومياً، مضيفاً أنه لم يحصل على أى قدر من التعليم، وكذلك بقية إخوته، حيث حرمتهم الظروف المادية الصعبة للأسرة من الحصول على حقهم فى التعليم. «يوميتى 60 جنيه، وباشتغل من الساعة 8 الصبح وبروّح المغرب»، وعن طبيعة يومه، يقول «محمد» إنه مثل بقية العمال فى الورشة، يعمل لمده 10 ساعات يومياً، ويقضى معظم وقته واقفاً على قدميه، أو حاملاً لقطع خشبية ثقيلة، يحركها من مكان لمكان، بينما يعود فى آخر يومه مرهقاً، ليتناول طعامه ويغرق فى النوم، على حد وصفه. وعن الصعاب التى يواجهها فى عمله، يشير «محمد» إلى الغبار المتصاعد بقوة قائلاً: «مدمر للصدر وللعين وكل حاجة، شغل الصنفرة مؤذى زى البودرة»، ويختتم «محمد» حديثه قائلاً إن الأجر الذى يحصل عليه غير كافٍ لمتطلبات الحياة اليومية، ولكنه يعتبر نفسه أكثر حظاً من غيره، حيث لا يزال محافظاً على بقائه فى تلك المهنة، بينما اضطر معظم العمال إلى ترك أعمالهم.
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء
- أزمة صحية
- أشكال مختلفة
- ارتفاع أسعار
- الأخ الأكبر
- الإرهاق والتعب
- الحياة اليومية
- الركود الاقتصادى
- الصف الأول الثانوى
- المراحل التعليمية
- أبناء