جنرال إسرائيلي: الانسحاب من قطاع غزة وضعنا تحت تهديد "حماس"

كتب: محمد علي حسن

جنرال إسرائيلي: الانسحاب من قطاع غزة وضعنا تحت تهديد "حماس"

جنرال إسرائيلي: الانسحاب من قطاع غزة وضعنا تحت تهديد "حماس"

قال الجنرال الإسرائيلي غرشون هكوهين، في مقال بالصحيفة المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إن مرور 11 عاما على تطبيق خطة الانفصال أحادي الجانب عن قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي منه في صيف 2005، يتطلب استخلاص العديد من الدروس والعبر خشية تكراره في الضفة الغربية، رغم أن التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة بصورة متطابقة.

وأضاف هكوهين، وهو باحث في مركز بيجن-السادات للدراسات الإستراتيجية، أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في إطار تلك الخطة عمل على تدعيم مزاعم حركة "حماس" ومبادئها القائلة إن حرية الفلسطينيين يتم تحصيلها عبر المقاومة المسلحة، وليس عبر السياسة التي ينتهجها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ورأى هكوهين أن إقامة كيان سياسي تابع لـ"حماس" بغزة يتطلب مجددا بحث مدى جدوى وفعالية اتفاق أوسلو، الذي نص منذ البداية على تقديم تنازلات متبادلة من الشعبين لتوفير ظروف مناسبة للاعتراف المتبادل بينهما، تمهيدا لإنهاء الصراع.

وأشار إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة ساعد في جعل قناعات "حماس" واقعا يمكن له أن يتحقق على الأرض، وبفعلها اضطرت إسرائيل تحت ضغط ضائقتها الأمنية للانسحاب من غزة بفعل المقاومة المسلحة.

وأوضح أن الانفصال عن قطاع غزة يقترب كثيرا مما كان ينادي به رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك تحت شعار "الفلسطينيون هناك والإسرائيليون هنا"، من خلال إقامة جدار أمني، وفرض حدود عسكرية واضحة.

وبحسب الباحث الإسرائيلي، فإنه من خلال الانسحاب من غزة تحقق الانفصال عن الفلسطينيين بصورته المثالية، إلا أنه رأى أن التطور العسكري الذي طرأ على حركة "حماس" عقب الانسحاب من القطاع، لا سيما حالة التسلح المتواصلة لدى الحركة، أنشأ أمام إسرائيل تحديا معقدا، سواء بسبب الصواريخ أو قذائف الهاون التي لم يستطع الجدار الفاصل مع غزة منعها من الانطلاق نحو إسرائيل، أو بالنسبة لتهديد الأنفاق.

وأكد الجنرال العسكري هكوهين نجاح "حماس" خلال السنوات الماضية في إقامة جناح مسلح فعال -وقوة عسكرية نظامية- قائم على تقسيمات الألوية والكتائب، ومزود بمنظومات تسليحية فائقة الجودة، يتم إدارته عبر جهاز للتحكم والسيطرة.

وأشار إلى أن ذلك يظهر الفرق الجوهري بين الأريحية التي تشعر بها "حماس" في غزة عقب الانسحاب الإسرائيلي منها، وقدرتها المتاحة في التنظيم، وبين الصعوبات التي تواجهها الحركة في الضفة الغربية، وعلى رأسها منطقة الخليل، حيث تظهر الحركة هناك صاحبة تأثير واضح.

وقال هكوهين إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل أريئيل شارون من خلال خطوته بالانسحاب من المنطقة الحدودية بين غزة وسيناء المعروفة بمحور فيلادلفيا، منح حماس الحرية في التزود بالأسلحة بكميات نوعية وعددية كبيرة".

 


مواضيع متعلقة