أسامة الغزالى.. يبحث عن «حرب»

كتب: سماح عبدالعاطى

أسامة الغزالى.. يبحث عن «حرب»

أسامة الغزالى.. يبحث عن «حرب»

حصل على نصيبه من اسمه كاملاً. أسامة الغزالى حرب لا يخرج من معركة إلا ليدخل أخرى. يحارب على كل الجبهات. يفتح النيران على الجميع فى توقيت واحد، وبنفس القدر تأتيه دفعات النيران المضادة من الجوانب الأخرى سريعة متلاحقة. يبحث عن ساتر يصد به الهجوم فلا يجد، دروعه أضعف من أن تثبت فى وجه اتهامات لا حصر لها تنهال فوقه بعد كل تصريح يدلى به، أو موقف جديد يتخذه. إذ تبدو مواقفه للجميع أشبه ما تكون بالانسلاخ من جبهة للانضمام لجبهة أخرى دون تمهيد أو ترتيب. المثير فى الأمر أنه يواصل القتال فى الجبهة الجديدة بنفس الحماس الذى كان يحارب به فى الأخرى، دون أن يتوقف ليسأل نفسه «أى الجبهات على صواب وأيها على خطأ». هو أستاذ العلوم السياسية غير المتفرغ بجامعة قناة السويس المولود فى عام 1947. بدأ معركته مع الصحافة محرراً صغيراً، وأنهاها رئيساً لتحرير مجلة السياسة الدولية. خاض تجربة «التعيين» فى مجلس الشورى بقرار مبارك عام 2000. واشترك فى «مناورة» الإصلاح بالحزب الوطنى التى تبناها الحرس الجديد، وتبلورت فى صورة لجنة للسياسات ترأسها جمال مبارك عرّاب «الفكر الجديد»، وسرعان ما انسلخ منها فى 2006 معلناً استقالته بعد أن اكتشف «أن الإصلاح فى الحزب الوطنى عملية تجميل». قال معارضوه وقتها إن غضبته لم تكن لله وللرسول، قدر ما كانت اعتراضاً على عدم مكافأته برئاسة مجلس إدارة «الأهرام» بعد خلو المنصب فى 2005. لم يضع «حرب» سلاحه. أشهره فى وجه الجميع بتأسيس حزب جديد فى عام 2007 منحه اسم «الجبهة» الديمقراطية، وبعد أن كان من المعينين فى «الشورى» إذا به يفاجئ الجميع برفض التعيين فى عام 2010 بدعوى أن حزبه قاطع الانتخابات البرلمانية التى جرت فى العام نفسه نظراً لما شابها من عمليات تزوير فى جولتها الأولى. ولم تكد الانتخابات تضع أوزارها حتى تفجرت الثورة ليأخذ «حرب» مكانه على جبهة المؤيدين لها، فيعلن دعمه للبرادعى، ويختار بكامل إرادته الوقوف فى الكتائب الأمامية، ثم تنجح الثورة فى خلع مبارك ويقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفترة الانتقالية فيرتكب من الأخطاء ما يستعدى عليه الجميع، ويدفعهم للمطالبة برحيله، وإذا بـ«حرب» يخرج على الملأ ليدعو «العسكر» للبقاء فى السلطة لعامين مقبلين على الأقل، الأمر الذى جعله هدفاً لنيران المعارضين الذين رأوا تصريحاته نوعاً من «المغازلة المفضوحة». وكنوع من مواصلة القتال استهل «حرب» أول انتخابات برلمانية تجرى بعد الثورة برفض الدخول فى التحالف الديمقراطى الذى شكله حزبا الوفد والحرية والعدالة رغم حضوره اللقاءات التحضيرية، ليخوض حزبه الانتخابات كجزء من «الكتلة المصرية». وفى نوبة صحيان كاملة يراقب «حرب» الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى مصر، والتى تتمخض عن الإعادة بين أحمد شفيق ومحمد مرسى، ليعلن عن تأييده للأول دون أن يلتفت للهجوم الذى قاده ضده شادى الغزالى حرب ابن شقيقه، وأحد أبرز رموز الثورة المصرية.