فى خناقة «التضامن والتأمينات».. ضاع معاش «أحمد»

كتب: فاطمة مرزوق

فى خناقة «التضامن والتأمينات».. ضاع معاش «أحمد»

فى خناقة «التضامن والتأمينات».. ضاع معاش «أحمد»

يجلس داخل محل بسيط بلا ساقين، تحيطه كميات كبيرة من التسالى، لب وسودانى وحلويات، فى هذا المكان استقر بعد رحلة طويلة قطعها بين وزارتى التضامن والتأمينات للحصول على معاش، دون جدوى. «كعب داير» جملة تلخص معاناة «أحمد على محمد» القاطن بمنطقة بهتيم التابعة لشبرا الخيمة، ورث وإخوته «مِقلة» قديمة عن والده تولى حركة البيع فيها بعد وفاته بعد أن عجز عن الحصول على المعاش، بجوار «أحمد» يقف شقيقه الأكبر ويُدعى «فتحى» يتولى ترجمة حديث شقيقه الذى لا يتكلم ولا يسمع، «أخويا أخرس وأطرش، ورجليه الاتنين تم بترهما وعمره 12 سنة، عايش معايا أنا وعيالى ومراتى، حتة الدكان دى اللى بتصرف على البيت كله ومش جايبة همها».

يجلس الرجل الأربعينى منتبهاً إلى حديث أخيه، بدأ يلوح بيديه يمنة ويسرة، معبراً عن غضبه الشديد بسبب تعطيل حصوله على المعاش، يقول شقيق: «رحت الشئون عشان أطلع له المعاش، قالوا لى إنه مفروض يقبض من التأمينات، وطلعوا لى جواب بكده، روحنا التأمينات قالوا لى لا، ياخد معاش من التضامن، وطلعوا لى جواب بكده»، يزداد غضب «أحمد» ويواصل شقيقه فى ترجمة إشاراته: «حرام كده، اتبهدلنا بين هنا وهناك، ولا بناخد معاش من أى جهة».

رغم حصول الرجل الخمسينى على جواب من وزارة التضامن، وآخر من التأمينات، حصلت عليهما «الوطن»، يؤكد كلاهما حقه فى المعاش، على أن يتقاضاه من الجهة الأخرى، إلا أنه حتى الآن لا يجد مصدراً لدخله إلا «المقلة» البسيطة التى يجلس داخلها: «المفروض يفهمونى أعمل إيه مش يحدّفونى لبعض، الدكان مش ماشى زى الأول، لو عملوا ليه معاش هيقدر ياكل منه»، يبدأ «أحمد» يومه فى الـ10 صباحاً وينتهى فى الـ2 بعد منتصف الليل، يقضيه داخل المقلة، ملقياً بهمومه وسط حبات اللب، يتحدث بلغة الإشارة: «نفسى آخد المعاش، لو ماكنتش معاق ماكانش الموظفين عملوا كده معايا، المعاقين كلهم مظلومين وحقهم ضايع».

 


مواضيع متعلقة