مصادر فى «الرى»: فيضان النيل هو الأعلى منذ 100 عام.. والخبراء: سيعوّض النقص فى «بحيرة ناصر»

كتب: محمد أبوعمرة

مصادر فى «الرى»: فيضان النيل هو الأعلى منذ 100 عام.. والخبراء: سيعوّض النقص فى «بحيرة ناصر»

مصادر فى «الرى»: فيضان النيل هو الأعلى منذ 100 عام.. والخبراء: سيعوّض النقص فى «بحيرة ناصر»

كشفت مصادر مسئولة فى وزارة «الرى» عن ارتفاع المؤشرات الأولية لفيضان النيل هذا العام مقارنة بالعام الماضى، وفقاً لمراقبة ومتابعة الأرصاد والقياسات الهيدرولوجية لنهر النيل عند المقاييس والمحطات المختلفة المنتشرة على مجرى النهر فى السودان، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التى ضربت عدداً من الولايات السودانية أمس فى مصرع 76 شخصاً، وانهيار مئات المنازل. {left_qoute_1}

وسجل منسوب مياه النهر فى السودان أمس أعلى الفيضانات التى ضربت البلاد، حيث سجل المنسوب ارتفاعاً بلغ 15.68 متر، وارتفع عند نقطة «الخرطوم» إلى 15.68 متر. وأصدرت السلطات السودانية تحذيرات للمواطنين القاطنين على ضفاف النيل بتوخى الحيطة من الارتفاع العالى لمناسيب النهر ما يرجح حدوث فيضان، موضحة أن المناسيب المسجلة هذا العام تعد ثانى أكبر «رقم قياسى» منذ فيضان النيل قبل أكثر من 100 عام.

وقالت السلطات، فى بيانات أمس: «إن مناسيب نهر النيل تجاوزت مستويات عامَى 1946 و1988 اللذين شهدا أعتى الفيضانات فى تاريخ البلاد، ما ينذر بأخطار جسيمة على المدن الواقعة على الشواطئ»، مؤكدة أن «منسوب النيل لهذا العام تجاوز العام السابق بنسبة 88%»، فيما توقعت هيئة الأرصاد الجوية السودانية هطول أمطار غزيرة فى عدد من الولايات، مشيرة إلى أن مياه «النيل الأبيض» حاصرت عدداً من القرى فى حلية جبل أولياء جنوب الخرطوم، بعد انهيار الجسر الترابى الذى يحمى المنطقة من أخطار السيول.

ووجه مجلس الوزراء السودانى المواطنين بـ«المحافظة على سلامة مخرات السيول، وترحيل السكان من المناطق المتضررة بشدة». وحض المجلس على «اتخاذ الإجراءات الضرورية لدرء الآثار السلبية الناتجة جراء الأمطار والسيول التى تشهدها البلاد حالياً، والعمل على الاستفادة من هذه الأمطار فى زيادة الإنتاج الزراعى».

من جانبها، قالت وزارة المياه والرى السودانية: «إن مياه نهر النيل بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من مائة عام، وفاضت على القرى والمدن بسبب هطول الأمطار الغزيرة فى العديد من المناطق». وأوضحت مصادر «الرى» أن «نهر النيل الأزرق سجل ارتفاعاً فى قياساته بزيادة تصل إلى الضعف عن نفس الفترة من العام الماضى»، مؤكدة أن «المؤشرات النهائية لفيضان نهر النيل على الهضبة الإثيوبية ستظهر فى سبتمبر المقبل، عقب اجتماع الجهات المعنية بالوزارة وعلى رأسها لجنة إدارة الأزمات، لإصدار تقاريرها النهائية فى هذا الشأن» وأشارت المصادر إلى أن «لجنة إدارة الأزمات» بالوزارة تقوم بالاستعدادات اللازمة لمواجهة الزيادة المرتقبة فى الفيضان عن طريق مراقبة النهر، بالتنسيق مع وزارة المياه والكهرباء السودانية، وأنها تجتمع بصفة أسبوعية لاتخاذ اللازم بشأن الزراعات فى موسم أقصى الاحتياجات المائية».

وحذر معتز موسى، وزير الموارد المائية والكهرباء السودانى، من أن مناسيب النيل زادت بشكل كبير عن العام الماضى، لافتاً إلى أن الموقف يشير إلى ارتفاع مياه النيل بالخرطوم عن 15.56 متر خلال الأيام المقبلة.

من جهته، قال الدكتور عباس شراقى، الخبير المائى أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة: «إن فيضان هذا العام مبشر وهو فى مصلحة مصر بالدرجة الأولى، حيث سيزيد من الاحتياطى الاستراتيجى للمياه فى بحيرة ناصر، وفى حال بدأت إثيوبيا ملء خزان سد النهضة سيكون هناك مخزون وافر يغطى الاحتياجات المائية بعد العجز».

وأضاف «شراقى»، لـ«الوطن»، أن أمطار هذا العام على منابع النيل مبشرة جداً، علماً بأن الأمطار التى تسقط على الهضبة الإثيوبية أهم من تلك التى تسقط فى السودان، حيث إن موسم المطر الأساسى يتركز على هذه الهضبة التى تأتى منها 85% من مياه النيل، وتشير مؤشرات الأمطار إلى أنها ستكون هذا العام فوق المتوسط».

فيما قال الدكتور خالد أبوزيد، الخبير المائى: «إن فيضان العام الحالى سيكون له أثر إيجابى على المخزون المائى المصرى، خاصة بعد التصرفات المنخفضة التى شهدتها مصر خلال الأعوام الماضية، وسيتم استغلال هذه المياه خلال سنوات الفيضان المنخفضة».

ونوه «أبوزيد» إلى أن «منسوب المياه فى بحيرة ناصر انخفض كثيراً خلال الأعوام الأخيرة، وبالتالى فإن هذه الأمطار سيكون لها تأثير إيجابى بعض الشىء فى زيادة المخزون المائى، لأن الحجم الأكبر للتصرفات التى ترد للبحيرة يأتى من النيل الأزرق وليس من أمطار السودان». وكان فيضان العام الماضى سجل انخفاضاً غير مسبوق، حيث بلغت مناسيبه فى محطات القياس بـ«السد العالى» 20 مليار متر مكعب فقط، فيما توقع خبراء وزارة الموارد المائية والرى المصرية أن يشهد النيل هذا العام «فيضاناً فوق المتوسط». يذكر أنه تتم مراقبة تطورات الفيضان من الهضبة الإثيوبية عند مقياس «الديم» الذى يمثل أقدم محطة لقياس منسوب النيل الأزرق على الحدود «السودانية الإثيوبية»، ويضم محطات الرصد وقياس المناسيب التابعة لـ«الرى» المصرية فى السودان، بالتنسيق مع «الرى» السودانية، وباستخدام أحدث الطرق العلمية علاوة على تحليل صور الأقمار الصناعية للسُّحب الممطرة فوق الهضبة الإثيوبية، خاصة أن بيانات المحطات المنتشرة على طول «النيل الأزرق» تعطى تقديرات الفيضان بصورة يومية يتم من خلالها التنبؤ بحجم الفيضان بعد انتهاء أشهر «أغسطس وسبتمبر وأكتوبر» حيث تنتهى ذروة الفيضان بنحو 70% من حجم المياه خلال هذه الأشهر، وبالتالى تتوصل «الرى» لإمكانية تحديد الحصيلة النهائية للفيضان وتحديد التصنيف الملائم له.

 


مواضيع متعلقة