أرملة المعارض التونسي بلعيد..امرأة حديدية تسير على دربه في النضال

كتب: رويترز

 أرملة المعارض التونسي بلعيد..امرأة حديدية تسير على دربه في النضال

أرملة المعارض التونسي بلعيد..امرأة حديدية تسير على دربه في النضال

لم يقدر أغلب التونسيين على تجاوز صدمة اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد، ولكنهم لم يقدروا أيضا على كبح تأثرهم وهم يشاهدون أرملته تلوح بعلامة النصر وتطلق الزغاريد بينما كانت ترافق جثمانه في وسط العاصمة. بسمة الخلفاوي أرملة بلعيد الذي قتله مجهول بالرصاص الأربعاء عندما مغادرته للبيت في العاصمة خطفت الأضواء منذ اليوم الأول لمقتل زوجها وظهرت كامرأة قوية متماسكة تصر على اتباع خطاه في النضال ضد الإسلاميين الذين يحكمون تونس مهد الربيع العربي. ورغم أن بلعيد يتمتع بتأييد سياسي متواضع لكنه في انتقاده اللاذع لسياسات حركة النهضة كان يتحدث بلسان كثيرين يخشون أن يخنق الأصوليون الإسلاميون الحريات التي اكتسبت في أولى انتفاضات الربيع العربي. تقول بسمة وهي محامية وناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، إنها ستواصل رحلة شكري في النضال السياسي والحقوقي وأنها لن تهنأ إلا بسقوط حكم الإسلاميين وتعبئة الشارع ضدهم. وقالت "اغتيال شكري يجب أن يفجر ثورة جديدة في تونس وعلامة النصر التي رفعتها هي تحدي للحكومة التي يجب أن ترحل فورا." تقول بسمة وهي ناشطة يسارية منذ أيام الجامعة إن أملها كبير في أن يكون مقتل بلعيد منطلقا لثورة جديدة في البلاد تنتصر للحرية والديمقراطية والحق في الحياة. وتضيف "أصبح هناك خوف كبير من اغتيالات أخرى في تونس، الأمر أصبح خطيرا ولكن مئات الآلاف الذين خرجوا لتشييع جثمان شكري بعثوا برسالة قوية بأن الأمل مازال كبيرا في تونس بعيدة عن العنف". وبسمة التي غزا شعرها الشيب هي أم بنتين هما نيروز (8 سنوات) وندى(أربع سنوات) وأثارت إعجاب التونسيين أكثر حين قالت إنها لن ترد على قتلة زوجها بالعنف بل ستختار الحجة والديمقراطية نهجا. وقالت "ردي على قتلة شكري سيكون بالحجة والديمقراطية. أنا سأواصل الرحلة التي بدأها شكري للدفاع عن الحريات وعن مجتمع حر معتدل." وتعتقد أرملة بلعيد بأن "أكبر خطر يهدد تونس هو العنف والتشدد ومحاولة إسكات الأصوات الحرة المنتقدة لحكام تونس الجدد، ولكنها تشعر أن "التونسيين قادرون على الوصول إلى شاطئ الأمان."