جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية

جريمة القرن | الشهيد محمد على عيد.. الطلقة تسبق هتاف الحرية
لم يمر على زواجه سوى سنة وشهرين، كان يتابع الأحداث التى اندلعت فى 25 يناير بشغف كبير، ينظر إلى طفله «على»، الذى لم يزد عمره وقتها على 5 أشهر، هاجس يتملكه بضرورة المشاركة فى الاحتجاجات، علها تأتى بمستقبل مختلف لصغيره، لكن زوجته سرعان ما تحذره من فكرة النزول إلى الشارع فى ذلك التوقيت.. يمر يوم كامل دون أن يتفوه محمد على عيد بكلمة واحدة، وعيناه معلقتان على شاشة التلفاز يلتمس منها الأخبار.
يأتى اليوم الرابع للاحتجاجات موافقا لراحته الأسبوعية من عمله فى إدارة المبيعات لإحدى الشركات الكبرى.. المشاركة فى الاحتجاج لم تعد هاجسا يراوده، بل صارت رغبة ملحة تحاصره من كل جانب، قطع الاتصالات فى «جمعة الغضب» كان دافعا رئيسيا لكى يخرج محمد للمشاركة بنفسه، يخبر زوجته برغبته فى النزول إلى الشارع، تستعطفه ألا يخرج فى ظل تصاعد الأحداث وبلوغها ذروتها.[Quote_1]
لكن محمد، مثل غيره من الشباب الذين خرجوا للمطالبة بـ«الحرية والعدالة الاجتماعية»، محمل بالغضب نحو «الحكام»، وعلى الرغم من أن عمره لم يتجاوز 33 سنة فإن كثيرا من أحلامه سقطت أمام قسوة النظام السابق، يحاول بكل ما يملك من قوة أن يهدئ من روع زوجته بكلمات لم تفارقها منذ ذلك الحين: «ما تخافيش علىَّ.. اللى نزلوا فى الشوارع مش أحسن مننا.. كلنا حاسين بالظلم»، تهدأ الزوجة لحظات وتستسلم لرغبته فى الخروج إلى الشارع، بعد أن أخبرها أنه سيؤدى صلاة العصر فى أحد المساجد القريبة.. يلقى نظرة أخيرة على صغيره قبل أن تقوده قدماه إلى مسجد عمرو بن العاص حيث الموعد المنتظر.. تقترب خطواته نحو الهتافات التى تعلو ليجد وابلاً من الرصاصات تنهال عليه وعلى المتظاهرين بجانب المسجد، يتلقى جسده طلقات عديدة فى راسه وصدره ورقبته، ويُنقل إلى مستشفى المنيرة، ساعات قليلة حتى يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة، لتعلم الزوجة بخبر وفاته فى صباح اليوم التالى لخروجه.
• الشهيد محمد على عيد عبدالمجيد
• العمر: 33 عاما
• الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه طفل
• تاريخ الاستشهاد: 28/1/2011م
• الدراسة: خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة
• الديانة: مسلم
• يوم الاستشهاد: استشهد فى يوم جمعة الغضب
أخبار متعلقة:
جريمة القرن.. الفاعل «مجهول» والمعلوم «شهداء»
جريمة القرن | رجال القانون: الشرطة لم تقبض على الفاعل الأصلى.. والنيابة لم تثبت وجوده على مسرح الجريمة
جريمة القرن| مصطفى الصاوى.. الميلاد والموت فى يوم واحد
جريمة القرن | محمود الخضيرى: النائب العام برىء من ضعف الأدلة.. ولا عذر للمحكمة
جريمة القرن |شاهد الإثبات العاشر اللواء حسن عبد الحميد: حضرت اجتماع «فض المظاهرات بالقوة» والمحكمة استبعدت شهادتى
جريمة القرن | قضاة: كيف يدان محرض ويبرَّأ فاعل أصلى؟!
جريمة القرن | أحمد إيهاب.. دماء عريس الثورة تسيل على كوبرى قصر النيل
جريمة القرن | أحمد بسيونى.. علَّم طفله الهتاف للحرية فأصابه «القناصة» فى رأسه
جريمة القرن | «سرى للغاية».. صفحات من دفتر أوامر «الداخلية» بين يومى 24 و28 يناير
جريمة القرن | شاهد الإثبات الثامن: مساعدو «العادلى» أصحاب قرار مواجهة الثوار بالقوة
جريمة القرن| نصر الله: شهادة العيسوى متناقضة.. ووجدى حاول حماية العادلى ومساعديه
جريمة القرن | «إسلام بكير».. 5 رصاصات لقتل الحالم بالعدالة
جريمة القرن | كريم بنونة.. وزع «خبز الثورة» على المتظاهرين ورحل وهو يهتف: «سلمية سلمية»
جريمة القرن | المحظورات والخطايا فى محاكمة القرن
جريمة القرن | محمود قطب.. الشهيد ينتصر بعد معركة الأشهر الستة
جريمة القرن | نبيل سالم: شهادة المشير طنطاوي غير حاسمة .. ورفض المحكمة توجيه الأسئلة له لا يخالف القانون
جريمة القرن | المستشار زكريا شلش: «عبارة بالخطأ» فى شهادة سليمان أثبتت إدانة مبارك والعادلى
جريمة القرن | اللواء «الهلالى»: الحكم غامض.. والمحرض والفاعل شريكان فى الجريمة
جريمة القرن | الشهيد «المجهول».. رأى جنته فأغمض عينيه وابتسم