«عين السرو» استراحة المهرب والإرهابى فى «الصحراء البيضاء»

«عين السرو» استراحة المهرب والإرهابى فى «الصحراء البيضاء»
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
خمس سيارات دفع رباعى يرفض سائقوها الدخول لقلب الصحراء البيضاء لمجرد معرفتهم برغبة محرر «الوطن» الوصول لعين «السرو»، التى تتوسط المنطقة الأشهر فى واحة الفرافرة، الصحراء البيضاء، التى تقع على بُعد حوالى 45 كم شمال قصر الواحة، حيث أصبحت تلك العين المسحورة، التى يحكى عنها أهل الواحة أساطير ملاذاً للمهربين والإرهابيين فى طريقهم من الحدود الليبية نحو صعيد مصر.
{long_qoute_1}
كانت عملية اختطاف ثلاثة من البدو كافية لتقذف الخوف فى قلوب أهالى الواحة، حيث كانوا قابعين يحتسون أكواب الشاى المغلى على الحطب، اقتادهم مجهولون لمكان غير معلوم، وبدأوا استجوابهم، قبل أن يطلقوا سراحهم مقابل عدم الحديث لأى مخلوق عن تلك الواقعة، لتصبح تلك العين مصدراً للخوف لقاصدى الصحراء البيضاء، وذلك حسب رواية أحد الأدلة الذى عرف نفسه بـ«محمد سليم».
«سليم» خاض التجربة مع محررى «الوطن» بعد الإصرار على التوجه نحو عين السرو، بعد موافقة صاحب إحدى عربات الدفع الرباعى، ولكن من خلال سائق استاجره، يمتلك شجاعة المرور نحوها، وهو ما سبقه تحذيرات عدة مسئولين بالصحراء البيضاء، الذين حملّونا مسئولية المرور، شريطة عدم المبيت هناك. {left_qoute_1}
بعد صلاة العصر كان الموعد، حتى تكون الشمس ابتعدت عن كبد السماء، وخفت وطأة حرارتها الشديدة، التى تصعب من مهمة عجلات العربة من المرور مسرعة على رمال الصحراء الساخنة، 45 كم داخل مدق رملى فى الصحراء ينتهى عند هضبة عالية، نمر على أشكال جيرية مختلفة، مع اقتراب الوصول لعين السرو يظهر العاملون فى حفر آبار المياه الجوفية، بمشروع المليون ونصف المليون فدان وتمهيد الطرق، ينتشرون داخل الصحراء على أطراف محمية الصحراء البيضاء.
وحين تظهر أشجار النخيل على شكل دائرى وحيدة فى وسط الصحراء، يشير «سليم» إلى أن تلك هى نبع عين السرو، التى كان يطلق عليها قديماً العين المسحورة، حيث تضخ مياهاً عذبة بمجرد الاقتراب منها، تفيض بالمياه على قدر الملتفين حولها، سواء كانوا بشراً أو حيوانات أو طيوراً وتجف بمجرد الابتعاد عنها، تندفع من داخلها المياه باردة تروى ظمأ عطش المارة فى تلك الصحراء الممتدة على مد البصر. بمجرد الوصول، انخرط «سليم»، الدليل البدوى، والسائق، فى الصلاة بعد الوضوء من ماء العين، ووضع الحطب وإشعال النيران ووضع براد شاى على الخشب المشتعل، الذى جلسنا حوله نحتسى شاينا، ويقول «سليم» إن الواحة قديماً كانت تتمتع بأمان كامل، وكانت القوافل تأتى محملة بالشاى من الأراضى الليبية للواحة، ثم تكمل طريقها لكرداسة والقاهرة، ولم يكن هناك وقتها إلا نقطة لحرس الحدود بالواحة، ولكن مع رحيل القذافى والثورة فى ليبيا بدأ التهريب بصورة مطردة، خاصة تهريب السلاح ومعه جاء الإرهاب، الذى يستخدم نفس مسالك ومدقات التهريب فى الصحراء البيضاء، وعلى علاقة وثيقة به، فالسلاح الذى يخرج من ليبيا يذهب فى أحيان كثيرة للتكفيريين فى سيناء، وهم على علاقة وثيقة ببعضهم البعض.
{long_qoute_2}
تابع «سليم»: العمليات الإرهابية فى الفرافرة، التى بدأت من بعد الثورة، ويقول إنها تأتى من الجزء الغربى من الصحراء البيضاء، لانتشار بعض العرب والبدو، الذين يعملون فى تهريب المخدرات والسلاح، ولما امتنع عنهم بعد استقرار الأمور بعد وصول الرئيس السيسى للحكم، فقام بها بعض المهربين أنفسهم وليس تكفيريين أو أصحاب عقيدة بمهاجمة الجيش وبمشاركة تكفيريين مقبلين من ليبيا فى الانتقام من القوات المسلحة بعد اعتقال عدد كبير منهم.
ويضيف أن المنطقة الغربية تحت سيطرة المهربين، لدرجة أن لديهم مخازن للوقود والمياه فوق هضبة «قس سعيد» التى تحيط بالواحة لمد عربات الدفع الرباعى التى يستخدمها المهربون، مشيراً إلى أن الجيش منع الدخول للمنطقة الغربية من الصحراء البيضاء، التى تمتد بداخلها طرق تصل بشكل مباشر للحدود الليبية، لمسافة لا تزيد على 180 كم فقط.
منطقة «عين السرو»، حسب «سليم»، تعد منطقة مرور إجبارى خاصة للمهربين، فرغم تنوع المدقات والممرات فى الصحراء الغربية التى تتسم بأنها قليلة الهضاب والجبال، ولكن هناك نقاطاً فى الصحراء لا يمكن المرور إلا من خلالها، ومنها منطقة عين «السرو» خاصة إن كانوا يعتزمون التوجه للصعيد.
مع حلول الليل يظهر عدد كبير من السياح تسللوا للمبيت فى الصحراء البيضاء ليلاً رغم منع المحمية الطبيعية للمبيت، ويقول «سليم» إن السياح يعشقون المكان والمتعة الحقيقية فيه هى المبيت والتصوير مع الغروب ومشاهدة الشروق، ما يدفعهم للتسلل بعيداً عن أعين المحمية والأمن للمبيت.
يقول الشيخ مبروك عبدالرحيم، شيخ بيت شعيب، قبيلة الركابية، إن الأزمة الحقيقية عدم وجود طيران يحمى تلك المنطقة، خاصة أن المنطقة مساحتها واسعة، ويستخدمها مهربون مزودون بأحدث الأسلحة والعربات والأدوات.
يشاهد أهل الواحة، حسب رواية «عبدالرحيم»، المهربين يسيرون فى الظلام، فى مجموعات كبيرة: «عشرين عربية محملة سلاح وماشية فى الصحرا بالليل ومحدش يقدر يكلمهم، واللى يعترضهم يضربوه بالنار فوراً»، ويستخدمون طرقات بعينها، تتغير من آن لآخر، ولكن فى نفس الوقت هناك نقاط لا يمكن تغييرها، هى فاصلة فى تلك الصحراء، خاصة المناطق الخاصة بالعبور من هضبة «القس سعيد».
فى المنطقة الغربية من الصحراء الييضاء هناك ستارة هضبية ربانية تحيط الواحة وتقتطع الصحراء تسمى هضبة «القس سعيد»، حسب رواية «عبدالرحيم»، يصعب المرور منها إلا من خلال طريقين، الأول من خلال طريق عين الدلة، وهو الأقرب والأقصر من حيث المسافة، وتلك المدقات هى من الجهة الغربية مدق يسمى «الصفرة» ولكن كان المدق الأقرب للفرافرة هو مدق «حى الله»، وهناك علامات تسهل عليهم المرور ليلاً، وسميت تلك المدقات بهذا الاسم لوجودها بجانب جبال تحمل نفس الاسم.
ويقول إن «عين دلة» منطقة بين الحدود المصرية والليبية، وكان الإنجليز أيام الاحتلال يقيمون فيها معسكراً ضخماً، ينقلون له جرحاهم، وكان التجار المقبلون من ليبيا يستريحون فيها، وفى عام 1948، بنت القوات المسلحة المصرية هناك العين بالخرسانة والأسمنت.
وأضاف أن هناك طريق المرور بعد قرية أبومنقار بعشرين كيلومتراً أو قبلها من ناحية الشرق بنفس المسافة، حيث تتغير خريطة السير بشكل عرضى، ودائماً ما يكون معهم دليل بدوى من أهل المنطقة، أو مستخدمين «جى بى إس»، وبعد الخروح ينتقل فى طريقه عند أبومنقار من قريتى «أبومنقار» ليقطع الصحراء من خلف قرية «أبوهريرة»، هناك يتجه نحو كهف الجارة، ومنها لأسيوط والمنيا، بعد قطع الطريق الأسفلتى لينتقل من المنطقة الغربية فى الصحراء البيضاء إلى المنطقة الشرقية.
أما منطقة «صخرة العمود»، فهى منطقة تلاقى جميع المهربين المقبلين من الاتجاهين فى طريقهم نحو الأراضى الليبية، طريق للمقبلين من ليبيا، وهى مفترق لكل الطرق للمقبلين من مصر، نحو ليبيا أو مدبرين، سواء المقبلين من ناحية أبومنقار أو المقبلين ناحية عين دلة، أو يخترقون منطقة الكيلو 60.
يتابع أهل الواحة عمليات تغير الطرق، ويقول إن تقصى الأثر هو شغل جميع أهالى الواحة، والبدوى دائماً حين يحل على أى مكان أو شىء ينظر إليه متابعاً آثار من كان قبله على الرمال، ورغم التغيير فى الطرق، الذى يكون مدروساً بدقة، فإن الطبيعة الجبلية تجبره دائماً على سلك مدقات بعينها، خاصة فى المنطقة الشرقية من الصحراء البيضاء، التى ينتقل لها بعد قطع الطريق الأسفلتى بعد الوصول للواحة، فإذا كان طريقه نحو مدينة أسيوط للوصول للصعيد، فهو مجبر على العبور بجوار «عين السرو»، والصعود على هضبة تسمى «طلعة زكرى» الموجودة بالمنطقة الشرقية من الصحراء البيضاء.
ساهر عابد، سائق يعمل على عربات الدفع الرباعى لنقل السياح بالصحراء البيضاء، يكره الأحاديث عن المخاوف بالمنطقة، ويقول إن المهربين لا يضرون أحداً، يمرون فى طريقهم دون الالتفات للسياح أو العاملين فى الصحراء البيضاء، ولكن كثرة الأحاديث تضر بالسياحة وتقضى عليها أكثر مما هى عليه، وإن الدولة لا تساعد أحداً فى إعادة السياح لمنطقة الصحراء البيضاء التى كان يعيش سكانها على السياحة ويقتات أكثر من ربع أهل واحة الفرافرة منها، بخلاف الكثير من أهالى الواحات البحرية، ولكن بعد الثورة والحوادث الإرهابية المتعددة توقفت السياحة وأصبح وجود سائح بالمنطقة شيئاً نادراً، وإن الشرطة تتعسف مع العاملين فى السياحة وتجمع منهم عربات الدفع الرباعى المتوقفة دون عمل: «يعنى يبقى موت وخراب ديار».
هشام جلاب ترك مهنة العمل كدليل للسياح فى الصحراء، المهنة التى ورثها عن أجداده، بعدما انقطعت السياحة عن الصحراء البيضاء، ويقول إن الزيارات كلها قديماً كانت فى المنطقة الغربية من الصحراء البيضاء، لأنها تتمتع بمشاهد طبيعية جذابة أكثر من المنطقة الشرقية، أماكن مختلفة «صخرة العمود»، والخابور الذى يصل طوله 40 متراً، أشكال كلها مختلفة، وأماكن للمبيت، وهى كلها مُنعت فيها الزيارة، بعد العمليات الإرهابية التى حدثت على مدار العامين الماضيين، بسبب انتشار الإرهابيين، وأصبح المرور حتى بجوار المدقات ممنوعاً بأمر القوات المسلحة، بخلاف محمية الجلف الكبير، الموجودة على الحدود المصرية الليبية، التى كانت تتمتع بإقبال كبير من قبل السياح، رغم أن الألغام ما زالت تنتشر داخلها، فيما يؤمن «ثابت» أن منع الدخول للمنطقة الغربية من الصحراء البيضاء قرار صائب.
وائل ثابت، نائب مدير محمية الصحراء البيضاء وباحث جيولوجى، يقول إن السياحة فى الفرافرة كانت تعتمد على شركات سياحة تعد على أصابع اليد الواحدة، خاصة بعدما سبق العاملون فى السياحة فى الواحات البحرية أهل الفرافرة للاهتمام بالسياحة فى الصحراء البيضاء، وذلك بسبب أن أهل الفرافرة كانوا يرفضون العمل فى السياحة التزاماً بالعادات والتقاليد البدوية، وأن أول من قرر العمل فى ذلك المجال لقى مقاطعة من كبار المشايخ فى الواحة، ولذلك لم يكن لواحة الفرافرة أى استفادة من الصحراء البيضاء إلا بعد نجاح التجارب الأولى بصعوبة.
يتذكر «ثابت» واقعة إيقاف مهربين له هو وزملائه من العاملين فى المحمية، وفتشوه وألقوا به مقيداً على الرمال، قبل أن يتركوه بعد وقت قليل، ولكن يمقت الرجل حديث الإعلام عن الإرهاب فى الواحة، ويجد أنه أضر بالسياحة أكثر من العمليات الإرهابية نفسها، مشيراً إلى أن دخل المحمية فى الدورية الصباحية كان يصل إلى 7 آلاف ما بين يورو ودولار وجنيه مصرى، وكان هناك دخل مناسب للصحراء البيضاء، وكنا نطالب وزير البيئة بتخصيص نسبة من دخل الصحراء البيضاء لتنمية الواحة، ولكن للأسف، الآن: «ولا جنيه بيدخل لمصر».
ويشير «ثابت» إلى أن المسافة تمتد على مسافة 23 كيلومتر خط أسفلتى من الفرافرة ومساحتها 3982 متراً، وآخرها على حدود الواحات البحرية، ومن خلال الحماية الطبيعية التى توفرها الصحراء للحدود المصرية مع الحدود الليبية، يصبح المهرب أو الإرهابى المقبل من هناك مجبراً على الدخول من بعض المدقات الصخرية الصعبة، ومنها مدق بجوار «صخرة العمود»، التى كانت تعد إحدى المناطق الجاذبة للسياح فى المنطقة الغربية من الصحراء البيضاء قديماً، ويضيف أن هناك تحدياً واضحاً من المهربين خاصة أنهم يسلكون الطرق ذاتها دون تغيير واضح، وفى ظل الوجود الأمنى، وهناك طريق «سيوة - الواحات البحرية»، رغم وجود أكثر من 40 نقطة حرس حدود وشرطة على هذا الطريق، ولكن ما زالت قوات الجيش تضبط مهربين على ذلك الطريق تقطع الطريق بين الدوريات، فهناك بعض المهربين اعتادوا على المجازفة.
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار
- أشجار النخيل
- إشعال النيران
- الأراضى الليبية
- الحدود الليبية
- الحدود المصرية الليبية
- الحوادث الإرهابية
- الدفع الرباعى
- الرئيس السيسى
- آبار المياه
- آثار