إمام الجامع الأزهر يتحدى «الأوقاف» ويُلقى خطبة شفهية عن «الوحدة الوطنية».. و«جمعة»: لسنا فى صراع مع أحد

كتب: محررو «الوطن»

إمام الجامع الأزهر يتحدى «الأوقاف» ويُلقى خطبة شفهية عن «الوحدة الوطنية».. و«جمعة»: لسنا فى صراع مع أحد

إمام الجامع الأزهر يتحدى «الأوقاف» ويُلقى خطبة شفهية عن «الوحدة الوطنية».. و«جمعة»: لسنا فى صراع مع أحد

وصلت الأزمة بين الأزهر ووزارة الأوقاف إلى طريق مسدود، بعدما تجاهلت الأوقاف الامتثال لقرار هيئة كبار العلماء الرافض بالإجماع لتعميم الخطبة المكتوبة، حيث رفض الأزهر الالتزام بالخطبة الموحدة المكتوبة التى عممتها الأوقاف على جميع مساجدها أمس عن «النظافة»، وخطب الجمعة بالجامع الأزهر الدكتور محمد عبدالعاطى، أستاذ بجامعة الأزهر، عن موضوع «الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين فى الإسلام». {left_qoute_1}

من جانبها شكلت وزارة الأوقاف غرفة عمليات بديوان عام الوزارة برئاسة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لرصد المساجد والأئمة الملتزمين والرافضين للخطبة المكتوبة على مستوى الجمهورية، كما حضر وزير الأوقاف خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة، وألقى الدكتور عبدالله رشدى، إمام وخطيب المسجد، الخطبة ممسكاً بورقة.

من جانبه قال عبدالله رشدى، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، لـ«الوطن» إن الفارس المغوار لا يحتاج لورقة، والخطابة أساسها الارتجال، لكنه يحترم وجهة نظر قيادات الوزارة الذين يؤيدون الخطبة المقروءة، موضحاً «أحترم رأيهم وأقدّر وجهتهم، وأختلف معهم، ولكننى لا أخالفهم، وملتزم بما ستسفر عنه القوانين المنظمة للعمل الدعوى بهذا الشأن»، مضيفاً: أنا مع الارتجال، لكنى ملتزم بتعليمات الوزير المباشرة. كما أجرى عدد من الأئمة استطلاعاً للرأى على صفحة «صوت الأئمة» على موقع التوصل الاجتماعى «فيس بوك» أسفر عن رفض 280 إماماً وخطيباً للخطبة المكتوبة مقابل 8 مؤيدين. وقالت مصادر لـ«الوطن» إن هناك تهديدات تصل للأئمة فى الأقصر والدقهلية وقنا والبحيرة وكفر الشيخ والجيزة، وإجبارهم على التوقيع على كشوف تأييد الخطبة المكتوبة وإلا سيتعرضون لعقوبات من بينها ربط صرف الراتب بالتوقيع على كشوف التأييد للخطبة المكتوبة. {left_qoute_2}

وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الأئمة يعتزمون طباعة استمارات «تمرد» وجمع توقيعات عليها للمطالبة بالإصلاح الإدارى داخل الوزارة ورفض الخطبة المكتوبة، ولفتت المصادر إلى أن الوزارة كلفت بعض القيادات بمعرفة من يقف وراء حملة عدد من الأئمة «كلنا الطيب» الرافضة للخطبة المكتوبة.

من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن تعميم موضوع الخطبة المكتوبة الذى تسعى وزارة الأوقاف إلى تطبيقه ليس صراعاً مع أحد، ولا ينبغى أن يكون، إذ يجب علينا جميعاً أن نعطى الأنموذج والمثل فى الألفة والتعاون على البر والتقوى والمصلحة الوطنية، وأن نعليها فوق كل اعتبار، وأن يحسن بعضنا الظن ببعض، إذ يُستبعد، بل قد يستحيل، أن يُجمع الناس على أى جديد يكسر المألوف والمعتاد، فكل ما يخص الأمور التنظيمية بما لا يصادم إجماعاً ولا نصاً شرعياً قطعىَّ الثبوت والدلالة، فهو مما يحتمل الخلاف والرأى والرأى الآخر، ويدخل فى إطار قول الإمام الشافعى (رحمه الله): قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيرى خطأ يحتمل الصواب.

وتابع «جمعة» أن «تأييد هذا الأمر تجاوز قيادات وأئمة الأوقاف إلى عشرات العلماء الذين لا يقل حماس بعضهم للخطبة المكتوبة عن علماء وقيادات وأئمة الأوقاف لما يرونه فيها من مصالح معتبرة، وقد أجمع قيادات الوزارة وأجمعنا معهم على أن المصلحة الشرعية والوطنية من وجهة نظرنا على أقل تقدير تقتضى منا المضىّ قدماً وبعزيمة قوية فى تطبيق الخطبة المكتوبة الموحدة، عبر الحوار والإقناع دون قهر أو إكراه، فزمن القهر قد ولى دون رجعة، وسبيلنا التواصل ثم التواصل والحوار ثم الحوار، على أنه لا يوجد نص شرعى أو قانونى يمنع الخطيب من أداء خطبته مقروءة طالما أن هذه هى قناعاته».

وأضاف وزير الأوقاف: «ارتأى القطاع الدينى بوزارة الأوقاف فى إطار اختصاصه فى تنظيم الشأن الدعوى والإدارى بوزارة الأوقاف أن الخطبة المكتوبة تحقق مصلحة شرعية ووطنية معتبرة فى إطار خطة ومنهجية شاملة لنشر الفكر الإسلامى المستنير وكبح جماح الفكر المتطرف وحرمانه من أى محاولة لاختطاف الخطاب الدينى مرة أخرى، بل العمل وبقوة وسرعة وحسم على استرداد ما اختُطف منه فى عام الإخوان الأسود وما سبقه من سنوات عجاف شداد على الخطاب الدينى».

وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، إن الأوقاف لا ولاية لها على الجامع الأزهر، فهو تابع للمشيخة، وكل قيادات الوزارة وأئمة المساجد الكبرى التزموا طواعية بالخطبة المكتوبة، وإن الوزارة تتلقى رصد المفتشين لمدى التزام الأئمة بالخطبة المكتوبة من عدمه على مستوى الجمهورية لمعرفة مدى استجابة الأئمة لهذا الأمر بشكل طوعى دون إكراه أو إجبار. من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه على الأوقاف احترام رأى هيئة كبار العلماء والتراجع عن قرارها بشكل لائق حتى لا يصور الأمر على أنه صراع أو عناد بين أبناء المؤسسة الدينية، فأصل الخطبة هو الارتجال.

فيما تباينت معدلات الالتزام بالخطبة المكتوبة فى مختلف مساجد الجمهورية، أمس. ففى الإسكندرية، ألقى وكيل وزارة الأوقاف الدكتور عبدالناصر نسيم خطبة الجمعة «مكتوبة» فى مسجد العارف بالله أبى العباس المرسى، بعنوان «النظافة سلوك إنسانى متحضر»، وهو موضوع الخطبة الذى التزم به عشرات الأئمة فى المحافظة.

فيما تمرد خطباء المساجد فى العريش على الخطبة المكتوبة، وألقى معظم أئمة المدينة خطباً مرتجلة، كما ألقى خطيب مسجد الصفا فى مدينة مرسى مطروح خطبة شفوية، أمس، حول «النظافة فى الإسلام»، وتناول خطباء المساجد فى المنيا موضوعات الغلاء والاحتكار والزنا وانتشار الفاحشة، وقال وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، الشيخ بكر عبدالهادى، إن 25% من أئمة المحافظة التزموا بالخطبة المكتوبة، وهى «استرشادية وليست إلزامية».

وفى الغربية، التزم أئمة المحافظة بموضوع الخطبة الموحدة، وقال وكيل وزارة الأوقاف فى البحيرة، الدكتور إبراهيم الحشاش، إن الكثير من الأئمة فى المحافظة التزموا بالخطبة المكتوبة «طواعية».

وأكد وكيل وزارة الأوقاف فى المنوفية، الشيخ أحمد عبدالمؤمن، التزام المديرية بعدم إجبار الأئمة على إلقاء الخطبة المكتوبة، موضحاً أن «جميع أئمة المحافظة التزموا بموضوع الخطبة الموحدة دون أى مخالفات».

 


مواضيع متعلقة