مخاوف قبل تظاهرة مؤيدة لأردوغان في ألمانيا

كتب: أ ف ب

مخاوف قبل تظاهرة مؤيدة لأردوغان في ألمانيا

مخاوف قبل تظاهرة مؤيدة لأردوغان في ألمانيا

أثار تنظيم تظاهرة في ألمانيا لمؤيدي الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الأحد المقبل، توترا في الجالية التركية في هذا البلد ناجما عن الميول الاستبدادية للسلطات التركية بعد الانقلاب الفاشل.

ويتوقع أن يشارك في التظاهرة أكثر من 15 ألف متظاهر، كما تقول الشرطة، في كولونيا بمقاطعة رينانيا التي تضم أكبر أقلية تركية أو من أصل تركي، ووجه الدعوة ألى التظاهرة اتحاد الديموقراطيين الأوروبيين-الأتراك، الذي يعتبر مجموعة الضغط التابعة للحزب الحاكم في انقرة.

وتهدف التظاهرة إلي دعم الرئيس الاسلامي المحافظ الذي بدأ منذ الانقلاب الفاشل في يوليو الجاري، حملات تطهير واسعة في الجيش ووسائل الإعلام خصوصا.

ومن المقرر تنظيم عدد من التظاهرات المضادة في المدينة.

وتزايدت فجأة المخاوف من صدامات بين أنصار حزب العدالة والتنمية ومنافسيه، ففي ألمانيا تعيش أكبر جالية تركية خارج البلاد أو أشخاص من أصول تركية، ويقيم أيضا في البلاد عدد كبير من الأكراد والعلويين الذين يعارضون نظام اردوغان.

وستنشر شرطة كولونيا المتهمة بالتقاعس بعد الاعتداءات الجنسية الجماعية التي ارتكبها مهاجرون ليلة رأس السنة، الفي شرطي بعضهم أجانب أو يتحدثون اللغة التركية.

وازدادت حدة التوتر في الأسبوعين الماضيين في إطار الجالية التركية.

واعربت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، عن قلقها الخميس من تأثير عمليات التطهير الجارية في تركيا على الاتراك في الشتات، ودعت انقرة إلي "التصرف بطريقة مناسبة" في الرد على الانقلاب الفاشل.

وفي الوقت نفسه، طلبت الحكومة التركية من ألمانيا تسليم الأعضاء الموجودين على أراضيها لشبكة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بإعداد الانقلاب الفاشل.

كذلك وجهت رئيسة منطقة كولونيا التي استقر فيها عدد كبير من المهاجرين الأتراك في الستينيات والسبعينيات للعمل في المجال الصناعي، نداء دعت فيه الى "ضبط النفس".

وقالت هانلوري كرافت، :"لا تنقلوا صراعا سياسيا داخليا في تركيا إلي المنطقة التي اخترتم أن تعيشوا فيها".

ونبه وزير الداخلية في كولن رالف ياغر إلى أن "الشرطة ستتدخل بطريقة قاسية إذا ما صدرت دعوات الى العنف".

وفي حي كروسنبرغ في برلين المسمى "اسطنبول الصغيرة" بسبب العدد الكبير للاتراك الذين يعيشون فيه، ترفرف الاعلام التركية على النوافذ منذ الانقلاب الفاشل، مما يؤكد انهم يهتمون بالتقلبات السياسية في انقرة، اكثر من اهتمامهم بالوضع في المانيا.

وعمدت وسائل الإعلام أيضا إلي نشر مزيد من شهادات شبان ترعرعوا في ألمانيا ولا يسافرون إلي تركيا إلا لتمضية العطلة الصيفية لكنهم يدعمون اردوغان.

وتؤكد هذه الظاهرة، كما يقول نائب برلين ايرول اوزكاراكا، الثغرات التي تواجهها عملية الاندماج.

وأضاف :"لا يشعرون أنهم ينتمون إلي ألمانيا فجأة تحصل ظاهرة التماهي مع البلد الأم".

ويتمتع الرئيس التركي بدعم كبير لدى 1،55 مليون من الرعايا الأتراك في ألمانيا، أي ما يعادل واحدة من أكبر الدوائر الإنتخابية بعد اسطنبول أو أزمير.

وقد عقد اردوغان في السنوات الاخيرة عددا كبيرا من الاجتماعات في المانيا، وتحدث كل مرة في قاعات اكتظت بالحضور وسادها الحماس.

وقالت صحيفة "شفيبيشي تسايتونغ" اليومية التي تصدر في منطقة شتوتغارت حيث يعيش عدد كبير من الأتراك العاملين في صناعة السيارات، "إنه من غير الممكن أن يشعر خصوم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أنهم مهددون في ألمانيا".

وينتقد أحد رئيسي حزب الخضر، جيم اوزدمير التركي الاصل، والذي يتعرض لانتقادات من أنقرة، وجود "بيغيدا تركية" في ألمانيا، في إشارة إلي الحركة اليمينية المتطرفة "الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب" التي تتظاهر مساء كل أثنين في دريسدن منذ 18 شهرا.


مواضيع متعلقة