بروفايل: «خان».. طفولة «فى زحمة الصيف»

كتب: نورهان نصر الله

بروفايل: «خان».. طفولة «فى زحمة الصيف»

بروفايل: «خان».. طفولة «فى زحمة الصيف»

ابتسامته الطفولية المألوفة، وحالة المرح التى كانت تحاصره بقوة، بالإضافة لملابسه البيضاء التى بدا متأنقاً بها، كلها كانت توحى بالسعادة الغامرة التى تملكته أثناء احتفاله بميلاد طفله الأخير، وهو يعد الجمهور بأعمال جديدة ومختلفة، دون أن ينظر إلى جسده السبعينى المنهك، ظل متمسكاً حتى النهاية بعشق السينما، التى تعلمها فى لندن ومارسها فى بيروت، وصنع تاريخها فى القاهرة، ليرحل المخرج محمد خان عن عمر 74 عاماً.

قادت الصدفة «الطفل الباكستانى»، ابن تاجر الشاى، الذى أعطى طفله لقبه المميز «خان» للسكن فى منزل صغير بجانب دار العرض السينمائى الصيفى، وقتها لم يكن عمره يتجاوز العشر سنوات، فانشغل بتجميع قصاصات إعلانات الأفلام وصورها، وظل البركان خامداً بداخله، حتى قرر السفر للمملكة المتحدة لدراسة الهندسة المعمارية فالتقى بشاب سويسرى يدرس السينما، فترك الهندسة مقابل الدراسة فى مدرسة الفنون ليتفجر بركان الفن بداخله أخيراً.

رحلة طويلة مع الفن قطعها «خان» بعد تخرجه، بداية من عمله فى قسم السيناريو بالشركة العامة للإنتاج السينمائى العربى تحت إدارة المخرج صلاح أبوسيف، سافر بعدها إلى بيروت وعمل مساعد مخرج فى عدد من الأفلام، ولكن الوضع لم يستقِم بالنسبة له خاصة بعد حرب 1967، مما دفعه للعودة إلى لندن مرة أخرى، وبعد عودته للقاهرة وضع كل أفكاره وهمومه فى قصة بعنوان «ضربة شمس» واختارها لتكون أول أعماله الروائية والحلقة الأولى فى سلسلة أفلام وصلت إلى 24 فيلماً روائياً وُجدت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصرى، وتميز العمل باختلافه عن الأنواع السائدة فى السينما، وقتها دفع نور الشريف لتقديم الفيلم وإنتاجه عام 1980، وتوالت بعد ذلك أعمال «خان» ليصوغ نوعاً جديداً من السينما الواقعية التى تمزج تفاصيل المدينة بتفاصيل شخصيتها فقدم مجموعة مهمة من الأعمال، تعاون فيها مع عدد كبير من الممثلين، منها سعاد حسنى فى «موعد على العشاء»، أو أحمد زكى الذى قدم معه «مستر كاراتيه»، و«زوجة رجل مهم»، و«أحلام هند وكامليا»، و«أيام السادات»، أو «الحريف» مع عادل إمام، و«خرج ولم يعد» مع يحيى الفخرانى.

شكَّلت الشخصيات النسائية جزءاً كبيراً من سينما «خان» فتعامل معها بعمق شديد من خلال الكاميرا واعتبرها من النماذج الثرية درامياً، بداية من «أحلام هند وكامليا»، و«بنات وسط البلد»، و«فى شقة مصر الجديدة»، و«فتاة المصنع»، و«قبل زحمة الصيف» الذى يعد آخر أعماله السينمائية، بينما كان يستعد لتنفيذ فيلم «بنات روزا» مع غادة عادل فى ثانى تعاون لهما.


مواضيع متعلقة